أكدت ياسمينة بادو وزيرة الصحة أن وزارتها لا تملك القرار في إرغام أطباء الطب العام على الالتحاق بالمدن والأقاليم التي تعينهم فيها خاصة الأقاليم النائية كإقليم طاطا، وأقرت وزيرة الصحة يوم الأربعاء 22 دجنبر الجاري في اجتماع لها مع حوالي 14 رئيس جماعة قروية وحضرية بطاطا، بأنها محرجة من الوضع الصحي الذي يعرفه الإقليم بسبب النقص الحاد في الأطر الطبية. وبدت ياسمينة بادو في غاية الارتباك وهي تحاول تبرير فشل وزارتها في توفير خدمات صحية تليق بكرامة مواطني طاطا، خاصة بعد تدخلات وُصفت بالنارية لرئيس بلدية أقا (60 كلم عن طاطا في اتجاه كلميم) ونائبه الأول المنتيمان لحزب العدالة والتنمية، واللذان "شرَّحا" وضعية قطاع الصحة بإقليم طاطا من خلال أرقام "صادمة" أبرزا خلالها أن إقليمهما الذي يتجاوز عدد سكانه 121 ألف نسمة لا يتوفر حاليا إلا على 11 طبيب، ستة فقط يزاولون عملهم بشكل مستمر منذ أزيد من سنة، وأوضح رئيس بلدية أقا ونائبه لوزيرة الصحة أن من العيب ومن "الحكرة" التعامل مع مواطني إقليم طاطا بهذه الدونية، في الوقت الذي تعرف فيه باقي أقاليم الجهة التي ينتمي إليها طاطا استقرارا وخدمات صحية مناسبة، حيث أوضح المسؤولان المذكوران أن نسبة التغطية تصل بإقليمكلميم إلى طبيب لكل 3300 نسمة، وبإقليمالسمارة طبيب لكل 2517 نسمة، وبإقليمطانطان طبيب لكل 1910 نسمة، وبإقليم اسا الزاك طبيب لكل 2418 نسمة، في حين تصل نسبة التغطية إلى طبيب لأزيد من 12000 نسمة، وهو ما اعتبره المتحدثان، وضعا غير مقبول وسيترتب عنه ردود فعل قد تكون غير محسوبة العواقب. وفي معرض ردها على الأرقام المقدمة، قالت وزيرة الصحة إنها عينت خلال هذه السنة 19 طبيبا بإقليم طاطا ولم يلتحق منهم إلا طبيب واحد، معترفة وهي في حالة توتر أنها لا تسطيع فعل أي شيئ في هذا الباب، ووعدت باتخاذ إجراءات أخرى لم تفصح عنها لتمكين سكان إقليم طاطا من حقهم في التطبيب. وطالب منتخبو إقليم طاطا في اجتماعهم مع الوزيرة والذي دام زهاء الساعتين والنصف، بتوفير ما يكفي من الأطر الصحية وكذا المستوصفات والمستشفيات لسكان الإقليم المصنف في خانة "المغرب المنسي" عل حد تعبير أحد المنتخبين. يشار إلى أن الوضع الصحي بإقليم طاطا ينذر بكارثة بسبب غياب أطباء بجل المستوصفات القروية بالإقليم، وانعدام خدمات صحية ملائمة جعلت عدد من الهيآت السياسية تدق ناقوس الخطر من خلال بيانات شديدة اللهجة، جعلت سكان عدد من الجماعات القروية تخرج في مظاهرات احتجاجية على تردي الأوضاع الصحية.