المسؤول بأمن القصور دفن بالرباط ومقتحم شقته سارق محترف وله سوابق ويملك "كريمة" وافقت عائلة العميد الممتاز عبد الله سليم السعيدي، أحد الحراس الشخصيين للملك، ومسؤول في مديرية أمن القصور، على تسلم جثته من إدارة مستشفى ابن سينا بالرباط، ودفنه في مقبرة الشهداء بالعاصمة، بعد أن كان مقررا، مواراة جثمانه الثرى، ليلة أول أمس (الثلاثاء)، في مقبرة الزاوية الركراكية بالصويرة. وووري جثمان العميد الممتاز، الثرى، ظهر أمس (الأربعاء)، في مقبرة الشهداء بالرباط، بحضور عائلته ومسؤولين في أجهزة الأمن المختلفة وزملائه في أمن القصور والإقامات الملكية. ولفظ العميد الممتاز أنفاسه الأخيرة، مساء أول أمس (الثلاثاء)، في قسم الإنعاش بمستشفى ابن سينا بالرباط متأثرا بجروح عميقة، وذلك رغم نجاح العملية الجراحية الثالثة التي أجريت له. وأفاد مصدر مطلع أن العميد الممتاز السعيدي توفي نتيجة جروح عميقة أصيب بها بعد اختراق عيار ناري لبطنه، وأن الطاقم الطبي في مستشفى ابن سينا بذل مجهودات جبارة وأجرى له ثلاث عمليات جراحية كللت بالنجاح، لكن وقعت مضاعفات في وظائف القلب، يرجح أنها كانت سببا في وفاته. وما تزال الأبحاث متواصلة حول حادث إطلاق الرصاص على العميد الممتاز داخل شقته بحي حسان بالرباط، إذ تنكب فرقة الشرطة العلمية والتقنية على إجراء أبحاث حول تطابق العيار الناري الذي اخترق جسده مع نوعية العيار الناري الخاص بالمسدس الوظيفي من نوع «سميت» الذي كان في حوزته، كما جرى التنسيق مع الطب الشرعي لبحث ما إذا كانت اخترقت جسده رصاصة واحدة أم أكثر. وأجرت فرقة خاصة عمليات تمشيط في شقة العميد بحثا عن مؤشرات يمكن أن تفيد في البحث، على اعتبار أن المسدس الذي كان بحوزته، يستحيل استخدامه من طرف شخص لا يجيد استعمال الأسلحة النارية، فبالأحرى إتقان الرماية به ليلا. وما يزال الشخص الذي اقتحم شقة العميد السعيدي في غرفة الإنعاش، وفي انتظار استقرار حالته، خلصت أبحاث الشرطة القضائية عنه إلى أنه من ذوي السوابق القضائية ومحترف في مجال السرقة وسبق أن قضى عقوبات حبسية متفرقة وصل مجموعها إلى خمس سنوات. والمثير في قضية هذا المتهم أنه يمتلك «كريمة» سلمت له قبل سنوات، وهنا تطرح علامات استفهام حول كيف سلمت رخصة استغلال سيارة أجرة لشخص له سوابق قضائية؟ ومن جهتها، أفادت مصادر في مستشفى ابن سينا أن الحالة الصحية لهذا المتهم بدأت تستقر ويمكن الاستماع إليه في الساعات المقبلة، على اعتبار أنه أصبح، بعد وفاة العميد الممتاز وعدم تحديد هوية شريكه، المصدر الوحيد للمعلومات (ما يزال البحث جاريا عن المتهم الثاني الذي اقتحم شقة الضحية، ولم تحدد هويته إلى حد الساعة). وتخرج الراحل (48 سنة) من المعهد الملكي للشرطة قبل حوالي 20 سنة، وعين بعد التخرج ضابطا في أمن تطوان، ثم رقي إلى رتبة عميد شرطة ليتم إلحاقه بأمن القصور الملكية، وبالضبط في الحرس الخاص للملك، ليكلف سنة 2000 بالقسم الخاص بأمن الملوك والأمراء ورؤساء الدول الزائرين للمغرب، سواء في إطار زيارات الدولة أو الزيارات الخاصة. وبين الشخصيات التي سبق للعميد الممتاز عبد الله سليم السعيدي أن كلف بحراستها خلال زياراتها إلى المغرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والملك السعودي عبد الله الثاني (تكلف بحراسته خلال زيارته الأخيرة) وعدد من الأمراء الخليجيين ورؤساء دول عربية وأوربية. ومن جانبها، أصدرت عائلة السعيدي، صباح أمس (الأربعاء)، بيانا نعت فيه ابنها الراحل، ابن سيدي عبد الحي السعيدي حفيد مؤرخ زوايا ركراكة سيدي عبد الله السعيدي الركراكي. وجاء في البيان «إذ تنعي فقيدنا فقيد الأمن الوطني العميد عبد الله سليم السعيدي الذي قضى أزيد من 20 سنة في خدمة الوطن بكل تفان وحزم، نعبر للرأي العام عن عميق الامتنان للرعاية المولوية السامية التي تفضل بها صاحب الجلالة لرعاية الفقيد وبذل كل الجهود الممكنة لإنقاذ حياته، وكذا عطفه ومواساته لعائلته المكلومة، ونشكر المديرية العامة للأمن الوطني مؤسسة وأفرادا على ما بذلته من مجهودات، إن على مستوى تحري الحقيقة في هذا الحادث المؤلم، أو على مستوى مواكبة وضعه الصحي ودعم ومواساة عائلته، ولن يفوتنا أن نتوجه بالتقدير لأسرة مستشفى ابن سينا وكل أفراد الطاقم الطبي الذي بذل كل الممكن من أجل محاولة إنقاذ الفقيد». وعبرت أسرة الفقيد عن ثقتها في القضاء وأكدت أنه وحده له الكلمة الفصل في تحديد دوافع العمل الإجرامي الذي تعرض له العميد الممتاز. ويشار إلى أن مسؤولين في المديرية العامة للأمن الوطني زاروا، صباح أمس (الأربعاء)، منزل الفقيد بمدينة سلا وقدموا تعازي أسرة الأمن الوطني إلى عائلته. عن الصباح