رغم التعليمات الملكية غياب تام لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وتدخل متآخر للمصالح الجهوية للكهرباء والدرك الملكي والتجهيز تقع الجماعة القروية لبركين التابعة لإقليمجرسيف في أقصى سلاسل جبال الأطلس المتوسط الشرقي، وتتسع على مساحة 788 كلم مربع، عدد سكانها يزيد 11409 نسمة، أحدثت بموجب التقسيم الإداري للمملكة سنة 1959، وتضم 34 دورا، يقع مركزها على الطريق الإقليمية رقم 5427 الرابطة بين جرسيف وايموزار مرموشة، متوسط تساقطاتها السنوي لا يقل عن 450 م م. وتمتاز تضاريس الجماعة القروية لبركين بالصعوبة والخطورة في آن واحد، حيث تشكل نسبة الجبال بها 50 بالمائة، والتلال 30 بالمائة، والهضاب 20 بالمائة، وتضم جزءا هاما من سلسلة جبال بويبلان خاصة منها قمتي إيش واعزيز، وموسى وصالح علوها 3190 متر، وسلسلة جبال بوناصر بعلو 3340 متر، تعتمد ساكنتها في نشاطها اليومي على تربية المواشي، إذ لا تكاد تخلو أية عائلة من رؤوس أغنام، أما الاستغلاليات الفلاحية فلا تتعدى من مجموع تراب الجماعة لا تتعدى 6.87 بالمائة فقط، منها 1.95 بالمائة سقوية، ويشكل الغطاء الغابوي نسبة 52.53 بالمائة بمساحة 41400 هكتار. هذه المنطقة التي تمتد إلى رأس لقصر والصباب، تعاني على الدوام ومنذ إحداثها من الإهمال والإقصاء والتهميش الذي طالها لسنوات خلت، والعزلة التامة التي عاشتها ساكنتها منذ فجر الاستقلال، مما جعلها من المناطق المهددة والمنكوبة، حيث يسجل بها ضعف تدخل الحكومة في مجالات الصحة والسكن والتعليم وفك العزلة ومختلف القطاعات الحيوية، رغم ما تعرفه من تساقط الثلوج موسميا وموجة البرد القارس التي تجتاحها، إذ لم يسبق لها أن تلقت أية مساعدة إنسانية إطلاقا من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ولا أي تدخل طبي ميداني من السلطات المركزية، أسوة بالمناطق الأخرى وطنيا والتي لا تقل مأساة ومعاناة عنها، اللهم تدخلات السلطات الإقليمية بين الفينة والأخرى، والتي تحتاج إلى دعم مركزي لبلوغ الأهداف المتوخاة منها. بعد زوال يوم الإثنين 19 يناير 2015 انطلقت موجة البرد القارس بالمنطقة، شملت جميع دواوير الجماعة القروية لبركين والبالغ عددها 34 دوارا، وامتدت إلى مجموعة من الجماعات المجاورة لها خاصة منها الواقعة في أقصى شرق الأطلس المتوسط، وتحديدا في دواوير سيدي عيسى، تامسات الجبل، تايدة، اسميو الفوقاني، ايكلي بوحسان، تخيامين، أيت بوسعيد...إلخ بالجماعة القروية لرأس القصر، وبوراشد، الشويحية، إميديران، تخامين، تمكردين... إلخ بالجماعة القروية للصباب، مما أدى إلى انهيار سقف منزل تقليدي لأسرة بسيطة في دوار تخامين بجماعة الصباب، ولقي على إثرها طفلين مصرعهما، فيما أصيب والدهما بجروح. وفي هذا الصدد أفاد بلقاسم امحرار كاتب الفرع المحلي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ببركين، بعد تقديمه لتعازيه الحارة لأسرة الضحايا وفي مقدمتهم والدهما رشيد وجدهما محمد أخطاب والعربي، قائلا " لتعلم حكومة بنكيران أن الشاب الذي رزىء في فلذات كبده اضطره الفقر والبطالة