تتحرك دكة غسل الموتى ولا تهتز لهم قصبة أولئك المخبرون القوادة الشكامة البركاكة الكوّاية المخبرون البلطجة والمرتزقة والبياعة...إنهم لا يحتاجون لدورات تكوينية فهم أجساد بلا رؤوس ولهم جباه وشواهد معترف بها من أم الوزارات وأبيها، إنهم وطنيون، حالة خاصة، متعاونون تحت الطلب ومن غير طلب كوسيلة المتوسل أو المتسول بنفسه ودنياه. تجدهم في كل مكان(البركاكة مَخْطَاوْ تابلاد أُتابلاصة) يدخلون القيادات الجماعات الباشويات والولايات بدون وساطة و لا ضمانة الهوية ، هؤلاء الآدميون هم السباقون للولائم يستفيدون من بونات الطحين والقوالب وتذاكر النقل والمازوت وأزبال الحفلات الرسمية وامتيازات السكن والبناء والقوادة والتبزنيز والمتاجرة في المخدرات (وفي دذلك يتنافس البلطجة المخبرون الشكامة) إنهم يجسدون بنيوية العقلية المأزومة-المريضة المبنية على تقليد الآخر وسلطة الدخيل وعبادة القوة بأبعادها سواء أكان العبد مخبرا شكاما قوادا عميل المخابرات معتوها أو كبش فداء "ورقة كارط" أو فقيها يرى في الخروج على هوى الحاكم مفسدة أو متزنا يدعو إلى مشاعيه المال والجسد باسم التحرر. أوراق التعبئة تحترق بعد انتهاء صلاحيتها، و كذلك يتخلص المخزن من بعض المتعاونين-القرابين و الأكباش لما يسيئون للشعب بشكل "مفروش" وغير ذلك فألقابهم تنم عن حسن السلوك "المزيف" كالشريف والشريفة والحاج والحاجة وولد الحاج وليدات المخزن وحراسه وحماة المقدسات وحواتها، ولا بأس إن شاهدت أحدهم في إحدى المناسبات يجمع في يديه بين صورة الملك والتنفيحة والتبويقة ...ولا بأس أن يحمل صدر عاهرة علم المملكة وقد كان قبل قليل يحمل زبد نشوة زبون ولا بأس أن ترى من يحملون أقلاما بين ضلوعهم للتعبير: مرة عن دولة الإسلام وتارة عن حرية الجسد ومشاعيه الممتلكات عورات ونساء وما ملكت الأيمان. وكل هؤلاء قد يخرجون من جهاد النفس والمناكحة إلى جهاد الوطن-المصلحة. الجواسيس البركاكة"ومّلِينْ الكاوية" ينقلون الصور والأصوات والنبضات الأوهام والأحلام والتوقعات، ينقلون ما يريده المخزن وما لا يريده كالفقر والبطالة والمرض وقسوة العيش، الناس نيام وأعينهم لا تنام مدسوسون في الأسلاك في الجدران كالحجر في الوديان والجبال والصحراء ، يقتحمون الخلوات ويجعلون النفس تخاف من نفسها على نفسها تجعلها تتكلم بالصوت الخافت تشك ترى المخبر والبركاك والشكام في الكلاب الضالة وفي حشرات الغابة و خفافيش الظلام ومخلفات الوديان وضفادع المستنقعات ومجهريات الصحراء، وفي كل شيء وفي كل مكان في العمل في الحفلات والمآثم والتظاهرات والاجتماعات في الطوبيس والحمام في الأرض والسماء. إذا كان لا بد لأحد أن يتعاون من أجل المكانة و الاسترزاق فإنه ينحدر إلى مستوى الكلاب الضالة التي لا تجد في فمها سوى وسيلة لتمجيد سيدها الذي يقذف لها بالعظام من حين لآخر، عظامنا نحن وكلما هب الأمل انتهزوا الفرصة أو سلطوا علينا وبقينا جميعا كالمحكوم عليه بالعطش الدائم في الميثولوجيا، يرتفع الماء إلى شفتيه فإذا حاول أن يرشف منه غيض الماء بأفعال القوادة و المخبرين و البلطجة .. أيها المدسوس فينا جئت لنقل الخبر اليقين فمتى كانت القوادة واجبا وطنيا؟ ومتى عبرت القوادة عن الوطنية العالية؟ بالأمس كان الوطنيون المستعمرون يجتمعون لأجل الوطن ، يتعاونون يستميتون وينتحلون أبشع الصفات لتتغير أوضاعهم وتعود سيادتهم واليوم اختلطت المفاهيم : يتكالب ذوو الأعمال و الصفات المقززة لخدمة الوطن-المصلحة والدفاع عن المقدسات، يجتمع المخبر و البركاك الشكام والبلطجي والقواد والبزناز في شخصية واحدة، وينتقل من جهاد النفس والمناكحة إلى الجهاد من أجل المكانة و المأذونيات والامتيازات و ليس من أجل الوطن، وإلا كيف نفسر إنسان غير عادي معروف بصفاته وأعماله الوسخة أو سفاح أو شمكار غائب دوما عن الوجود يردد (عاش الملك)؟ وكأن النظام محتاج لشرعية يكسبها له الشمكارة!؟.