تنشط خلال شهر رمضان المبارك بمدينة مراكش ظاهرة التسول بشكل متزايد، ، حيث تجد المتسولين منتشرين خاصة عند المساجد والمحلات التجارية، وبعضهم قد يلجأ إلى التحايل بهدف استعطاف الآخرين وإيهامهم بأنهم يستحقون الصدقة والمساعدة. وعرفت مراكش خلال السنوات الفائتة الماضية رصد تعرض العديد من الأشخاص لحوادث سرقة ونصب واحتيال من قبل متسولين، حيث تعالت أصوات عدد من جمعيات المجتمع المدني بالمدينة الحمراء لأخذ الحيطة والحذر وبالأخص ربات البيوت لكونهن يبقين في المنزل في الفترة الصباحية التي تستفحل فيها هذه الظاهرة، حيث يؤكد هؤلاء الفاعلين بعدم السماح للمتسولات بالدخول إلى المنزل خاصة وأن العديد من الأشخاص تعرضوا لحوادث سرقة ونصب واحتيال. و استفحلت بشكل لافت للانتباه في مدينة مراكش خلال هذا الشهر الكريم، وفاقت كل الحدود بحسب جنس المتسول، فبعدما كانت في وقت سابق مقتصرة على النساء والأطفال دون الرجال، أصبحت اليوم هذه الفئة أيضا أكثر ممارسة لهذا النشاط حيث يغتنمون فترة شهر الرحمة الذي يكثر فيه معظم المواطنين من العبادات بكل أنواعها بما فيها الصدقة. ويزداد التسول استفحالا خلال هذا الشهر الفضيل بكافة المدن الكبرى تلمسا للصدقة، إذ ما أن تأخذ مكانك في الحافلة حتى يصعد المتسولون أفواجا تختلف أعمارهم، نساء يدعين أنهن يعلن أطفالا يتامى، ورجالا يستعطفون الناس بإبراز عاهاتهم، أو مرددين لازمة “صدقة الله يرحم الوالدين”. وأصبح المتسولون يبتكرون تقنيات وأدوات للتسول قصد التأثير في نفوس المارة والظفر بعطفهم، فمعظمهم يستخدم عبارات دينية تدعو للمارة بصيام مقبول وبشهر كريم، وبالخير والرحمة. ويعتمد بعض المتسولين، كذلك، على وضع وصفات طبية وعلب الأدوية أمامهم، كما تحمل النساء معهن أطفالا حديثي الولادة، وآخرون يبدون عاهاتهم وإعاقاتهم الجسدية.. وكل هذه الفنيات ترافقها ملامح حزينة وعبارات مؤثرة تصل إلى حد البكاء بالدموع استدرارا لعطف المواطنين وإثارة شفقتهم. ومع استفحال التسول بمراكش بدى من الصعب التمييز بين المتسول المحتاج والمحتال، حيث يرى بعض المواطنين أن هناك متسولون بحاجة ماسة لمساعدات نظرا لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية المزرية، خصوصا في هذا الشهر الكريم حيث يرتفع الاستهلاك وترتفع أسعار كل أنواع المواد الغذائية ارتفاعا محسوسا، بينما أشار البعض الآخر إلى أن هناك من هم ليسوا في حاجة إلى مد أيديهم للتسول، غير أنهم اعتادوا التسول وهم يعتمدون تقنيات معروفة في مجال الخداع والاحتيال.