سُجِّلت عشرات الإصابات بوباء الكوليرا في 4 ولايات جزائرية، وفق ما أكدته مصادر طبية رسمية في الجزائر أمس الخميس 23غشت 2018 . وخلّف خبر عودة وباء الكوليرا حالة من الهلع في أوساط الجزائريين، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، كما اتخذت السلطات الجزائرية مجموعة من التدابير لاحتواء الوباء. أول حالة وفاة بسبب » وباء الكوليرا « وأكدت وزارة الصحة الجزائرية تسجيل 41 حالة إصابة بوباء الكوليرا مع تسجيل حالة وفاة، وأوضحت تسجيل 22 حالة مؤكَّدة في البليدة، و5 حالات بالعاصمة، و5 أخرى في ولاية تيبازة، و3 حالات بالبويرة. وعرف مستشفى بوفاريك في محافظة البليدة (جنوب غربي العاصمة الجزائر) حالة استنفار قصوى خلال اليومين الماضيين، بتوافد عشرات المصابين الذين تظهر عليهم أعراض الكوليرا، من بينهم المدرب الوطني للملاكمة الذي فارق الحياة الأربعاء 22 غشت 2018. من جهته، كشف المدير العام لمعهد باستور الزبير حراث، الخميس، عن نتائج التحليل الخاصة بعينات المصابين ال74 بأعراض الكوليرا، والذين تعرضوا الأربعاء 22 غشت 2018، لحالات تسمم نُقلوا على أثرها إلى مستشفى بوفاريك في البليدة، مؤكداً ثبوت إصابة 22 شخصاً من بين الحالات المصابة بكتيريا الكوليرا من نوع «أوغاوا01». وأكد حرّاث، خلال ندوة صحافية عقدها الخميس على مستوى المعهد الوطني للصحة العمومية، أن بكتيريا الكوليرا لم تنتقل عبر مياه الشرب، وذلك حسب ما أكدته التحاليل التي تم إجراؤها على عينات المياه التي تم رفعها من أماكن الإصابات. وأشار إلى أن معهد باستور لم يحدد بعدُ أسباب انتقال بكتيريا الكوليرا ولا مصدرها، مشيراً إلى أن خلية الأزمة التي تم تنصيبها على مستوى وزارة الصحة تعمل حالياً على البحث عن مصدر الجرثومة من خلال إجراء تحليل على الخضر والفواكه. إغلاق مستشفى وتشكيل «خلية أزمة» وأمرت السلطات الجزائرية بإغلاق مستشفى «بوفاريك» في محافظة البليدة، المتخصص بالأمراض المعدية، بصفة مؤقتة، عقب تسجيل حالة وفاة بسبب وباء الكوليرا، والاشتباه في إصابة ما يزيد على 30 شخصاً بداء الكوليرا القاتل. وكان مستشفى «بوفاريك» قد استقبل خلال الساعات الماضية، 65 حالة تسمم مماثلة تقبع تحت المراقبة الطبية، تمثلت أعراضها في الغثيان والإسهال. وخصصت إدارة المستشفى جناحاً خاصاً بالحالات التي استقبلها المستشفى من 3 محافظات جزائرية؛ هي: البليدة 42 حالة، وتيبازة 18 حالة، و5 حالات من العاصمة الجزائرية. وعزل الفريق الطبي المصابين، عن طريق وضعهم تحت المراقبة الطبية، ومنع كل الزيارات عنهم إلى حين صدور نتائج التحاليل. وأعلنت وزارة الصحة تشكيلها خلية أزمة؛ لمتابعة الوضع في أعقاب ارتفاع حالات التسمم. وكشف مدير مديرية الوقاية الصحية على مستوى وزارة الصحة جمال فورار، ثبوت إصابة 41 شخصاً وباء الكوليرا من بين 88 حالة تم تسجيلها منذ ظهور أول حالة في شهر يوليوز 2018. وأضاف أن 12 حالة من بين المصابين قد غادرت مستشفى «بوفايرك» الخميس 23 أغسطس/آب 2018، إضافة إلى 6 حالات أخرى في البويرة، وذلك بعد ثبوت شفائها من كل الأعراض التي كانت تعانيها. في حين تخضع عينات باقي الحالات الموجهة على مستوى بوفاريك والقطار لتحاليل في معهد باستور حالياً. حالة من الصدمة والخوف وسط الجزائريين وعاش الشارع الجزائري صدمة وخوفاً كبيرين يوم الخميس، بعد انتشار أخبار عن عودة مرض الكوليرا بمنطقة بوفاريك في البليدة، وذلك إثر تسجيل قرابة 70 حالة ظهرت عليها أعراض الإسهال الشديد والغثيان، وقد أُرسلت عينات من تحاليلهم إلى معهد باستور بالجزائر. ويدقُّ مختصون في الصحة العمومية ناقوس الخطر، من ظاهرة انتشار مختلف التسممات مؤخراً، وهو ما يمهد لظهور أمراض منقرضة، كما يعد مؤشراً على غياب الرقابة الصحية القبْلية. ودبّ الرعب في نفوس المواطنين، بعد عزل 65 مواطناً تعرضوا لتسمم مجهول بمنطقة بوفاريك في ولاية البليدة، حيث رجح كثيرون أن يكون للأمر علاقة بداء الكوليرا، خاصة أنّ غالبية المتعرّضين للتسمم يقطنون بحي قصديري، حيث يتم توصيل شبكات المياه عشوائياً، كما أن الأعراض المسجلة على المصابين من غثيان وإسهال شديد، هي أعراض داء الكوليرا نفسها. المسؤولون عن الصحة العمومية «في قفص الاتهام» وتأسَّف المختص في الصحة العمومية فتحي بن أشنهو، في تصريح لصحيفة «الشروق» الجزائرية الخميس 23 غشت 2018، لتكرر ظهور حالات التسمم؛ بسبب قلة أو انعدام النظافة ونحن في 2018، محمِّلاً المسؤولين عن الصحة العمومية المسؤولية عن ذلك. وحسب تعبيره، فإن «المكلفين السهر على الصحة العمومية للمواطن يقومون بعملهم من خلف المكاتب، فتحولت مهمتهم لمهنة إدارية وليست ميدانية». وبخصوص إشاعات ظهور الكوليرا، ردَّ بن أشنهو بالقول: «الكوليرا قضينا عليها منذ زمان، ولكن حتى وإن عادت فلا تخيف؛ لأنها مرض بسيط، ولا يحتاج للتهويل، ولكن على وزارة الصحة أن تتحرك». واعتبر أن أهم إشكال يهدد الصحة العمومية في الجزائر هو غياب النظافة، والعشوائية في توصيل شبكات المياه بالنسبة للمساكن الفوضوية، حيث تختلط مياه الصرف الصحي مع مياه الشرب؛ ما يسبب كوارث على الصحة العامة.