شهدت الرباط مساء أمس الثلاثاء 22 دجنبر 2020، يوما تاريخيا في العلاقات المغربية الاسرائيلية، وخصوصا لدى اليهود المغاربة الذي كانوا ممثلين بشكل بارز من خلال ترؤس مئير بن شبات، مستشار الأمن القومي لإسرائيل، لوفد بلاده المشترك مع الولاياتالمتحدةالامريكية. ويعتبر بن شبات المزداد بمدينة آسفي المغربي من أبرز السياسيين الاسرائيلين من أصل مغربي، ولعب دوراً أساسياً في السياسة الإسرائيلية؛ مثل المشاركة في المحادثات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة وحلفاء آخرين في المنطقة، وكذلك القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تعتبر "استراتيجية" بالنسبة لإسرائيل في علاقاتها الجديدة من بلدان الخليج، والمغرب، كما يعتبر وفق متتبعين المخطط الرئيسي لاكبر عملية سلام بين اليهود والعرب، والتي توجت امس بعودة رسمية للعلاقات المغربية الاسرائيلية والتي كان مخططا له من طرفه منذ مدة طويلة. ورأى بن شبات النور في المغرب عام 1966، وعلى درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة "بار-إيلان"، وهو خريج برنامج المديرين وكبار المسؤولين في جامعة "تل أبيب"، ومنذ 11 نونبر 2017، عُيّن بن شبات رئيساً ل"مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، علما انه التحق بجهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" وعمل في لواء الجنوب عام 1989، وهو مستشار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومحسوب على "صقور التيار الديني القومي"، هو الابن الثاني لعائلة مكونة من 14 شخصا، ومرافق دائم لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في اللقاءات الحساسة وغالبا ما يتم تكليفه بمهمات تتسم بالسرية البالغة. وكان موقع "تايمز أوف إسرائيل" قد نقل عن القناة العبرية ال13، قبل أشهر، أن إسرائيل اقترحت على البيت الأبيض عبر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، التوسط لاعادة استئناف العلاقات والاتصالات الدبلوماسية مع المغرب وأشار تقرير الموقع الاخباري الإسرائيلي الى أن ميئر بن شبات نجح في تطوير علاقات مع أحد مساعدي وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، كما أشار ذات التقرير إلى أن بن شبات وبوريطة تربطهما صلات مع ياريف الباز، وهو رجل أعمال يهودي مقرب من كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر. وقد بدا واضحا تشبت ابن مدينة آسفي بهويته المغربية خلال كلمته بمناسبة توقيع الاتفاقيات المبرمجة بين المغرب و اسرائيل، حيث خاطب الحضور قائلا: "إخواننا المغاربة السلام عليكم والله يكثر خيركم"، مضيفا: "نحمد الله ونشكره على هاذ النهار.. ما نقدر نخبي ومعندي ما نستر، كلشي باين على وجهي وكلامي كيخرج من فمي وقلبي فرحان"، وزاد: "الله يكمل بالخير ويفرحكم ويفرحنا كلنا" مضيفا أن هذا اليوم تاريخي بالنسبة إليه ليس بصفته السياسية، ولكن لكون عائلته من والده وأمه وأشقائه "كلهم ولدوا وترعرعوا في المغرب قبل ذهابهم إلى إسرائيل"، مشيرا إلى أن أجداده كانوا يحكون له عن المغرب وتقاليده.