لا جدال في أن لكل مهنة من المهن أهلها والمتخصصين فيها وفق معايير مضبوطة وقوانين تنظمها وتسيرها لا يمكن بالمرة تجاوزها أو التطاول عليها ،وهدا أمر جد عادي فيه حماية للتخصصات من أجل الصالح العام يحدث هدا على الخصوص في المهن المؤثرة ،فمن غير المقبول مثلا أن نجد من يمارس مهنة الطب بدون أن يكون فعلا طبيبا وإلا سيكون منتحلا لصفة وممارسا لمهنة ينظمها القانون بدون وجه حق ويشكل خطرا على صحة الافراد وبالتالي سيتم إيقافه وتقديمه للقضاء من أجل نيل العقاب . يحدث هذا مع كل المهن وربما حتى الحرف لأن لها حرمتها التي لا يمكن مسها إلا مهنة واحد أصبح كل من هب ودب يتطاول عليها أصبحت مهنة من لا مهنة له إنها مهنة المتاعب ،ولا تستغربوا أن تجدوا بائع الديطاي والسكليس والبائع المتجول والسمسار بل حتى الكراب والبزناز وزيد عليها يتباهى بكونه ينتسب اليها ويحمل بطاقة الصحافة الممنوحة من طرف مديري بعض اشباه المنابر و بعض المواقع الافتراضية المحسوبة للأسف على الصحافة الإلكترونية التي لها ضوابطها وبدن شك لا يشرفها بالمرة أن يحسب عليها هؤلاء الذين ليس في وجوههم قطرة حياء ، بل منهم للأسف وأتحمل مسؤوليتي الكاملة حتى بعض المنحرفين والأميين بل الجهلاء ... ما نعيشه بشكل يومي مع هؤلاء يدمي القلوب ويجعلنا نأسف على ما ألت إليه الأمور ،وهذا يجرنا لطرح اكثر من علامة استفهام حول من يتحمل المسؤولية في هده الوضعية المزرية التي اصبحت تجعلنا في بعض المواقف نخجل من الانتساب لهدا الميدان ولصالح من ومن له المصلحة في زرع الفوضى في المشهد الإعلامي الوطني والنيل من كبريائه وكرامته بأن يحسب عليه من يمارس السلطة الرابعة على حراس السيارات وفي الحمامات والحانات ووو... ؟ هذه الوضعية القائمة هي على حساب المصلحة العليا للوطن والمواطنين تتحمل فيها كذلك الصحافة الحقيقية والجادة المسؤولية الكبرى لأنها تفضل الصمت والتفرج على ما يحدث من مهازل باسمها واسم هذه المهنة الشريفة ،التي لوت طهارتها المنتفعين بها في زمن الاصتصحاف وادعاء الأستاذية ،في زمن بيع البطائق الصحفية وزمن الجرائد التي تصدر في مناسبات معينة بالطلب وزمن الصفحات الالكترونية التي ينتحل أصحابها صفات من قبيل رئيس التحرير وسكرتير التحرير، بل يحملون بطائق يسمونها بالصحفية يوقعونها بأنفسهم عليها الصفات المذكورة وهي المعدودة على الصحافة الإلكترونية الفعلية وزمن تحمل في سيارات اصحابها لا علاقة لهم بالمهنة لا من بعيد ولا من قريب شارات الصحافة ولا من يوقفهم بل تقفل العيون عنهم ،في زمن بعض الأنشطة والتظاهرات والمهرجانات وغيرها حضور هؤلاء يفوق المشاركين والمدعوين بشكل يشكل مشاكل للجهات المنظمة ويخجل رجال الصحافة الفعليين... لقد أصبحنا بعد سنوات من العطاء بسخاء في مهنة المتاعب سواء كصحفيين مهنيين أو منتسبين أو متعاونين نشعر بالخجل من هده السيبة والبلطجة التي تحدت بسمنا وباسم ميدان لم يعد بالقادر على المزيد ،ولم يسلم جنس من أجناس الصحافة أو تخصصات من هذه المكروبات المتعفنة فما يشاهد كذلك داخل الملاعب الرياضية لا يصدق خاصة في مباريات كرة القدم في زمن الاحتراف والله أعلم يحتل هؤلاء منصات الصحافة بدون وجه حق محدثين فوضى حقيقية امام عيون الجميع بما فيها الجهات المنظمة والسلطات المحلية التي اختلطت عليها الأمور في ضل غياب تطبيق القانون و تفعيل بطائق الصحافة الرياضية الممنوحة من طرف الهيئات الثلاثة المنظمة للصحافة الرياضية ج م ص ر رم ص ر ا ص ر م حتى لم نعد بالقادرين على تحمل المزيد... بعد أن كان المشهد الإعلامي الوطني والمنتسبين اليه يناضلون من أجل الحق في حرية التعبير ورأي والوصول للخبر وتحرير القطاع ومراجعة قانون الصحافة وإلغاء العقوبة الحبسية وغيرها من الأشياء التي من شأنها خلق صحافة قوية تلعب دورها الكامل أصبحت اليوم تائهة بسبب المنتحلين لصفة الصحافة فإلى متى ستستمر هذه الوضعية الغير بريئة