هي انتخابات الرئاسية للولايات المتحدةالأمريكية لعام 2016 التي شغلت اهتمام العالم كله، وكانت النتيجة إن فاز ترامب وهو الشيء الذي ربما عكس ما تمناه كثيرون، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي سفن البعض وليس الجميع، عموما قد فاز الجمهوري بعد شد وجذب مع مرشحة الديمقراطيين هيلاري كلينتون التي كان الكثيرون ينتظرون دخول أول امرأة في التاريخ الأمريكي ترأس البلاد، إلا أن هذه الأحلام سرعان ما تبخرت بإعلان فوز ترامب. نعم وصل ترامب البيت الأبيض حيث الملف السياسات الخاريجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وهو من أبرز الملفات الشائكة حيث الفوضى بسورياوالعراق وليبيا ، ثم قضية النفط والامن الخليجي ، والعلاقة الأمريكيةالإيرانية بعد الاتفاق النووي والصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدولة فلسطينالمحتلة ، أضف الى ذلك ذلك العلاقات الأمريكية المصرية في ظل الإنقلاب العسكري ، ففي سوريا مثلا يبدو ومن خلال تصريحاته أنه سيعطي لروسيا مزيدا من الوقت حتى تفرض الإستقرار في المنطقة وهذا ما يفهم من قوله " إن موسكو ربما يكون وضعها أنسب لإحداث تغييرات في الشرق الأوسط من الولاياتالمتحدةالأمريكية ، بينما اكتفى بقول أنه سيء (عن بشار أتحدث ) ولم يدع الى تنحيته ومعاقبته على الإجرام الذي اقترفه في حق السوريين، أما عن العراق فإنه كما قال مرارا وتكرارا أن الغزو العراق كان خطأ فادحا ارتكبه بوش وكان من الأسباب زعزعة الشرق الأوسط ، وفي المقابل أكد على التعاون بشكل أكبر مع الأكراد . أما عن الخليج وبالخصوص السعودية فقد أكد أنه بمجرد فوزه في الانتخابات سيتوقف شراء النفط من السعودية و الخلجيين والحلفاء العرب الأخرين " مالم تلتزم بالمشاركة بقوات برية في معركة ضد " داعش" أو "تعوض بشكل كبير" واشنطن لمكافحتها الجماعة المسلحة ، التي تهدد استقرار الدول العربية وبخصوص إيران فسيعيد ترامب التفاوض حول الصفقة النووية ويبدو أن ترامب سيضاعف العقوبات التي فرضتها و.م . أ على إيران كوسيلة لاجبارهم على تقديم المزيد من التنازلات كما دعا إلى ذلك من قبل ، أما عن اسرائيل فقد قال ترامب في خطاب بكليفلاند ، " أن اسرائيل هي حليفتنا الكبرى في المنطقة " ، كما يبدو أن ترامب وانطلاقا مما دعا إليه من قبل ، إلى تقديم المزيد من الدعم لاسرائيل وعمل من أجل بناء جسور مع تل أبيب عن طريق قلب اتفاقية النووية الإيرانية رأسا على عقب . أما بخصوص العلاقات الأمريكية المصرية في ظل الانقلاب العسكري بمصر ، فإن ترامب _ حسب ما قال وليد فارس مستشار بحملة ترامب ، لصحيفة المصري اليوم " إن المرشح الجمهوري اثنى على التعامل الحازم للسيسي مع الإرهاب في مصر والمنطقة و أنه وعد بالضغط من أجل إصدار تشريع يصنف الإخوان المسلمين كجماعة " إرهابية " أما فيما يخص مسألة الهجرة و التي كانت محورا أساسيا في حملته الإنتخابية وهاجم على وجه الخصوص الأقلية المسلمة وهذا من شئنه يذكي التوتر بين الغرب والإسلام ويذكي التطرف ، وعلق على ذلك شمس الدين _ وهو مسؤول بارز في مجلس العلماء الأندونيسي_ على تصريحات الترامب أنها تصريحات سلبية وساخرة عن المسلمين و أضاف ; نسي أن الكثير من الأمريكيين مهاجرين . وقال هارون خان الأمين العام للمجلس الاسلامي البريطاني في بيان " من المثير للقلق ، بشكل كبير، إن الرجل الذي دعا صراحة للتميز ضد المسلمين والأقيات الأخرى أصبح زعيما لدولة عظمى ، في حين أكد عمار رشيد -وهو عضو في حزب عمال عوامي الباكستاني- ان فوز ترامب سيكون هدية ضخمة لحركة جهادية فاشلة ستحظى الان بصيحة استنفار جديدة . أما فيما يخص البيئة فقد سبق أن قال ترامب من شأن الاحتباس الحراري ، بل أكثر من ذلك قال أنه سيعمل على إلغاء التزام بلاده ببنود معاهدة باريس بشان البيئة وهي معاهدة إلتزمت بالتوقيع عليها 100 دولة وبشكل رسمي عام 2015 في مؤتمر عقد بالعاصمة الفرنسية ، ومن ضمنها الدول الصناعية الكبرى كالويالات المتحدة والصين ودول الإتحاد الأوربي والهند ... عموما، وإن فاز ترامب فالولاياتالمتحدةالأمريكية دولة لا يتحكم فيها الفرد الواحد أو الزعيم الواحد، إنما هي دولة مؤسسات تديرها قوى مختلفة المصالح ومكاسب فرغم الصلاحيات الواسعة التي خولها الدستور الأمريكي للرئيس إلا أنه ملزم أن يحافظ على مكاسب ومصالح البلاد الإستراتيجية أولا، ومصالح القوى المختلفة المهيمنة على سياسات البلاد ثانيا. باحثة في التاريخ المعاصر