اتخذت السلطات الإقليميةلجرسيف العديد من الإجراءات لمواجهة آثار التساقطات الثلجية الهامة وانخفاض درجات الحرارة على مستوى الإقليم. وأوضح بلاغ لعمالة إقليمجرسيف، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، أنه على إثر التساقطات الثلجية الهامة المسجلة ليلة الجمعة إلى السبت 15 و 16 نونبر الجاري بجماعة بركين التابعة للإقليم، تمت تعبئة الإمكانيات البشرية واللوجستيكية ووسائل التدخل وتشكيل لجنة إقليمية من قبل السلطة الإقليمية لهذا الغرض. وتتكون هذه اللجنة من السلطة الإقليمية ورئيس جماعة بركين والقائد الإقليمي للقوات المساعدة وممثل القيادة الإقليمية للدرك الملكي والقائد الإقليمي للوقاية المدنية والمدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك والمندوبين الإقليميين للصحة والتعاون الوطني وممثلي المديريتين الإقليميتين للمياه والغابات ووزارة التربية الوطنية. واتخذت هذه اللجنة التي انتقلت إلى عين المكان يوم السبت 16 نونبر على الساعة السابعة صباحا الإجراءات الضرورية للحيلولة دون انقطاع حركة وسائل النقل والساكنة عبر المحاور والمسالك الطرقية المؤدية إلى مختلف الدواوير المشمولة بالتساقطات الثلجية بجماعة بركين (تمجيلت، بني بويلول، بني عبد الله، تمزراي، بني مقبل). كما تمت الاستعانة بشاحنة كاسحة خاصة بإزاحة الثلوج وثلاث جرافات لإزاحة الثلوج بالطريق الجهوية رقم 504 (المحور الطرقي الرابط بين مركز جماعة بركين ودوار تامجيلت على مسافة 40 كيلومتر)، والطريق الإقليمية رقم 5125 (المحور الطرقي الرابط بين دوار تامجيلت ودوار بني بويلول على مسافة 12.5 كيلوكتر)، والمسلك الطرقي الرابط بين الطريق الإقليمية رقم 2125 ودوار بني عبد الله على مسافة 4 كيلومترات، والمسلك الطرقي الرابط بين الطريق الجهوية رقم 504 ودوار تمزراي على مسافة 8 كيلومترات. وأضاف المصدر ذاته أن أشغال إزاحة الثلوج لا تزال جارية بالطريق الجهوية رقم 504 على المقطع الطرقي الرابط بين دوار تامجيلت وايموزار مرموشة (إقليم بولمان). كما عقدت السلطة الإقليمية واللجنة المرافقة لها لقاء تواصليا مع ساكنة دوار تامجيلت، حيث عبر السكان بالمناسبة عن سعادتهم لسرعة تفاعل وتجاوب السلطة الإقليمية والسلطات المحلية وكل المتدخلين مع هذا الوضع الناتج عن تقلبات الأحول الجوية. وتم خلال هذا الاجتماع تحسيس السكان بضرورة توخي الحيطة والحذر واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية انفسهم وممتلكاتهم. إثر ذلك، انتقل الوفد إلى دوار بني مقبل للوقوف على ظروف سير القافلة الطبية التي تنظمها مندوبية وزارة الصحة بجرسيف بتعاون وتنسيق مع عمالة إقليمجرسيف والمجلس الإقليميي والمكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي وجماعة بركين لفائدة ساكنة الدوار المذكور ودوار بني بويلول، في إطار التخفيف من آثار موجة البرد. ويشرف على تأطير هذه القافلة 9 أطباء ضمنهم 4 اختصاصين بمساعدة 14 ممرضا و12 مساعدا تابعين للهلال الأحمر المغربي، إضافة إلى منشطين اثنين متخصصين في البرامج الصحية. واستفاد من هذه المبادرة 434 مستفيدة ومستفيد من بينهم 204 من النساء و56 طفلا قدمت لهم خدمات طبية مختلفة همت الفحوصات العامة والفحص بالأشعة وطب التوليد وطب الأطفال وطب العيون وطب المسالك البولية والضغط الدموي والسكري وطب الأسنان والصحة المدرسية. كما تم تزويد المستفيدين من القافلة الطبية بأدوية مجانية حسب حالاتهم المرضية، وتشخيص الحالات التي ستستفيد من المتابعة الطبية. من جهة أخرى، عقدت السلطة الإقليمية بنفس الدوار اجتماعا لهذه اللجنة بحضور رئيس وأعضاء جماعة بركين حيث تم التأكيد على ضرورة الإبقاء على مستوى الحذر واليقظة بشكل مستمر لمواجهة أية أخطار محتملة مرتبطة بتقلبات الأحوال الجوية. كما اتفق المشاركون على تعبئة كل الوسائل البشرية والمادية ووسائل التدخل والإسعاف والإنقاذ والإيواء والمساعدة وجعلها قريبة من أماكن التدخل ووضعها رهن إشارة الساكنة دون تأخير. وأكد الاجتماع أيضا على ضرورة تفعيل الحس الاستباقي لدى جميع المتدخلين والعمل الميداني والتنسيق المستمر لضمان فعالية ونجاح جميع التدخلات. وتم التأكيد أيضا على اتخاذ كافة التدابير والإجراءات العملية لمساعدة الساكنة المحلية وفتح المسالك والطرق لضمان حركة السير، مع العمل على تحسيس الساكنة بهذه التدابير وإشراك فعاليات المجتمع المدني في هذه العمليات لحماية ومساعدة الساكنة خلال الفترات التي تشهد ظروفا جوية سيئة تنطوي على أخطار. من جهة أخرى، أوضحت السلطة الإقليمية خلال هذا الاجتماع أنه سيتم القيام بمبادرات أخرى في المستقبل المنظور، لاسيما تنظيم قافلتين طبيتين يومي 23 و 30 نونبر الجاري على التوالي بكل من دوار تامست بجماعة راس لقصر ودوار تامجيلت بجماعة بركين، داعية في السياق ذاته جميع المتدخلين إلى الانخراط في إنجاح هذه المبادرات لفائدة الساكنة والإبقاء على التواصل المستمر وتنسيق الجهود لرفع كل التحديات المطروحة.