على غرار باقي المدن المغربية تشهد، ظاهرة التسول في الناظور استفحالا وتزايدا كبيرين، حيث يرابض المتسولون بالشوارع والأماكن العمومية والأسواق وغيرها من الساحات، يمدون أيديهم لجمع الأموال للعيش، فيما آخرون يتسولون للاغتناء فيما زاحم هؤولاء مدمني مخدرات وسموم بشتى أنواعها إذ أصبح المتسولون يبتكرون تقنيات وأدوات للتسول قصد التأثير في نفوس المارة والظفر بعطفهم، فمعظمهم يستخدم عبارات دينية تدعو للمارة بالخير والرحمة. ويعتمد بعض المتسولين كذلك، على وضع وصفات طبية وعلب الأدوية أمامهم، كما تحمل النساء معهن أطفالا حديثي الولادة، وآخرون يبدون عاهاتهم وإعاقاتهم الجسدية.. وكل هذه الفنيات ترافقها ملامح حزينة وعبارات مؤثرة تصل إلى حد البكاء بالدموع استدرارا لعطف المواطنين وإثارة شفقتهم. حين اقتراب أريفينو من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول استفحال ظاهرة التسول في الناظور، فتضاربت الآراء، البعض يرى أن هناك متسولين بحاجة ماسة لمساعدات نظرا لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية المزرية، بينما أشار البعض الآخر إلى أن هناك من هم ليسوا في حاجة إلى مد أيديهم للتسول، غير أنهم اعتادوا التسول وهم يعتمدون تقنيات معروفة في مجال الخداع والاحتيال. وأشار عدد من المواطنين إلى أنه في ظل هذا العدد الهائل من المتسولين، أصبح من الصعب التمييز بين المتسول المحتاج وذلك المحتال، مما يدفع بالعديد من المواطنين إلى الامتناع عن دفع صدقة.. عموما، فإن الظاهرة بمدينتنا استفحلت بشكل لافت للانتباه وفاقت كل الحدود بحسب جنس المتسول، فبعدما كانت في وقت سابق مقتصرة على النساء والأطفال دون الرجال، أصبحت اليوم هذه الفئة أيضا أكثر ممارسة لهذا النشاط حيث يغتنمون الفرصة بكل أنواعها بما فيها الصدقة. ويزداد التسول استفحالا أمام غياب سيف القانون تلمسا للصدقة، إذ ما أن تأخذ مكانك على الحافلة حتى يصعد المتسولون أفواجا تختلف أعمارهم، نساء يدعون أنهم يعولون أطفالا يتامى، ورجال يستعطفون الناس بإبراز عاهاتهم، أو مرددين لازمة "صدقة الله يرحم الوالدين". div class="nr_related_placeholder" data-permalink="http://www.ariffino.net/?p=149098" data-title="صور: مدمنو مخدرات بالناظور ينتحلون صفة "معاق" للتسول والتمييز بين المحتاج والمحتال صعب"