الإرهاب يضرب أمان نضلين، ولكن هذه المرة يتجلى بصيغة اجتثاث أرزية أجدير أمام مرأى وأعين المسؤولين عن الترياج (ترياج أمان نضلين، وبالضبط ميمجاض، بارسيل 60 التابعة لمركز التنمية والموارد الغابوية بأجدير – المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إقليمخنيفرة) حيث تم اجتثاث خمسين (50) شجرة أرز شامخة يبلغ طول الواحدة منها عشرين مترا، وعرضها مترين ونصف. هذه الشجرة قد تدر مدخول يقدر بعشرة ملايين سنتيم وبالتالي أعداد الأمتار المكعبة من الذهب الأخضر قد يصل ثمنها خمسمائة مليون سنتيما. وحسب المعلومات الواردة فالمسؤول المحلي لم يكن على علم باجتثاث خمسين أرزة، وبالتالي فمنطقة أجدير تتوفر على مساحات شاسعة تزخر بغابات الأرز الشامخ، فإذا كانت منطقة أمان نضلين قد شهدت أكبر عملية إرهابية كما سماها الحافي، في حق الأرزية، والمسؤول في سبات عميق أو متواطئ، فكيف به أن يراقب المناطق الأخرى، ألا ينبغي أن تتكلف لجنة رفيعة المستوى للبحث في جرائم أخرى بالمناطق الأرزية التابعة لمنطقة أجدير والنواحي والتي قد تعد بالمئات من الهكتارات؟ ثم ونحن مقبلون على الكوب 22 ألا تشكل هذه المجزرة كارثة طبيعية؟ وكيف سنجيب في حال ما إذا طرحنا السؤال التالي: لماذا نشتكي من الجفاف الذي ضرب الإقليم الغني، ونحن نقوم بقتل جذور الأشجار التي تشكل وقاء منيعا ضد تسرب أشعة الشمس حتى لا تتسرب وتجف العيون والخيوط المائية؟ هنا وجب التساؤل ما هو الهدف من هذه المصالح التي منحتها الدولة صلاحيات المراقبة إذا كانت لا تصلح للإخبار والوقوف على هذا الجرم الحقيقي في حق البيئة؟ لماذا تم السكوت عن القضية إلى حين إيفاد تقني جديد بمنطقة أمان نضلين؟ لماذا توهمنا المندوبية السامية للمياه والغابات بمخططات عشرية لحماية أرزية خنيفرة، والتي ترصد لها مبالغ خيالية لتنفيذها؟ هنا يتضح بوضوح أن ما بلغته الموارد الطبيعية بإقليمخنيفرة من تدهور كان بتواطؤ مباشر ما بين بعض المسؤولين الغابويبن والمقاولين العاملين في المجال الغابوي، وكذا بعض رؤساء الجماعات الترابية، فلماذا يتم تلفيق التهم للمواطنين المجاورين للغابة، ومحاولة غطاء الشمس بالغربال؟