"الخلوة" هي المكان الخالي حيث تُخِلُّ بالحياء وتستهين بالمحرمات: كالذي نراه كل يومٍ على الشواطئ وعلى الشوارع عريا وشذوذاً؛ وقبلات حارة وكلمات نابية وأغاني داعرة؛ بل ودعوات صريحة بالمباشر وبالإغراء نحو الدناءات بأرخص الأثمان وفي كل الزوايا .. وإطلالة خاطفة على "عين الدياب" و"شاطئ الجديدة" و"أطراف كيليز" و"عَتَمات الحدائق" ومقابلةٌ خفيفة مع أي سائق للطاكسي تغنيك في معرفة خَمخَات الليل وخَشْخَشات النهار؛ بكل أصناف المحظورات الشرعية والمحذورات القانونية؛ ونظرة أخرى في إعلامنا وفي مدارسنا ستكفي أيضاً لمعرفة "الإخلال الحقيقي بالحياء" و"الجرأة الصريحة على الدين والمجتمع"؛ حتى صرنا في تناقض مع أبنائنا للتوفيق لهم بين الواقع وبين ما يجب؛ فهذا هو الإخلال وهذه هي الخلوة؛ 1 – أما المكان العام 2 – في واضحة النهار 3 – على طريق المارة 4 – بين شخصين مشهورين 5 – قاربا الخمسين من عمرهما 6 – لهما أسرة ومسيرة وأولاد 7 – يجمعهما عمل وظيفيي وخِطبة معلنة 8 – ومشروع توثيق زواج شرعي معتبر انتهاءً 9 – ولا أثر لأي ريبة أو فتنة أو إخلال .. 10 – مع العلم أن طرق الريبة وسبل الحرام لمن أرادها معلومة؛ وعلامات أهلها الفسقة الفجار مشهورة؛ كالذي يتزوج باسم إلهه ياكوش وكالذي يبيح العلاقات الجنسية لأمه وأخته .. ولو كان الشيخ بنحماد والأستاذة فاطمة من تلك الطينة المنحرفة؛ لما شُهِّر بهما ولما قُصدا بالمكر السيئ الذي لن يحيق إلا بأهله كما قال ربنا تعالى… فعجباً لمن ترك كل ما هو ظاهر معلن من منكرات الكبائر ليتكلم في ملف مُفتعلٍ فارغ حتى من الصغائر؛ ويتظاهر بالحرص على الآداب والأحكام؛ ويصير فجأةً تقيًّا مفتياً فيها للأنام ؛ ليُسَائِل صالِحَينِ عَنْ لَمَمٍ أو ما هو دون اللَّمم؛ ألا قَبَّح الله الظلمَ حيثما كان في القِمم أو في الرِّمَم؛ ولن ينال المبتلين بِالإفْك إلا العزة والكرامة والسعادة؛ وستبقى الذلة والخيبة والخسارة في العاجل والآجل هي جزاء من يعتدي على أعراض الناس كما قال سبحانه:"وقد خاب من افترى".