حذَّر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، سعيد أبو علي، من خطورة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي وصف فيها المطالبين بتجميد الاستيطان بأنهم "دعاة تطهير عرقي لليهود"، وعد هذه التصريحات "صلفا يتحدى الإرادة الدولية". ويوم الجمعة الماضي، ظهر نتنياهو في مقطع مرئي مسجل على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اعتبر خلاله القوى الفلسطينية ومؤيديهم ممن يرفضون تشييد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية "دعاةً إلى التطهير العرقي" لليهود. وقال أبو علي، في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، إن "مزاعم نتنياهو بأن من يدعون لوقف الاستيطان ورحيل المستوطنين تطهير عرقي لليهود تمثل منتهى الصلف الذي لا يتحدى ويكسر الإرادة الدولية فقط، بل يمعن في إلغاء الحقائق متجاوزًا خلق أمر واقع جديد إلى محاولة الإيهام بأحقيته". وحذر من خطورة موقف نتنياهو وما يحمله في طياته من "تهديد وشيك بالغ الخطورة لأبناء الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال الإسرائيلي، والذي مازال يواصل مصادرة الأراضي وتهويدها وتصعيد إرهاب المستوطنين وجرائمهم"، وفق قوله. وأدان أبو علي ما جاء على لسان نتنياهو من "محاولات لتشريع الاستيطان عبر توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة للمجتمع الدولي الذي يدين وينتقد الاستيطان". وأشار إلى أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية يعود من جديد لتكرار المواقف والتصريحات التي تتناقض بصورة صارخة مع القوانين والشرعية الدولية والمواقف التي تجمع عليها دول وحكومات العالم كافة". وقال إنه "آن الأوان لمجلس الأمن على وجه خاص أن ينهض بالمسؤولية الملقاة على عاتقه واحترامه لقراراته ووضعها موضع التطبيق بوقف فوري للاستيطان لإنقاذ حل الدولتين وتحقيق السلام قبل فوات الأوان، وبالنظر إلى انعكاسات استمرار هذه السياسات والجرائم الإسرائيلية على الأمن و الاستقرار في المنطقة والعالم بأسره". وفي 21 غشت الماضي، أعلنت لجنة التخطيط والإنشاءات الإسرائيلية أنها قدّمت إلى بلدية القدس مشروعا لبناء 770 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية وبيت لحم. وتأتي هذه الخطوة ضمن مشروع تأسيس 1200 وحدة استيطان جديدة بالقدس الشرقية، أعلنت عنها السلطات الإسرائيلية في وقت سابق. وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أبريل 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب امتناع إسرائيل عن وقف الاستيطان، ورفضها لحدود 1967 كأساس للمفاوضات، وتنصلها من الإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها، وفقا للأناضول.