السبت 01 مارس 2014م صدر العدد الجديد من أسبوعية «السبيل» المغربية(ع:164)، واشتمل على ملف بعنوان «الإرهاب الفرنسي في إفريقيا الوسطى»، وفيه تقارير ومتابعات وإحصاءات تكشف حجم الإجرام والإرهاب اللذين يتعرض لهما مسلمو إفريقيا الوسطى على يد مليشيات نصرانية مدعومة بالقوات الفرنسية التي بررت تدخلها في البلاد بحجة ضبط الأمن والاستقرار وحماية مصالحها الاقتصادية؛ يحدث ذلك في ظل صمت دولي مطبق، في حين تكتفي «الزعامات» العربية والإسلامية -كالعادة- بالفرجة والشجب والاستنكار من بعيد. جاء في توطئة الملف: «مأساة جديدة تفجرت في القارة السمراء، وبالضبط في إفريقيا الوسطى التي تمارس فيها اليوم أبشع أنواع القتل الوحشي، والتطهير العرقي، والتهجير القسري. جرائم فضيعة تمارس على مرأى ومسمع من العالم أجمع، كانت نتيجتها العودة إلى التدخل العسكري الفرنسي في المنطقة. ففرنسا التي كانت تحتل هذا البلد وأذاقت أهله ألوان العذاب وظلت إلى اليوم تستنزف ثرواته وخيراته عادت لتتدخل مرة أخرى بدعوى إرساء الأمن في البلاد كما صرح بذلك وزير الدفاع الفرنسي «جان ايف لودريان». فلم تكتف فرنسا الإمبريالية ومثيلاتها من الدول الاستعمارية باحتلال القارة الإفريقية فترة طويلة من الزمان، وممارسة كافة أشكال التمييز العنصري بحق أهلها، ونهب ثرواتها والحرص على إبقائها متخلفة، بل زادت على ذلك بنشر الفتن والخلافات بين سكانها، لتبقى الحرب الدائرة فيها بابا مفتوحا لتدخلها في أي وقت، حفاظا على مصالحها الاستراتيجية في بلاد تعتبرها إلى اليوم مستعمرات ومناطق نفوذ. ولا يليق بنا أن نغتر بالاستقلال الصوري الذي نالته تلك الدول تباعا في القرن الماضي، فالموضوع لا يعدو تغيير شكلي للاحتلال والاستعمار فحسب، وما القواعد العسكرية الموجودة لفرنسا وبريطانيا وغيرها في القارة العجوز، إلا صورة رمزية لاحتلال من نوع آخر. وإذا كانت المصالح الاقتصادية هي المحرك الأول والرئيس لتدخل فرنسا وغيرها في شؤون دول إفريقيا، حيث شركات النفط والذهب والماس الأوربية، والثروات التي لا تعد ولا تحصى هناك، فإن هذا لا ينفي الدوافع الدينية المعادية للإسلام والمسلمين في أي تحرك أو تدخل من هذا النوع. ولم يخرج التدخل الفرنسي في كل من مالي وإفريقيا الوسطى عن هذا الإطار، فقد صرح وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس» في 14 يناير 2013 تبريرا للهجوم على مالي: لقد كانت المصالح الأساسية بالنسبة لنا ولأوروبا ولأفريقيا على المحك، لذلك كان علينا التحرك بسرعة. وكما هو الشأن في تدخل فرنسا المنفرد بمالي، بغطاء دولي أوربي وأمريكي وأممي، جاء التدخل في إفريقيا الوسطى مشابها، فبعيد تبني مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع يمنح قوة إفريقية وأخرى فرنسية تفويضا بالتدخل تحت الفصل السابع، بدعوى حماية المدنيين والتصدي للجماعات المسلحة في أفريقيا الوسطى، جاء خطاب هولاند مباشرة: لقد قررت التصرف حالا لحماية المدنيين وإعادة الأمن إلى البلاد، وعلى الفور تم نشر الجنود الفرنسيين في طول البلاد وعرضها، وخاصة في العاصمة بانغي، ليصل العدد إلى 1600 جندي فرنسي مؤخرا (فرنسا تحارب مسلمي أفريقيا الوسطى وتسرق ثرواتهم؛ أحمد كامل). وحتى نكشف جانبا من الاستغلال الغربي للدول الفقيرة والتدخل الفرنسي الممنهج والمدروس في إفريقيا الوسطى ارتأينا فتح هذا الملف». كما يتضمن العدد مقالات متنوعة وقيمة، نذكر من بينها: – ص.2: كلمة العدد: عبد الرحيم بوعبيد وقصة «العهر» المغربي الفرنسي – ص.5: سلاح رافضة إيران يقتل سنة العراق – ص.5: من ينقذ المسجد الأقصى من براثن الاحتلال الصهيوني؟ – ص.6-7: كيف يربي المتدينون أبناءهم؟ – ص.8: لقد جاوز بنو علمان المدى – ص.9: هواننا على الناس ومآسينا التي لا تنسى – ص.9: سلسلة من الظلمات إلى النور (5): حسن الخلق قاد «فرنس ميدي» إلى الإسلام – ص.10: واقع الأمة.. وحتمية الإصلاح – ص.11: أن تكون متدينا هذا الزمان – ص.11: قراءة في تصريحات السفير الفرنسي المهينة – ص.14: مصابيح السبيل: إخلاص الإخلاص – ص.15: سلسلة قراءة في كتاب (14): العلمانيون العرب وموقفهم من الإسلام / للشيخ مصطفى باحو – ص.ص.16-20: ملف العدد / الإرهاب الفرنسي في إفريقيا الوسطى – ص.21: سلسلة الرد على عصيد: آيات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – ص.21: انتشار الإسلام الواسع من أسباب تفشي ظاهرة الإسلامفوبيا في الغرب – ص.22: التقية الشيعية ودورها المحوري للتوغل في المغرب – ص.22: قناة طه الشيعية للأطفال – ص.23: الله الله في غلماننا – ص.24: العلمانيون ومعركة المفاهيم – ص.24: عندما يفسد ملح البلد.. – ص.25: سلسلة منهج السلف في تربية الأطفال (8): الجانب الترفيهي – ص.26: المراحل التاريخية لتطور العلمانية الغربية إضافة إلى أخبار وطنية ودولية، ومواضيع مختلفة في الأدب، والتاريخ، والملل والنحل، ومعلومات طبية وأسرية؛ وفي الصفحة الأخيرة تقرأون رسالة بعنوان: «الشرك الأصغر».