سيعرف الدخول المدرسي المقبل الذي سينطلق، منتصف شتنبر الحالي، اعتماد زيارات ميدانية للجان أخلاقية خاصة بمحاربة الرشوة وإدراج مبادئ الأخلاقيات ،والنزاهة ، ومحاربة الفساد في مكاتب بعض المصالح بنيابات أقاليم جهة سوس ماسة للتعليم، وذلك تماشيا مع مضامين الدستور الجديد الذي شددت فصوله على ضرورة محاربة الفساد. فلقد وقعت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي الاثنين بالرباط اتفاقية شراكة مع الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ،تروم إدماج قيم النزاهة ومحاربة الرشوة في المكاتب والوكالات المحاسباتية . وتهدف هذه الاتفاقية , التي وقعها وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، احمد اخشيشن ورئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة عبد السلام أبودرار, خلال يوم دراسي نظم في موضوع " إدماج قيم النزاهة ومحاربة الفساد في برامج التربية وعقول العاملين بالنيابات والأكاديميات ", إلى وضع إطار للتعاون وتعزيز مبادئ النزاهة، والأخلاقيات، وتقوية التدابير الرامية إلى منع ومكافحة الفساد ، من خلال التربية والتكوين والبحث العلمي. كما تسعى إلى تعميق المعرفة الموضوعية بظاهرة الفساد ومكافحته في قطاع التعليم . وتلتزم الوزارة, بموجب هذه الاتفاقية, بتعاون مع الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة, على برمجة وتنفيذ الدراسات والبحوث الخاصة بقطاع التعليم , وتقديم الدعم المالي والتقني لتنقيذ الإجراءات المقررة. من جهتها, تلتزم الهيئة بوضع خبرتها في مجالات الحكامة والأخلاقيات ومكافحة الفساد رهن إشارة الوزارة, وتمكينها من المعلومات المتعلقة بمحاربة هذه الآفة , بالإضافة إلى تقديم المساعدة التقنية وتتبع الدراسات المنجزة في إطار هذه الشراكة. ولقد أكد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي أحمد اخشيشن, أن إدماج قيم النزاهة ومحاربة الفساد في المنظومة التربوية يؤسس لعقد جديد بين المدرسة والمجتمع. وشدد اخشيشن, في كلمة خلال افتتاح يوم دراسي نظمته الوزارة بتعاون مع الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة حول موضوع "تعزيز إدماج قيم النزاهة والوقاية من الرشوة في برامج التربية", على أهمية دور المؤسسات التعليمية في تأصيل قيم النزاهة والشفافية ومحاربة الفساد في أفق فتح نقاش مع الأجيال الصاعدة لكي تكون المنظومة التعليمية معززة للقيم الإيجابية. واستعرض اخشيشن, في هذا السياق, الخطوط العريضة لمشروع إدماج قيم النزاهة ومحاربة الفساد في المناهج التربوية, الذي تمت بلورته بتنسيق مع الهيئة المركزية للوقابة من الرشوة , مؤكدا أنه يروم جعل المؤسسات التعليمية قدوة في المجتمع, وفي الصدارة لمكافحة كل أشكال الفساد . كما شدد اخشيشن على انخراط الوزارة في تفعيل هذا المشروع من أجل اجتثاث كل أشكال الفساد وترسيخ القيم الإيجابية لدى الأجيال القادمة , مشيرا إلى أن قطاع التربية والتكوين , والذي يستفيد منه حوالي سبعة ملايين شخص , كفيل ببناء جيل واع بقيم النزاهة والشفافية. من جانبه, أكد رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة عبد السلام أبودرار على أهمية التربية على قيم النزاهة لبناء جيل قادر على محاربة الفساد وتفعيل أكبر لمبادئ الشفافية والمساءلة. وشدد على أهمية التحسيس بقيم المواطنة الصالحة والذي تمليه أولويات الظرف الراهن مما يستدعي تصحيح المسار الإصلاحي المتبع في مجال مكافحة الفساد.