تتميز مدينة مراكش بتشبت ساكنتها بمجموعة من التقاليد والاعراف المرتبطة بمناسبات دينية بارزة، يبقى من أهمها طقس زيارة القبور في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك ويوم عاشوراء . وقد تحول محيط مختلف المقابر بمدينة مراكش يومه الاحد فاتح اكتوبر الموافق ليوم عاشوراء، الى أسواق شعبية يعرض فيها كل ما يرتبط بتزيين القبور من مياه معطرة وجريد النخيل واغصان وكذاالتين المجفف (الشريحة)، والخبز، والحليب والماء، والفواكه الجافة المخصصة لاخرجها كزكاة بالموازاة مع زيارة الموتى، فضلا عن عدد كبير من السلع المختلفة كالملابس والعطور والاعشاب الطبية والاخرى المخصصة لطقوس الشعودة، وكل ما يمكن شرائهفي هذه المناسبة.
وحسب ما عاينته "كش24″، فإن مقابر من قبيل مقبرة باب اغمات بتارب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، تشهد اكبر تجمع للمواطنين الراغبين في زيارة ذويهم الراحلين عن الحياة، حيث تحولت المقبرة ومحيطها لمركز شعبي كبير وسوق ضخم تعرض فيه جميع انواع السلع في الشارع العام، ما يشكل مناسبة للتسوق لآلاف المواطنين، فيما يعاني العديد من ساكنة الاحياء المجاورة من توقف حركة السير نهائيا، وعدم قدرتهم على التنقل والخروج من تراب المقاطعة بسبب غياب وسائل النقل التي يتم احتلال محطاتها والطرق التي تستعملها فضلا عن تفشي السرقة والنشل و التحرش الجنسي وسط الحشود. وعكس مقبرة باب اغمات التي تشهد اكبر التجمعات بمناسبة طقس "الزيارة" في عاشوراء، فإن باقي مقابر مراكش تشهد تجمعات اقل تاثيرا على حركة السير، كما هو الشان بمقبرة باب دكالة ومقبرة سيدي عمارة و غيرها من المقابر بالمدينة، حيث يتم عرض السلع المذكورة في جنبات الطريق فقط بالموازاة مع مواكبة للسلطات المحلية ومصالح الامن، والتي تتعامل مع المناسبة وفق ما تقتضيه الضرورة تجنبا لاي استغلال لهذه التجمعات، من طرف اللصوص والمجرمين والنشالين من هواة الاكتظاظ.