والتهميش المنهجي المفروض على المنطقة، للجوء لبناء هذا النوع من المنازل الترابية التي تتداعى بسبب أقل التساقطات المطرية... وليعلم رئيس حكومتنا أن ثمار الرفع من الأسعار والتراجع الفظيع للدعم الإجتماعي قد بدأت في الظهور، لأنه ليس من المغاربة من يكره لنفسه بيتا إسمنتيا لائقا بكرامته وأبنائه... إليكم هذا يا من تضحكون على مشاعر شعب صبور ... ولكم واسع النظر...". وفي يوم الثلاثاء 20 يناير 2015 بدأت الثلوج تتساقط بكثافة في منطقة تامجليت، وبدأت الساكنة تنتظر الجهات التي وجه لها جلالة الملك تعليماته قصد مواكبة وتتبع الوضع لمواجهة الانخفاض الشديد في درجة الحرارة، خاصة منها المصالح التابعة لوزارتي الداخلية والصحة، والدرك الملكي، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، نظرا لما يتطلبه الوضع في مثل هذه اللحظات الحرجة من استعجال، هذه الجهات لم تتحرك في الوقت المناسب، باستثناء السلطات الإقليمية وعلى رأسها عامل الإقليم التي عملت على تخصيص دفعات من الأغطية لنزلاء جميع دور الطالب والطالبة، ومباشرة بعد انقطاع التيار الكهربائي على الجماعة المحلية انتقل رئيس دائرة جرسيف والقائد المكلف بالمنطقة إلى عين المكان لمؤازرة الساكنة، إذ أكد بلقاسم قزبير أن السلطات المحلية لوحدها هي التي تدخلت في الوقت المناسب، إلا أن صعوبة المناخ واستمرار تساقط الثلوج كان يدفعها أحيانا إلى التقدم للأمام في فتح الطريق الرابطة بين تامجيلت وبركين، وأحيانا للتراجع قسرا من أجل سلامة الطاقم، في انتظار تحسن الأجواء، ولم تتمكن من الوصول إلى مركز تامجيلت إلى غاية مساء يوم الجمعة، آنذاك وصل ممثلي اتصالات المغرب وعملوا على تثبت جهاز متحرك، مكن من التواصل هاتفيا رغم استمرار انقطاع الكهرباء، ويضيف بلقاسم قزبير أن ساكنة المنطقة تعز جميع المجهودات الجبارة لعامل الإقليم ورئيس الدائرة والقائد، والتي غطت بشكل كبير على غياب المصالح الخارجية. ومع استمرار تساقط الثلوج وانقطاع الطرق، استمرت معاناة الساكنة وتفاقمت مع إنقطاع التيار الكهربائي، وغياب تغطية الهاتف النقال، مما زاد من خطورة الوضع، وبدأت المصالح الخارجية خاصة منها المديرية الجهوية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والكهرباء قطاع الكهرباء بفاس، تتهرب من مسؤوليتها بين المطالبة أحيانا بتحرك إدارة التجهيز والنقل واللوجسيتك لفك العزلة وبين مسؤولية الدرك الملكي في إحضار المروحية، رغم إرسالها لمستخدميها إلى منطقة تامجيلت وبقائهم رفقة السلطات المحلية بعين المكان، خصوصا مع تأخر الغير مبرر لمشروع إعادة ربط الجماعة القروية لبركين بالشبكة الكهربائية انطلاقا من جرسيف بدل إيموزار مرموشة، لكون هذا الاتجاه يشهد تساقط الثلوج خلال فصل الشتاء وانقطاع التيار الكهربائي لأسابيع، إلا أن استحضار الجانب الأمني والاجتماعي جعل لقاء المنتخبين مع المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والكهرباء بتاريخ 28 غشت 2012 يتوج بإبرام إتفاقية شراكة لتحويل مسار ربط هذه الجماعة، ومنذ ذلك التاريخ والساكنة تنتظر