اتصلت بي جمعية محلية تنشط بمنطقة أوشنين أيت بومزيل من أجل الحضور لتغطية يوم تضامني قادته إحدى الجمعيات المدنية من مدينة الفنيدق بتنسيق مع جمعية إسمون نعاري يوم الجمعة الماضي 03 يناير 2013، وفي سبيل ذلك وإيمانا منا بضرورة الوقوف إلى جانب المجتمع المدني كصحافة وإعلام انتقلت إلى عين المكان الذي حطت فيه القافلة التضامنية رحالها، وبالضبط بمنطقة تيزي تملالت بالقرب من مدرسة أيت خويا حدو. للأمانة فما وقعت عليه عيناي من مساعدات جاءت بها جمعية "نحن نستطيع" لتقوم بتوزيعها اعتمادا على تنسيق ثنائي بين جمعية إسمون نعاري وجمعية محلية تنشط بالمنطقة شيء محمود ويستحق التنويه، لأنها رغم عدم سدها لكل حاجيات الساكنة المعزولة بأعالي جبال قبيلة أيت بومزيل فهي على الأقل خطوة نبيلة استطاعت أن ترسم ولو بصيص أمل على وجوه منسيين مغلوبين على أمرهم. إلى هنا كانت الأمور تسير بطريقة جيدة، حتى ظهرت سيارات تابعة للسلطات المحلية بالجماعة وأقصد بالذات سيارة القيادة التي أحضرها الكاتب العام لقيادة أكلمام أزكزا لهري، هنا تغير كل شيء وبدأ الشك يدب إلى نفسي، والتساؤل يطرح نفسه، أولم يكفي سلطات أكلمام أزكزا داخلية أو منتخبة ما وصل إليه حال السكان من عزلة قاتلة في هذه البقع المنسية حتى تأتي لتقوم بالتمويه أيضا في هذه القافلة والإدعاء أن المصلحة العامة هي الهدف؟؟؟. نعم السلطات تحضر لتراقب، لكن، أن يدلي الكاتب العام لقيادة أكلمام أزكزا لهري بدلوه في عملية توزيع المساعدات أمر غير مقبول تماما، فالأخير أولا - وهذه شهادة لن أنكرها لأن الخوف من الله وحده- خلق البلبلة للجنة الجمعية المعنية بالتوزيع وأطلق العنان لشططه حتى في المبادرات الاجتماعية التضامنية التي لو قامت السلطات بأدوارها لما انتظر أولئك السكان منذ شروق الشمس قدوم القافلة. المستفيدون حسب لائحتين، لائحة أولية سبق للجمعية المحلية أن قدمتها، ولائحة ثانية بصم عليها أعوان السلطة فسجلوا ذويهم وهمشت أسر هي في أمس الحاجة إلى الإعانة في الظروف المسجلة، فما معنى أن يستفيد أبناء وعائلات أعوان السلطة كلها ويبقى مغلوبون على أمرهم دون التفاتة، إنها قمة العار. تأسفت كثيرا لحال المساكين والفقراء ممن تسمروا في أماكنهم دون أن يحظوا ولو ببسمة من قبل أعوان السلطة من كاتب عام ومقدمين أطلقوا العنان للريع في لحظة إنسانية كان الأجدر بهم أن يتابعوها عن بعد ما داموا قد فرطوا في أدوارهم المعروفة، تأسفت لبريق أعين العديد ممن لا معيل لهم أطلوا وانتظروا فانكسر بريق أعينهم أمام انتهازية السلطات المعنية. قد لا أتفق على حضور مثل هذه القوافل للعوامل المذكورة، لكن، حضوري يجب أن يكون نبيلا لا انتهازيا، لذلك انكسرت حمرة الدم في وجهي بينما العديد من المنسيين يطلبون لي أن أتوسط لهم عسى أن ينالوا بعضا من الإعانة، قمة الإحراج، هكذا أرادت السلطات بخنيفرة ، هكذا أرادت أن تبقى دائما تسعى بمواطنيها. أقسم أني تبرمت كثيرا وأنا أعاين الكاتب العام لقيادة أكلمام أزكزا لهري وهو يضع مجموعة من الإعانات التي لم توزع على المنتظرين في سيارة الكات كات الخاصة بالقيادة، تبرمت وأنأ أسمع بالقرب من ساحة أجدير كلاما كهذا " هل حصلت على جاكيطات" ، أتعلمون ما معني هذا ؟؟؟ هو العار بعينه أن يتم توجيه هذا السؤال إلى صحفي جاء لتغطية أشغال القافلة، هي الإدانة في نفس الآن لكل من سمح له ضميره أن يأخذ ولو قليلا من مساعدات وجهت للمنسيين، أن يأخذ سكرهم، أن يأخذ شايهم، أن يأخذ زيتهم، أن يأخذ ألبسة كانت موجهة لهم، أن يأخذ كل تلك المواد وهو الذي سبق له أن أخذ طريقهم وأخذ ثرواتهم وأخذ كهرباءهم وأخذ ماءهم. كان بودي أن يعود الكل إلى بيته مسرورا ، لكن إخواني أيها المنسيون إعذروني ، فثمة شيء سمعته أذناي من عميد السلطة الحاضرة بعين المكان، شيء خطير هو "لو أن هؤلاء السكان استفادوا من تفويت أراضيهم للدولة لكان أحسن" ، ماذا تنتظر من مثل قائل هذا الكلام، لا شيء، لأن المعطيات التي حصلت عليها وسنخصص لها مقالا مستقبلا هي أن أزيد من 40 بالمائة من السكان قد هجروا مساقط رؤوسهم بالمنطقة فقط بفعل تذمرهم من غياب أية التفاتة. هذا ورفعت جمعية أيت بومزيل للتنمية شكاية إلى عامل إقليمخنيفرة وكل السلطات المرتبة تحت سلطاته هذا نصها :