وذهب شباب آخرون إلى إطلاق حملة على "فيسبوك" تحت عنوان "ثورة الصناديق"، واختزلوا وضع البلاد في خضم الاستعدادات لتنظيم الانتخابات البرلمانية المقبلة في ثلاثة أوصاف هي: المكر والغضب والأمل. حيث إن هناك أجواء من الغضب تعتري شرائح عديد من المجتمع بسبب الأوضاع الراهنة في البلاد، أما المكر فهو الذي يتجلى في موقف فريق من الطبقة الحاكمة المستفيدة من ريع السلطة والثروة. وبحسب أصحاب "ثورة الصناديق"، ينبثق شعور الأمل عند الدفاع عن الوطن، من خلال الذهاب إلى صناديق الاقتراع للقيام بثورة ضد المُفسدين وسماسرة الانتخابات، ومحاربة وفضح نوايا أحزاب السلطة التي لا تظهر سوى في المناسبات الانتخابية لإحكام سيطرتها على المشهد السياسي بالبلاد. ويقول أصحاب حركة "ثورة الصناديق" على صفحات "فيسبوك": "نحن شباب يهمنا أن يؤمن الشرفاء بمن يخدم الشعب، لا من يستخدم الشعب ليخدم نفسه.. نحن شباب نريد أن تكون للصناديق كلمة، وأن يكون لصوتنا قيمة، وأن يتحول إلى سلاح فعال في معركة الفساد والاستبداد؛ فالصناديق أيضاً تثور". ويرى مراقبون أن لجوء الشباب المغربي إلى "فيسبوك" لترجمة آماله وطموحاته، وإبراز مطالبه السياسية، دليل على اتساع قدرة هذه المواقع الاجتماعية الاستيعابية لتصبح متنفساً وبديلاً افتراضياً للأحزاب والهيئات السياسية القائمة، حتى أن هناك من يعتبر "فيسبوك" بمثابة أكبر حزب في المغرب، بسبب قاعدته الجماهيرية والشبابية الكبيرة في المجتمع المغربي.