وعند كل تساؤل تحمل المديرية الجهوية المسؤولية للمقاولة. أزيد من خمسة أيام في الظلام، هي المدة التي عاشتها ساكنة بركين، وكانت مطالب الساكنة تواجه أحيانا كثيرة بكون هذه الجماعة لا تتوفر إلا على حوالي 900 زبون، والحال أن الأمر يتعلق بالأبعاد الأمنية والاجتماعية وتنفيذ التعليمات الملكية، وهو ما يقتضي إرجاع التيار الكهربائي للتواصل ولو هاتفيا مع الساكنة المعزولة في تامجيلت، بني بورايس، بني بويلول، بني مقبل ...إلخ، ومجموعة مهمة من الرحل المرابطين بقمم الجبال، كما سقطت مجموعة من الأعمدة الكهربائية بضواحي دوار أيت عياش، والتي أفاد بشأنها بلقاسم امحرار أن الأمر ناتج عن ضعف جودة هذه الأعمدة وغياب المراقبة والتتبع أثناء إنجاز الأشغال، مقارنة مع مناخ المنطقة وتضاريسها، مضيفا أن الساكنة المحلية تدخلت وبادرت إلى إعادة تثبيت العديد منها، وأعزى تآخر تدخل مصالح المكتب الوطني للكهرباء إلى غياب التجهيزات وقلة الموارد البشرية بسبب الحكرة والإهمال والإقصاء والتهميش الذي يتعرض لها إقليمجرسيف من طرف المصالح الجهوية والمركزية. وبعد إشعار المنتخبين لوزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، والكاتب العام لنفس الوزارة، وكذا المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والكهرباء، والمدير العام المساعد، رغم تواجدهم جميعا في مهمة خارج أرض الوطن، تعالت المطالب بتحديد المسؤولية في تأخر مشروع تحويل مسار ربط هذه الجماعة، والعمل على إرجاع التيار الكهربائي للجماعة، واتخذت إجراءات إستثنائية عبر استحضار محول كهربائي متنقل يوم الجمعة المنصرم. قطاع التجهيز والنقل واللوجستيك بدوره لا يتوفر على أي أسطول لإزالة الثلوج على مستوى تقسيمية جرسيف، وأن الشاحنة غالبا ما تتواجد بالمديرية الإقليميةلتازة، وبحكم إمتداد سلسلة جبال بويبلان إلى تازة، فيحكم على ساكنة إقليمجرسيف بالإنتظار، لذلك كانت مطالب المنتخبين بجرسيف تتجه نحو إحداث مديرية إقليمية خاصة على مستوى الإقليم لتكون المخاطب. كان بالإمكان أن لا تشهد ساكنة مركز تامجيلت على الأقل أي عزلة، لو تمت الاستجابة سلفا للمطالب المتعالية بالمنطقة والرامية إلى تحويل مسار الطريق الإقليمية 5427 لتمر في سفح الجبل ابتداء من دوار تغزة، أيت عبو وتمزراي، ثم بني عبد الله وصولا إلى مركز تامجيلت، لتجنب قمم جبال إيش واعزيز وبوناصر، أو على الأقل عبر تمزراي، إلا أن هذا المطلب بدوره يحتاج إلى فتح تحقيق لمعرفة اسباب ومبرارات تمرير الطريق في قمة الجبل رغم صعوبتها وإنعدام الساكنة بها وانهيار الأحجار والأتربة بها إضافة إلى انقطاعها شتاء بالثلوج، بدل المرور عبر الدواوير الآهلة بالسكان، وهو ما أكد عليه أنماس عبدون الذي قال بأن قرب دوار تمزراي من دوار بني عبد الله كان بإمكانه أن يكون هناك حلا سابقا، بفتح ولو مسلك عادي بين الدوارين للمرور عبرهما إلى تامجيلت في مثل هذه اللحظات الحرجة، إذ سيصبح تغيير الاتجاه ممكنا عبر هذا المسلك أثناء انقطاع الطريق بقمة الجبل، مضيفا أن الأمر يحتاج فقط إلى تأهيل المسلك الرابط بين