أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأن المقاطعة التي تعرضت لها دولة قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر دفعتها إلى تكثيف مساعيها الرامية لتعزيز قدراتها العسكرية. وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته أمس، أن الدوحة أطلقت مشروعا طموحا في المجال العسكري عقب وقوع خلاف في عام 2014 بينها وجيرانها الإقليميين، الذي بلغ ذروته أوائل يونيو 2017 إذ قطعت الرباعية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. ويضم هذا المشروع تعميق العلاقات في المجال العسكري مع الولاياتالمتحدة، بما في ذلك توسيع قاعدة العديد الجوية التي تستضيف نحو ثمانية آلاف جندي أمريكي، ما يجعل منها أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وذلك ضمن إطار مشروع ما يسمى "رؤية 2040" كما تضم قطر مقاتلات جديدة إلى قواتها، وترفع عدد العسكريين في جيشها، كما قررت زيادة مدة الخدمة العسكرية من ثلاثة أشهر إلى عام وسمحت للنساء الراغبات الانضمام إلى قواتها المسلحة، في خطوات رجحت الصحيفة أنها تأتي تحسبا لنزاع مسلح محتمل مع الدول المجاورة. ومن المقرر أن تحصل الدوحة في عام 2022 على 36 مقاتلة جديدة من طراز "إف-15" ضمن إطار صفقة مبرمة مع الولاياتالمتحدة. كما استثمرت السلطات القطرية بمبالغ هائلة في بناء قاعدة عسكرية جديدة فوق أراضيها، وأبرمت في عام 2016 صفقة بقيمة 5.4 مليار دولار مع شركة Fincantieri SpA الإيطالية بشأن تصنيع سفن حربية جديدة للأسطول البحري القطري. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات القطرية نشرت في أراضيها منظومات "باتريوت" الصاروخية أمريكية الصنع في وقت سابق من العام الجاري، ونقلت عن قائد قوات الدفاع الجوي القطرية، اللواء الركن حمد بن مبارك، قوله إن الأزمة مع جيرانها أجبرت الدوحة على التحرك لتحديث دفاعاتها الصاروخية. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية أن دولته أصبحت منذ بداية المقاطعة أكثر مرونة وتركيزا واستقلالية من أي وقت مضى، فيما أكد مسؤولون قطريون للصحيفة أن رؤيتهم للتحديات المحيطة ببلادهم تغيرت منذ يونيو 2017. وقال متحدث باسم البحرية القطرية ردا على سؤال من الصحيفة بشأن ما إذا كان يرى تهديدا عسكريا محتملا في السعودية والإمارات: "لا أصدق أحدا". وعلى الرغم من إشادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالاقتصاد القطري، أثناء مشاركته في مؤتمر "مستقبل الاستثمار" الذي استضافته بلاده في وقت سابق من الشهر الجاري، ذكر مسؤولون قطريون للصحيفة أن الدوحة والرياض لم تصبحا أقرب من تسوية الخلاف بينهما، حيث شدد مسؤول رفيع المستوى على أنه لا يرى أي اختراق، فيما لا تزال المقاطعة قائمة. من جانبه، أشار مسؤول غربي ل"وول ستريت جورنال" إلى أن قطر لا ترغب في استئناف علاقات الصداقة مع جيرانها، وتسعى إلى الإضرار بالسعودية أكثر من رفع المقاطعة. المصدر: وول ستريت جورنال