كادت رحلة حافلة نقل حضري تشغل الخط الرابط بين المجال الحضري لمراكش بالمدينة الجديدة تامنصورت ( كادت) تتحول إلى كارثة لولا يقظة السائق الذي استطاع بحنكته قيادة الحافلة إلى بر الأمان والتوقف بجنبات الرصيف لإفساح المجال أمام الركاب للخروج بأمان. كانت الحافلة مساء أول أمس تمخر عباب الطريق مثقلة بحمولتها من الركاب، بحيث ما تكاد تلفظ بعضهم بإحدى نقط التوقف الممتدة على طول الخط حتى تعود لتبتلع مجموعة أخرى، وكل شيء يسير في رتابته المعهودة. ببلوغ الرحلة فضاءات شارع مولاي عبد الله على بعد ثلاث محطات من خط النهاية سيترجل راكب ويغادر مخلفا وراءه حقيبة سفر، الأمر الذي انتبه إليه بعض النسوة النسوة في مقدمة الحافلة، لتسري بينهن همهمة سرعان ما قلبت الأمور رأسا على عقب. أثارت الحقيبة موجة من الشك والإرتياب مخافة أن يكون الراكب قد تخلى عنها متعمدا لغاية في نفس يعقوب،بحيث لم يتطلب الأمر كثير تفسير وتأويل لتتجه الظنون مباشرة إلى " احتواء الحقيبة على أشياء خطيرة" تهدف المس بأمن وسلامة الراكبات والركاب. دبت موجة من الخوف والرعب صفوف الركاب وشرع الجميع في النأي بجسده عن الحقيبة ومحتوياتها الإبتعاد عن منطقة " إشعاعها" جهد المستطاع، ليتحول الأمر إلى فوضى عارمة بعد أن تسببت حركة الركاب في المقدمة إلى إثارة انتباه باقي الركاب في الخلف، وشرع الجميع في البحث عن منفذ للهرب والقفز من الحافلة ولسان الحال يردد"النفس طلبات النجاة". حنكة السائق وسرعة بديهته كانت حاسمة في منع الأسوأ بعد أن سارع بالتوقف على الرصيف وفتح أبواب الحافلة مطالبا الجميع بالهدوء والترجل من الحافلة بهدوء دون تدافع، باعتبار الأمر لا يستدعي كل هذا الخوف، ويتعلق فقط بحقيبة نسيها أحد الركاب في غمرة استعجاله وسيعمل على إخطار المصالح الأمنية وتسليمها الحقيبة لحين ظهور صاحبها. في هذه اللحظة ستنبري سيدة من بين الركاب كانت تحمل طفلا على ظهرها وتجلس في الخلف، بأنها صاحبة الحقيبة وان الراكب "المشتبه به" قد تطوع فقط لحملها عنها ك" جنتلمان" وانبرى لمساعدتها وتخفيف ثقل الحمل عنها. وتعتبر هذه الواقعة الثانية من نوعها التي شهدتها مراكش خلال أسبوع واحد، ولخصت " فوبيا الحقائب المنسية" التي بدأ تنتشر بالمدينة الحمراء، وتدخل المصالح الأمنية دوامة استنفار قصوى، حيث لازالت قضية المواطن الأفريقي ماثلة في أذهان تجار ورواد ساحة جامع الفنا، حين قام بترك حقيبتي سفر أسفل طاولة بائع بعض الحلي والتذكارات. حركة استنفرت مختلف المصالح الأمنية وعناصر الشرطة العلمية، وتطلبت الإستعانة بالكلاب المدربة لتفحص محتويات الحقيبتين، قبل أن ينقشع الحدث عن احتواء الحقيبتين على بعض الملابس والسلع التي يعمل المهاجر على ترويجها وبيعها بساحة جامع الفنا، وأنه قد ترك الحقيبتين وذهب للبحث عن أحد مواطنيه باحد المحلات الخاصة ببيع المأكولات، قبل أن يفاجأ بكل هذه الزوبعة من حوله ويتم اقتياده بعدها لأقرب دائرة أمنية للتحقيق معه ومن تم إخلاء سبيله. واقعة أخرى مماثلة غير بعيدة في الزمن عاشتها فضاءات باب دكالة على مرمى حجر من المحطة الطرقية، حين انتبه بعض رواد المقاهي المؤثثة لعمارات الأوقاف لوجود حقيبة سفر مشبوهة، فسارع بعضهم لربط الإتصال بالمصالح الأمنية لإخطارها بهذا " الإكتشاف المريب". تحركت طوابير الأمن صوب الموقف وتحركت الهواتف في كل اتجاه في انتظار استقدام الفرقة العلمية والكلاب المدربة، حين ظهرت سيدة مسنة مرفوقة بابنها الشاب، لتؤكد بأن الحقيبة في ملكيتها وقد نسيتها في غمرة الإستعجال بعد ترجلها من سيارة أجرة صغيرة. مباشرة بعد بلوغها المحطة الطرقية ستنتبه وابنها إلى نسيانها الحقيبة وتسارع لاستعداتها، لتفاجأ بحالة الإستنفار التي أحيط بها موقع الحقيبة وبكل هذا الإنزال الأمني من حولها. وكانت مدينة الرباط قد شهدت حالة مشابهة عندما تم العثور قبل أسبوع على حقيبة بشارع محمد الخامس ، حيث تم تطويق المنطقة المقابلة لمقر البرلمان. وحسب شهود عيان، فان الامن فرض حراسة مشددة على المنطقة ومنع المارة من الاقتراب من المكان الذي تم العثور فيه على الحقيبة المشبوهة.