دوار تمزراي والطريق الإقليمية والتي لم يسبق لها أن استفادت من أي برنامج رغم الكثافة السكانية المتواجدة بدواري تمزراي وأغرم أفوناس، إلى جانب ربط هذا الأخير بدوار بني عبد الله. هذا المطلب، وفي إطار إشعار المنتخبين لوزير التجهيز والنقل واللوجسيتك، وكذا مدير الطرق بالنيابة بالعزلة التي شهدتها الجماعة ابتداء من اليوم الثاني، ومطالبتهم لهما بالتدخل لفتح الطرق، أوضحت هذه الجهة أنه يتعين إدراجه في مقدمة البرنامج الوطني الثاني للتأهيل الترابي المزمع إخراجه بشراكة بين وزارتي الداخلية والتجهيز والنقل واللوجستيك. وإن كانت تامجيلت قد وصلت إليها الآليات التابعة للعمالة مساء يوم الجمعة، فإن بني مقبل لم تفك عنها العزلة إلى غاية يوم الأحد، وبني بويلول يوم الإثنين، فيما عاد التيار الكهربائي للجماعة عصر يوم السبت المنصرم، إذ أوضح علي البزياني عضو المجلس الجماعي لبركين عن حزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية أنه إلى غاية يوم الثلاثاء المنصرم كانت مصالح العمالة تتردد على هذه الدواوير في اطار مواكبتها وتتبعها لتوزيع المساعدات المقدمة من طرف الهلال الأحمر المغربي بجرسيف، ومراقبة الطرق التي فتحت. جماعة بركين بدورها، والجماعات المجاورة خاصة منها رأس لقصر والصباب، تحتاج إلى مستشفى ميداني في مثل هذه اللحظات الحرجة، في إطار الخطة الوطنية لمقاربة آثار موجة البرد القارس، وإلى تدخل مؤسسة محمد الخامس للتضامن أسوة بباقي مناطق المملكة، فبرودة المنطقة تعطل نمو الغطاء النباتي وهو ما يجعل الساكنة تحتاج إلى مساعدات في مستوى تطلعاتها، إذ لا يعقل أن تتقلى الساكنة المجاورة لها وعلى الحدود مع ساكنة الجماعات التابعة لجرسيف مساعدات من هذه المؤسسة، دون أن تمتد إلى ساكنة هذا الإقليم، ويضيف أنماس عبدون أن المساعدات المحلية التي أعدتها السلطات الإقليمية مشكورة على ذلك بتنسيق مع الهلال الأحمر المغربي تبقى متواضعة، ولابدا من تدخل مؤسسة محمد الخامس للتضامن لتشمل المساعدات كافة ساكنة الجماعة، خاصة منها دوار تمزراي القريب جدا من دوار بني عبد الله المستفيد في هذه العملية، وفي نفس السياق أكد بلقاسم امحرار على ضرورة مراعاة الظروف المأسوية التي تعيش فيها ساكنة الجماعة برمتها، مطالبا المصالح المركزية بتعزيز ودعم جهود السلطات الإقليمية لإيصال المساعدات للجميع، مفيدا أن ساكنة دواري أمحرر وأزيزا والساكنة المحيطة به تحتاج بدورها للمساعدات الإنسانية لكونها تعيش في مأساة لا تقل خطورة عن غيرها. وسبق أن طلب المنتخبون من مسؤولي مؤسسة محمد الخامس للتضامن القيام بالتدخل في هذه المنطقة، إلا أنها ربطت تدخلها بمراسلة وزير الداخلية، باعتبار هذا الأخير هو من يحدد المناطق التي ينبغي أن تتدخل فيها المؤسسة. وكانت ساكنة منطقة تامجيلت والدواوير الأخرى المحاصرة بالثلوج، توصلت بمساعدات من طرف الهلال الأحمر المغربي بجرسيف، وهي الخطوة التي لقيت إستحسانا كبيرا لدى الساكنة، إلا أنه بالرغم من ذلك فالمساواة في الاستفادة من خدمات مؤسسة محمد الخامس للتضامن أمر مكفول