كي تحظى بلقب بطل الخريف كان على مكونات فريق شباب أطلس خنيفرة أن تلعب طوال دورة الإياب بكل أوراقها، لم يكن هناك مكان لأحد في الاحتياط أو خارج المدرجات، طاقم ولاعبون، مشجعون ومحبون، غيورون وأمنيون، الكل صار مهوسا بالفريق العائد لمكانه والقادم من قسم الهواة. الإنجاز الكروي اختلطت فيه استماتة اللاعبين بالأصوات المحرجة القادمة من المدرجات ببسالة المشجعين أبناء ضفتي نهر أم الربيع، والحاملين مجد التاريخ الذي رسمه محارب الاستعمار موحى أوحموا الزياني. هكذا التقت ملحمات الماضي بعنفوان شباب الحاضر طيلة مباريات الدورة لتصنع عرسا مزدوجا على جنبات الملعب البلدي بخنيفرة لتزف نبأ الفريق "بطل الخريف" مع نهاية الشطر الأول من بطولة القسم الوطني الثاني . أصبحت حكاية الفريق الهاوي سابقا يضرب لها ألف حساب، فكل الفرق القادمة لعاصة زيان نهلت من رواية الغرق بنهر أم الربيع، وسطع نجم فريق تحمل فيه أبناء الأطلس الجزء الأكبر من المسؤولية والجدية، حتى بطولة القسم الوطني لهذه السنة كان لها الطابع الخاص بمشاركة شباب خنيفرة سواء في الفريق المحلي أو في فرق نفس البطولة بشكل متميز. "مع مرور الدورات تزداد الإكراهات ويزداد عشقنا للمدرجات" كانت آخر الوصايا التي مررها رواد التشجيع عبر أهازيج وأسلوب خاص صقلوه رفقة الفريق في رحلاته عبر الإتجاهات الأربع لخريطة المملكة. بالأمس خرجت ثقافة التشجيع بشكل مميز وأكثر تنظيما، فحلقت راية "ملوك الأطلس" بعيدا عن قسم الهواة، وهذه السنة إقليمخنيفرة الواعد ملزم أكثر من أي وقت مضى لتحمل مسؤوليته التاريخية لدعم مكونات فريق يحاول الحفاظ على خطه التصاعدي وأمله اللعب بقسم الصفوة. لقب الخريف لم يتجاوز حدوده الرمزية في الاحتفال لأن الخنيفريين بطموحهم منشغلون بموعد آخر، فقبل انطلاق عداد دورة الذهاب فريق شباب أطلس خنيفرة وجمهوره تنتظرهم دورة مصيرية لتحقيق حلم الصعود للقسم الوطني الأول، ويبقى لسان الحال يردد: "الشعب يريد بروميار سيري" فهل تصير الأحلام حقيقة ؟.