مع إقتراب موعد الحركة الإنتقالية الجهوية والمحلية ، تخرج بعض الضّواري من جحورها بعد سُبات طويل ، لتبحث لنفسها عن موطئ قدم بإحدى المجموعات المدرسية المبشّرة بالهناء الأبدي. ومع دنوِّ ' المونديال التعليمي' يبدأ التهافت على قُمصان الفرق الكروية ، لتزدهر بذلك خياطة القمصان الجديدة تحت براريك "درب غّلف". دون أن ننسى حرفة الدّرازة التي يبرع أصحابها في صُنع أحذية يفوق ترقيمها 45، صالحة لكل الأرجل التي تتعطش لقذف الكرة خارج أرضية الملعب، في إتجاه منصة الجمهور كشكل من أشكال البهجة الحركية . باتت الحركة الإنتقالية موسما عيساوة بامتياز بحث لا يتورع بعض أصحاب الحال في شُرب الماء الساخن أو افتراس جدي حي أمام الملأ. مع إقتراب الحركة تُعلِنُ النقابات أيام " الأبواب المفتوحة" حيث تبلغ نسبة الزُّوار عتبة المليون زائر لأروقتها الجامدة. أمام هذا الصخب الطقسي تظهر إلى العيان فئة من مناضلي "الوقت بدل الضائع" وهي تتأبط ملف صهرٍ أو زوجة عاكسها الحظ في "التصفيات القارية" أو حتى حبيبة موعودة ... هذه الطّائفة اليسوعية تُؤمن بمبدإ ' شد فذيل الكلب حتى تقطع الواد وغسلها' . لقد تم إفراغ العمل النقابي في كثير من اللحظات من قيمته كشكل من أشكال النضال الشريف و المُواطن ، عندما فُسح المجال "لدراكيلات " بإقتحام منابر النضال النزيه للدفع بملفات "جوكندات" أثرن مُشاهدة برامج " أراب أيدول" و " مسلسل خلود" على حرث فصول الدرسة. لتُركن القمصان الرياضية بعد كل تأهل إلى الدور الموالي في كومة الأسمال المُنتهية الصّلاحية ، كإحتفاء خاص ربما ببركة القميص. يوسف عيادي