دستوريا، خاصة أن بركين من المناطق الأقل حظا. في حين يؤكد علي البزياني أن القيادة الجهوية للدرك الملكي لم تتدخل إلا بعد عودة التيار الكهربائي للمنطقة، وأن ساكنة بني بويلول استغربت لرفض القائد الجهوي للدرك الملكي نقل المساعدات الموجهة لهم إلى منطقتهم، بعدما عملت المروحية على تركها بدوار بني مقبل، في وقت كانت فيه الطريق لم تفتح بعد في اتجاه دوار بني بويلول، بعدة مبررات أهمها عدم كفاية الوقود في المروحية، وهو ما اعتبرته ذات الساكنة بالطامة الكبرى، وفي هذا الصدد أفاد علي البزياني قائلا أنه "رغم مجهودات السلطات الإقليمية وعلى رأسها السيد عامل إقليمجرسيف المشهود لها بالحضور المكثف في عين المكان يبقى مبرر قائد الدرك الملكي بالإقليم غير مفهوم بخصوص عدم وجود مكان لهبوط المروحية أو مبرر وجود الثلج بالمكان المخصص بالهبوط أو الخوف من تضاريس المنطقة أو عدم كفاية الوقود!" ويضيف البزياني قائلا "سأوضح لكم السيد الكولونيل ما يلي: تم أخذ الإحداثيات سنة 2011 من طرف رجال الدرك بمكان به منبسط وبه عشب يسمى فرشوط وهذا مبرر مرفوض أما مبرر وجود عشر سنتيمات من الثلج بالمكان فقد كان السكان مستعدين لشطبه وبخصوص مبرر صعوبة التضاريس فأظن أن المروحيات ما صنعت إلا لهذه المهمات الصعبة أما إن كان المبرر هو نقصان الوقود فتلك الطامة الكبرى !!!". وينقل البزياني كلام الساكنة قائلا: " نحن كسكان قبيلة بني بويلول نحيي مجهودات السيد عامل الإقليم والمصالح الإقليمية ونقدرها ونثمنها وننتظر وصول المساعدات وفك العزلة برا هذا اليوم وربما مستقبلا ستكون هناك مروحيات قادرة على النزول على أرض قبيلة بني بويلول! رغم أنه سبق ونزلت هناك مروحيات قبل هذه الأيام العصيبة فعفوا سكان قبيلة بني بويلول مرة أخرى لأن تضاريس منطقتكم أصعب من تضاريس أزيلال وغيرها، قبلنا السيد الكولونيل بإعاقة الظروف المناخية في الأيام الأولى حيث العواصف الثلجية، غير أنه ومنذ السبت المنصرم حيث الشمس ساطعة لا نقبل أي عذر السيد الكولونيل، مع كامل التقدير والاحترام لمجهودات رجال الدرك بعين المكان". وبدورها الشركات المكلفة بشبكة الهاتف النقال، واعتبارا للدور الهام للتواصل مع الساكنة في مثل هذه اللحظات الحرجة، فقد تدخلت لكن في وقت متأخر، عبر تزويد جهة بركين المركز بمحول كهربائي ومركز تامجيلت بتثبت جهاز إلكتروني متحرك مرسل لموجات الشبكة الهاتفية. ليست المرة الأولى التي تشهد فيها منطقة بركين هذه الوضعية المأسوية، بل سنويا وبدرجات مختلفة، أحيانا خطيرة كما وقع في بحر سنة 2009 لما بقيت ساكنة بني مقبل وبني بويلول في عزلة تامة لمدة تجاوزت الأربعين يوما، وفي سنة 2011 لمدة أسبوع كامل، إضافة إلى الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. هي منطقة لا يعرفها حقا إلا سكانها، ولا يكتوي بمحنها إلا المرابطين بها بين البحث عن وسائل التدفئة وعلف المواشئ أحيانا، وتوفير التغذية والألبسة أحيانا أخرى، وبين قساوة برد لا تنتهي من جهة وحكومة أهملت كل المناطق التي يذكر لها التاريخ باعها الطويل في المقاومة من جهة أخرى.