انطلقت، اليوم الأربعاء، أشغال دورة تكوينية حول موضوع "الوساطة التجارية"، ينظمها المركز الدولي للوساطة والتحكيم بالرباط لفائدة حوالي 30 فاعلا قانونيا وتجاريا وماليا واقتصاديا. وتندرج هذه الدورة (17 و18 يونيو) التي تنظم بدعم من برنامج تحسين مناخ الأعمال بالمغرب التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يوصايد)، في إطار الجهود المبذولة من قبل المركز المذكور وشركائه من أجل المساهمة في تحسين مناخ الأعمال ومأسسة الطرق البديلة لحل المنازعات بالمغرب. ويستفيد من هذه المبادرة فاعلون يمثلون المكاتب الاستشارية القانونية والتجارية والمالية والجبائية والاقتصادية، وكذا قطاعات المحاسبة العمومية والأبناك ومقاولات مختلفة بالمغرب. ولدى تدخله خلال الجلسة الافتتاحية للدورة التي تتمحور حول "الوساطة التجارية"، أكد شمس الدين عبداتي مدير المركز الدولي للوساطة والتحكيم بالرباط أن هذا اللقاء يروم تنمية معارف ومهارات المشاركين في مجال تقنيات الوساطة وبدائل حل المنازعات وسبل نشر هذه الثقافة داخل أوساط الأعمال وتقريبها من الفاعلين، باعتبارها آلية بديلة لتسوية المنازعات التجارية، إضافة إلى المساهمة في تأهيل السوق الاستشارية القانونية والاقتصادية بالنظر لكون الاستشارة تساعد المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين على اختيار الفرص الأكثر جدوى. وشدد عبداتي على الدور الذي تضطلع به المكاتب الاستشارية في الاقتصاد الوطني لما تقدمه من خدمات عديدة في مجال المحاسبة والتنظيم الإداري والبشري والقانوني والدراسات التي من شأنها تحسين كفاءة مؤسسات الإنتاج ودعم المشاريع التجارية والصناعية المتعثرة ومساعدتها على تجاوز تعثرها والرقي بها إلى الأفضل. من جانبها، اعتبرت لارا غولدمارك مديرة برنامج تحسين مناخ الأعمال بالمغرب التابع ل(يوصايد)، هذا اللقاء فرصة للوقوف على مبادئ الوساطة وتعلم تقنياتها ونشر ثقافتها، مشيرة إلى أن من شأن اللجوء إلى الوساطة لحل المنازعات وتحسين مناخ الأعمال بدل اللجوء إلى القضاء، التشجيع على جلب الاستثمار بالمغرب. وأبرزت غولدمارك أن اشتغالها مع المركز الدولي للوساطة والتحكيم بالرباط يتم على أساس تأهيل وسطاء يتوفرون على مؤهلات ومهارات تمكنهم من القيام بمهام الوساطة والتكوين. وتتواصل أشغال هذه الورشة التكوينية التي يؤطرها خبراء مغاربة في مجال الوساطة، بتنظيم ورشات تطبيقية ونظرية تهم مواضيع "الوساطة والطرق البديلة لحل المنازعات"، و"السياق القانوني للوساطة"، و"الوساطة المؤسساتية: المركز الدولي للوساطة والتحكيم بالرباط، نموذجا"، و"المبادئ الكبرى للوساطة"، و"مراحل عملية الوساطة".