بعد أزيد من ست ساعات من النقاش والتداول في المعايير التي اعتمدها حزب البام في منح التزكية الحزبية لبعض مرشحيه بالعديد من الأقاليم والمدن التي عرفت سجالا كبيرا وجدلا واسعا بين تيارين داخل الحزب ، قرر المجلس الوطني لحزب التراكتور إرجاء النظر في هذه القضية إلى اليوم الإثنين. وكان المجلس الوطني لحزب التراكتور قد عقد دورة خاصة لهذه الغاية ترأسها حسن بن عدي رئيس المجلس وحضرها 120 مناضلا من أصل 300 ، وهي الدورة التي شهدت لغطا كبيرا بين تيار البرلمانيين وتيار المرشحين الجدد الراغبين في خوض غمار الاستحقاقات التشريعية ليوم 25 نوفمبر القادم . وقد اشتد الخلاف وتباينت وجهات النظر بين الأعضاء الممثلين لبعض المدن داخل المجلس الوطني، لا سيما المنتمين إلى مدن مراكشوالجديدة ومكناس، إذ احتج مجموعة من أطر الحزب على الطريقة التي دبرت بها معايير منح التزكية من طرف بعض الأمناء الجهويين وخاصة بمدينة مراكش التي هدد أطرها وقيادتها الحزبية بتجميد أنشطتهم داخل الحزب في حالة عدم إعادة النظر في التزكيات المقترحة وهو ما رفضه تيار البرلمانيين المنتمين لجهة مراكش والذين حجوا بكثرة للدفاع عن مكاسبهم وأحقيتهم في تصدر لوائح الحزب استنادا إلى ما وصفوه بمعيار الأسبقية في التزكية للبرلمانيين السابقين ، كما اعتبر هذا التيار أن جميع المداولات التي تمت في إطار الهياكل الجهوية لحزب الأصالة0 والمعاصرة أسفرت عن قرارات تنظيمية ذات مصداقية وشفافية في الاختيار حسب زعمهم. وحسب مصادر حضرت أشغال المجلس الوطني لحزب التراكتور المنعقد صبيحة يوم السبت الماضي ، فقد شهدت أشغال هذا اللقاء احتجاجات واحتجاجات مضادة بين حريم حزب البام، لاسيما من طرف فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مراكش وفتيحة العيادي برلمانية إقليم الرحامنة اللتين حضرتا أشغال المجلس مدعومتين بمنتخبين وأطر حزبية شابة في أفق المطالبة بفسح المجال للوجوه الجديدة والمؤهلة وتجديد النخب البرلمانية التي عمرت طويلا بقبة البرلمان، وهو الطرح الذي دافع عليه بقوة عضو المجلس الوطني عزيز الوديع، شقيق صلاح الوديع عضو المكتب الوطني والناطق الرسمي لحزب البام، والذي طالب بإنصاف عمدة مدينة مراكش من خلال منحها وكالة لائحة النساء بالنظر إلى مؤهلاتها في مجال التسيير وشعبيتها داخل مدينة مراكش،الأمر الذي قوبل باحتجاجات عارمة، استعملت خلالها كل أشكال الصراخ والصفير، مما ينبئ بحسب المتتبعين والملاحظين أن حزب البام أصبح مهددا بالإنشقاق بالنظر إلى الخلافات الحادة التي أفرزتها المعايير المعتمدة في منح التزكيات الحزبية وطغيان منطق التحالفات والتقاطبات بين تيار المحافظين والذي يقوده بعض صقور الحزب من المؤسسين والمندمجين القادمين من أحزاب أخرى كانت إلى عهد قريب توصف بالأحزاب الإدارية وبين الجيل الجديد والذي يتشكل من الأطر ذات الكفاءة المشهود بها واليساريين الملتحقين بصفوف الحزب مرورا بجمعية " من أجل كل الديمقراطيين" الأم الشرعية لحزب الأصالة والمعاصرة. ويرى المتتبعون للشأن الحزبي لرفاق فؤاد عالي الهمة، الأب الروحي لحزب البام، بأن الحزب مهدد بفقدان مجموعة من أطره التي سبق لها أن هرولت من أحزاب أخرى للالتحاق بحزب الهمة لأغراض ذات طبيعة برغماتية، بعدما لم تجد موطئ قدم لها داخل الخريطة الحزبية لحزب البام، مما سيهدد الحزب المذكور بأكبر هجرة في تاريخ الترحال السياسي بالمغرب الجديد، ولعل هذه العوامل حسب الملاحظين هي التي دفعت قيادة الحزب إلى الإنخراط فيما أصبح يعرف في الأدبيات السياسية المغربية بمجموعة التحالف من أجل الديمقراطية ( جي 8 ) لإنقاذ ما يمكنه إنقاذه.