أتحف الروائي المغربي عبد الكريم جويطي الحضور صباح يوم السبت 3 دجنبر 2016 بروايته تحت عنوان "المغاربة" في حفل توقيع نظمه منتدى أطلس للثقافة والفنون، بحضور الناقد الشاب أسامة صغير في رحاب المقهى الثقافي المعروف بفندق النجاح. وقد استحضر الناقد صغير تفاصيل الرواية بدقة، متطرقا لما تحمله الرواية من أحداث شيقة تشد القارئ إليها. مروراً بمحطات تاريخ المغرب وبالذات منطقة سيدي بوكماز بمدينة بني ملال، بأسلوب سلس تزينه باقة من التراث المغربي وما تحمله ذاكرة المغاربة في بلدهم، ببعدها الفلسفي والتاريخي، بعيدا عن تسلسل التاريخ بشكله الروتيني المألوف. تحكي الرواية التي تتألف من 399 صفحة، واقع المغاربة من عادات وتقاليد يحرصون على المحافظة عليها، بلغة سردية تخييلية تحمل طابعاً فلسفيا سوسيولوجيا، إلى جانب حضور التاريخي فيها. رواية تروي ظمأ كل متعطش للغوص في الذاكرة المغربية. وقد أمضى جويطي حسب ما قاله في اللقاء، مدة طويلة بين بحث وتنقيب، عن كتب ومصادر تاريخية بمختلف اللغات ولسنوات طويلة، ما جعل من الرواية يدا تلامس واقع المغاربة وصورة سردية تخييلية. فرواية المغاربة تعتبر من بين أهم وأدق الروايات التي تناولت واقع المغاربة والكينونة المغربية. رواية تشد قارئها الذي تدخله في متاهة حافلة بالأحداث المتداخلة التي تنتهي من حيث بدأت، حاملة عنصر التشويق والهوية في شقيها الفردي والجماعي، إذ يقود السارد الأعمى _ الذي هيأه أخوه لدخول العالم المظلم بعد أن بدأ النور يقل في عينيه، بإهدائه "الأيام" لطه حسين _ يقود القارئ لتتبع خطاه في العتمة ليضيع بين حروف سيرته. ينتقل بعدها الراوي إلى "شخصية الجندي " الذي فقد ساقه في الحرب، والذي كان يجلس في غرفة تجمعه بالأعمى، يكتب عن المغاربة باعتباره من يملك حق الحديث عنهم أكثر من غيره، فهو من فقد ساقه دفاعا عن هذا الوطن. لينتقل بعدهما للحديث عن توارث السلطة، عبر تعاقب الباشوات والقياد. ليصل بعدها لمرحلة ظهور جماجم وهياكل ناقصة من تحت أرض المدينة، والتي تدل على هويات مجهولة منسية، تعبر عن هوية جماعية مفقودة، بعد أن عبر عن الفردية من خلال الأعمى والجندي. ليختم الحكاية بقصة حب آن لها أن تكتمل لتتم النقصان. ختم جويطي الحفل بحديثه عن كتاب حول الجهة، خصص جزء منه لتاريخ مدينة خنيفرة، فما أشد شوق خنيفرة لهذه التحفة الجديدة من تحف الروائي عبد الكريم جويطي.