حذرت دراسة حديثة من أن النساء اللواتي يعانين من ارتفاع مستويات السكر في الدم أثناء الحمل هن أكثر عرضة لإنجاب أطفال يمكن أن يصابوا بداء السكري في وقت لاحق من الحياة. فالأطفال الذين يولدون من النساء المصابات بسكري الحمل يتعرضون بالفعل لخطر متزايد من العيوب الخلقية، ووزن كبير عند الولادة، والولادة قبل الأوان ومتلازمة ضيق التنفس، كما تواجه الأمهات مخاطر الإجهاض وارتفاع ضغط الدم الذي يهدد الحياة أثناء الولادة. لكن بحثا جديدا يكشف عن قلق آخر، حيث أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من ارتفاع معتدل في مستويات الغلوكوز في الدم، هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بمعدل مضاعف، وبالتالي فإنهم يصابون بالسكري من النوع الثاني. ويقول فريق البحث من المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، إنه يأمل في أن تؤدي النتائج التي توصل إليها إلى أن يكون الأطباء أكثر دقة في فحص النساء خلال ارتفاع مستويات السكر في الدم لديهن أثناء الحمل. ودرس الباحثون بيانات ما يقارب 4700 من الأمهات المصابات بداء السكري من النوع الثاني، واللواتي يحملن علامات مبكرة للإصابة بالمرض، وغير ذلك من اضطرابات استقلاب الغلوكوز. وفحص الباحثون أيضا أكثر من 4800 طفل لتحديد ما إذا كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، واستخدموا حسابات مؤشر كتلة الجسم (BMI)، ونسبة الدهون في الجسم، وسمك طيات الجلد ومحيط الخصر. ووجد الفريق أن زيادة متواضعة في مستويات الغلوكوز في الدم أدت إلى تأثيرات ضارة لكل من الأم والطفل، حيث أظهرت النتائج أن الأطفال الذين يولدون لأمهات لديهن مستويات مرتفعة من الغلوكوز في الدم أكثر عرضة للسمنة، بالمقارنة مع الأطفال المولودين لأمهات لديهن مستويات عادية من الغلوكوز. وتعد هذه النتائج مثيرة للقلق وفقا للدكتورة، باربارا ليندر، وهي مستشارة رفيعة في برنامج أبحاث مرض السكري لدى الأطفال في المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى. وقال البروفيسور بويد ميتزجر، الأستاذ في كلية الطب في جامعة نورث وسترن في شيكاغو، إن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث، من أجل فهم أفضل لسكري الحمل، وآثاره طويلة الأمد على الأم والطفل.