وضعت الجزائر ملفا لدى منظمة اليونيسكو من أجل تسجيل فن الراي الغنائي تراثًا غير مادي موطنه الجزائر، بعد “تحرّك دول مجاورة لأجل نسب هذا التراث الغنائي إليها” حسب ما نقله وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في ندوة صحفية، في إشارة إلى المغرب. وقال ميهوبي أمس الاثنين إن وزارة الثقافة جهزت ملفا كاملًا لأجل إقناع منظمة الأممالمتحدة والعلم والثقافة أن أغاني الراي جزائرية مئة بالمئة، وقد تضمن الملف “دراسات تاريخية وفيديوهات، لأجل تصنيف الراي فنًا جزائريًا بعد سعي بعض الأطراف والدول نسب الراي إليها والسطو على هذا الموروث الثقافي الجزائري”.
ويشير الوزير الجزائري بشكل غير مباشر إلى المغرب، الذي شهد انتشارًا واسعًا لفن الراي في بداية التسعينيات، وعرف المغاربة أسماء كثيرة تميزت في هذا الفن منها ميمون الوجدي والشاب عمرو ومحمد راي، غير أن هذا الفن تراجع كثيرًا في المغرب خلال السنوات الأخيرة.
وقال الوزير إن بلاده تسعى كذلك لتصنيف تقطار قسطنطينة (تقطير الزهر في ولاية قسطنطينة) والكسكسي (أكلة الكسكس) والسراوي (غناء شعبي جزائري)، متحدثًا عن أنه من حق الجزائريين “أن يكونوا غيورين على تراثهم وتاريخهم وذاكرتهم من أي محاولة للمساس به والسطو عليه أو تحريفه”.
وتشير غالبية الدراسات إلى أن فن الراي يبقى فنًا جزائريًا انتشر في المغرب وبشكل أقل في تونس، وتعرف الجزائر الكثير من الأسماء التي نقلت هذا الفن إلى العالمية كالشاب خالد والشاب مامي والراحل الشاب حسني، وقد انتشر فن الراي في الجزائر منذ منتصف القرن الماضي، ومن أوائل من عرفوا به بهذا الفن، هناك المغنية شيخة ريمي والمغني مسعود بلمو.
وشهد فضاء الانترنت بالجزائر اتهامات واسعا للمغني المغربي سعد لمجرد بنسب أغنية “الشمعة” الجزائرية إلى المغرب، كما خلّفت تصريحات مغنيي راي جزائريين، أشادوا من خلالها بالعاهل المغربي، انتقادات في الجزائر، تغذيها العلاقات السياسية المتوترة بين الطرفين رغم رسائل الود التي يتم تبادلها في المناسبات الرسمية.