في اليوم الأول من سبتمبر، انتقل طاقم خنيفرة أون لاين بمعية زملاء من فزاز24 إلى منطقة أيت بوظيهر النائية على سفوح جبال الأطلس المتوسط الغربي، منطقة تنتمي لجماعة أم الربيع مريرت، إقليمخنيفرة... تبعد عن مريرت بحوالي 25 كلم. ويمكن الولوج إليها من مريرت عبر طريق عيون أم الربيع، إلى منطقة "تيبركانين" أي حوالي 16 كلم. ثم تنعرج يسارا عبر طريق غير معبدة صعودا على مسافة 7 كلم لتتراءى لك منطقة أيت بوظيهر منازل متناثرة حول حقول خضراء، وعيون دافقة من ماء معين، منطقة عبارة عن واحة جبلية في شكل صحن مقعر محيط بسلسلة جبلية تكسوها أشجار البلوط، وتبلغ مساحتها الزراعية حوالي 550 هكتارا، تستقبلك بنسمات باردة وهي المعروفة بطقسها المعتدل صيفا والبارد شتاء، غير أن الطريق إليها والذي شقته أيادي الشباب من ساكنيها لم يعد سالكا منذ العاصفة الرعدية التي ضربت المنطقة أتت على المسالك والعيون ومنازل الفلاحين ومزارعهم وغللهم... فالطريق بعين المكان غمرتها أطنان من الأتربة والصخور التي جاءت بها السيول من الأعالي، وهناك عيون طمرتها الأتربة والأحجار جعلت الأهالي يشمرون على سواعدهم لكشفها وإعادة استغلال مائها للشرب والسقي، لكن المشهد الأكثر ألما هو الدوار الذي غمرت منازله المياه، وتهافت السكان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أفرشة وماعون وماشية، فقد وقفنا عن كثب على منزل كان في طور البناء لم يعد يظهر منه إلا حوالي متر ونصف، وداخله تحول إلى صهريج ماء وغير بعيد تمت معاينة عائلة منكوبة رحلت إلى الجيران بعدما غمرت السيول منزلها بالكامل، تقول ربة البيت أن أفراد العائلة كُتب لهم عمر جديد، بعدما كانوا يصارعون السيول للإفلات من موت محقق، وتضيف السيدة أنهم لم يكونوا يسمعون غير هدير السيول وانجراف الصخور والأشجار وضربات البرد الذي كان في حجم بيض الدجاج... وكانت تشكر كل من هب لإنقاذهم وماشيتهم من الهلاك... فقد غمرت السيول النهر الذي يمر وسط الدوار وزاغ عن مساره ليجرف معه كل الأغراس من البصل والقطنيات، كما تناثرت أرضا فواكه التفاح والزيتون والسفرجل، وحملتها السيول وما نصوره الآن ليس سوى ما سقط بعد انكفاء السيول هذا ويضيف الفلاحون أن مجهود ومصارف سنة كاملة ذهب أدراج الطوفان، كما أن الكثير من الفلاحين غارقون في ديون القرض الفلاحي واليوم، تذهب آمالهم سدى أمام هول الفاجعة الشيء الذي جعلهم يرسلون نداءات استغاثة سواء عبر الإعلام أو عن طريق مسؤولي الفلاحة أو إخبار قائد جماعة أم الربيع بمريرت... آملين الحصول في أقرب الآجال على آليات لفتح المسالك لنقل الغلل التي أسقطها البرد، وكذا لقضاء مؤنهم الاستهلاكية، ناهيك عن مطالب من أجل تعويض ما ترتب عن الخسائر المادية التي تكبدوها... دون القفز على فقدانهم للكهرباء المستمدة من الطاقة الشمسية، والتي اقتلعت ألواحها بفعل قوة الرياح والبرَد بعد الوقوف على حال ساكنة أيت بوظيهر، استوقفنا منظر مدرسة في موقع مرتفع عن الدوار بالكامل، وارتأينا إلقاء نظرة عليها، للوصول إلى المدرسة مشيا على الأقدام يجب عليك أن تكون رياضيا مختصا في تسلق الجبال، الشيء الذي يطرح علامة استفهام حول المغزى من إنشاء مدرسة أعالي الطير... وكيف سيكون الطفل الذي سيصعد هذه الطريق يوميا وهو محمل بمحفظة بما فيها من أثقال... وعند الوصول تفاجأنا ببركة ماء تغمرها، ونحن في عز الصيف، وكيف سيكون الحال في موسم الأمطار والبرد القارس ؟ وفي الخارج صهريج ماء ومنصة لماء الشرب والنظافة، أجهزة مهملة غير مستعملة، مما يحيلنا على صفقات حواسيب في العديد من المدارس، لم يستعملها التلاميذ يوما... وننوه إلى أننا سنسترسل في إدراج فيديوات متتالية حول هذه الفاجعة، مرفوقة بتصريحات للأهالي المتضررين