رغم الانتقادات التي أسفر عنها التعديل الذي تم إدخاله على القانون الداخلي للحزب والذي صادق عليه مجلسه الوطني، فإن كلا من عبد الكريم بنعتيق، وحسناء أبو زيد لم يقدما على سحب ترشيحاتهما لمنصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، في مواجهة محتملة مع ادريس لشكر، الكاتب الأول الحالي الذي فتح أمامه تعديل النظام الداخلي إمكانية العودة للمنصب ولولاية ثالثة. ويستعد الحزب لعقد مؤتمره الوطني الحادي عشر ببوزنيقة نهاية شهر يناير القادم (ما بين 28 و30 يناير القادم)، بعد تأجيل ارتبط، بحسب قيادة الحزب الحالية، بتداعيات جائحة كورونا. واعتبر المنتقدون بأن تكريس الولاية الثالثة يتناقض مع فلسفة الحزب ويضيع الفرص أمام التغيير، ويقدم صورة سيئة على حزب "الوردة". ولم يعلن بعد ادريس لشكر، الكاتب الأول الحالي، بشكل رسمي عن ترشحه لولاية ثالثة، لكن مقربين منه يقولون إن مسألة وضع الترشيح مسألة وقت فقط. ونفى لشكر في تصريحات سابقة نيته الترشح من جديد بالنظر إلى أن قانون الحزب يمنعه من ذلك، لكنه عاد لاحقا وأشار إلى أن ترشيحه من عدمه مرتبط بإرادة الاتحاديين. وفتح الحزب إمكانية التقدم بالترشيحات إلى حين انعقاد المؤتمر. وأعلنت كل من حسناء أبو زيد وعبد الكريم بنعتيق، ومحمد بوبكري، لحد الآن، عن قرار الترشيح لمنصب الكتابة الأولى، لكن متتبعين يرون بأن حظوظ هؤلاء ستبقى ضعيفة في الفوز بهذا النزال إذا ما قرر الكاتب الأول الحالي الترشح لولاية ثالثة، بالنظر إلى إحكامه السيطرة على التنظيمات الحزبية، وتوفره على قاعدة من الأعضاء هم من يتحكمون حاليا بزمام الأمور، في وقت قرر فيه عدد من الاتحاديين، ومنهم قياديون، الرجوع إلى الخلف بسبب الهزات التي تعرض لها.