فعلا يقول المثل "عيش نهار تسمع خبار" لقد انتظرنا عقودا من الزمن وعشنا سنين طويلة منتظرين ان تخرج لنا ولو معلومة صغيرة من مطبخ المجمع الشريف للفوسفاط ، فكان للربيع العربي الدور الكبير في نفض الغبار ونزع الغطاء عن الطنجرة التي يطبخ فيها كل شيء بالمجمع ، فخرجت 20 فبراير إلى الشارع و بدأت معها الاحتجاجات و المسيرات المطالبة بالتشغيل في الوظيفة العمومية ومنها المطالبة بالتشغيل في م ش ف من لدن أبناء المتقاعدين وجمعية المعطلين . ساد الصمت وطغى الترقب ، الكل ينتظر خروج الوصفة التي طبخها التراب وحاشيته ليقدموها لأبناء المتقاعدين لعلهم يخمدون غضبهم و يكسرون شوكة حماسهم ، خرج علينا ببرنامج "" الذي استبشر الجميع خيرا به ، لكن ما شابه من انزلاقات وخروقات في عملية انتقاء الملفات ، أظهر للعيان بان هذه المؤسسة لا تختلف عن غيرها في المحسوبية والزبونية ، حيث توالت الانتقادات والاتهامات للمسؤولين بعدم خروجهم بتوضيحات كافية وتبريرات لما وقع ، لكنهم بقوا في برجهم العالي و استعانوا ببعض رجال الأمن ليكونوا وسطاء عفوا بل سماسرة ، هدفهم غقناع الشباب المحتج بإخلاء مكان الاعتصام ( هذا ما يقوم به أحد المسؤولين الامنيين بخريبكة، حيث يحشر أنفه في كل مسيرة احتجاجية او اعتصام محاولة أقناعهم بشتى الطرق عوض حمايتهم من أي اعتداء). اشتد الخناق على مجمعنا الشريف من طرف الشباب المعتصمين بكل المدن و القرى المنجمية ( خريبكة مثلا التي دخل المعتصمون شهرهم الثاني امام الإدارة المحلية) وكذا من طرف الصحافة الالكترونية الوطنية والمحلية ( في حين الف بعض مراسلي الصحف الوطنية الصمت وبيع الذمم) ، فنقل مقر الغدارة بخريبكة إلة منطقة سيدي شنان للابتعاد عن الاحتجاجات . مسؤولو المجمع ألفوا الضحك على الذقون و بيع الوهم للشباب ، فقدموا الوعد تلو الآخر و أخلفوا العهد ، فما قام به مسؤول بإدارة خريبكة لدليل على سياسة التهمبش والأقصاء والنظرة الدونية التي ينظرون بها لأبناء الإقليم ، حيث وعد بتقديم توضيحات عن المشاكل التي تعترض الشباب المستفيد من برنامج "ocpskills" ، فأخلف الوعد . توالت الفضائح وما يمنحه السيد "ocpskills" لمستشارة أجنبية (667 مليون سنتيم) لدليل على أن المجمع مبدر و يوزع أموال الشعب يمنة ويسرة بينما ينتزع أراضي الفقراء بالقوة و يرمي لهم الفتات ، بدعوى المصلحة العامة ، فأين المصلحة العامة و حسن تدبير المال العام في قضية المستشارة البريطانية التي تعمل بمعدل 4 ساعات يوميا بمبلغ 5418 درهما وبضع سنتيمات للساعة. و الفضيحة الاخرى هو ما أظهرته وثيقة مسربة من داخل الادارة المركزية تكشف على ان اكثر من 50 في المئة من العمل يقوم به العمال الصغار الذين اقصوا من التكوين المستمر على يد كاتب عام وجعله مقتصرا على كبار المهندسين ومن رضي عنهم ، ضاربا عرض الحائط ببنوذ مدونة الشغل التي تجعل العمال سواسية في التكوين. وهكذا ابانت لنا الايام بان مؤسسة وطنية مثل المكتب الشريف للفوسفاط لا تخلو من فساد ومفسدين وعلى المجلس الاعلى للحسابات زيارتها لعلنا نكتشف فضائح كبيرة وخطيرة