روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة"، قيل: وما الرويبضة؟ قال: (الرجل السفيه يتكلم في أمر العامة). وفي لفظ: (الفويسق يتكلم في أمر العامة) وفي أخرى: (الرجل التافه). هذا الحديث علم من أعلام الساعة، يتحدث فيه الصادق المصدوق الأمين عن بعض ما سيحدث في آخر الزمان محذرا بذلك أمته من الوقوع في شراك السفهاء والفساق والتافهين واتباعهم والاهتمام بهم وبأقوالهم وآرائهم فيما يعن للأمة من نوازل وأقضية، فكيف باتباع أخبارهم، والحرص على تحري أحوالهم. img decoding="async" class="lazyload" width="400" height="227" src="data:image/svg+xml,%3Csvg%20xmlns=%22http://www.w3.org/2000/svg%22%20viewBox=%220%200%20400%20227%22%3E%3C/svg%3E" data-src="https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img,w_400,h_227/http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2023/11/111111111111111.png" alt="فيديو.. الصحراء والتط بيع "تازة قبل غ زة" دعاء حاخام الي هود بالمغرب بالنصر لجن ود الاحت ل" data-srcset="https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img,w_548/http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2023/11/111111111111111.png 548w, https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img,w_300/http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2023/11/111111111111111-300x170.png 300w" data-sizes="(max-width: 548px) 100vw, 548px" style="display: inline-block;" / ومع انتشار التفاهة، وشيوع السفاهة، وكثرة الجهل، ورفع العلم، وانتقال الناس من البادية إلى الحضر، وذيوع الهواتف الذكية، وتفشي وسائل التواصل الاجتماعية، وظهور الكاميرات، وتوسع شبكات الاتصالات المرئية، استطار أمر "الرويبضة"، وصار له شأن بين الخاصة والعامة، وأصبح قدوة للشيب والشباب والرجال والنساء والأطفال، وتقلد زمام الأمور، وصار يفتي ويدلي ويتكلم، وأضحى لقوله ذكرا شائعا تطير به الركبان، بل وتشيعه خوارزميات وسائل التواصل حتى تنشره في كل بيت مدر ووبر. ومن تطبيقات ذلك، أن تحل نازلة بالمسلمين، فيتبادر القوم باحثين عن رأي الممثل فلان، ويتناقلون موقف اللاعب علان، فرحين بما لديهم، مستبشرين بما ينقلونه عنهم، ليس على سبيل الاستئناس، بل من قبيل الإنشاء، والحالأنهم لا يعدون قدرهم: سفهاء، تافهون، بل إن أكثرهم فاسقون. فيا ليت شعري، أأيقاظ نحن أم نيام؟ ما لهؤلاء وأمور الناس العامة؟ هل هؤلاء تابعون أم متبوعون؟ محركون أم متحركون؟ مؤثرون أم متأثرون؟ إن أول ما يجب أن ينتبه إليه المسلم في طريقه إلى الله، هو تجاوز العوائق التي تحول بينه وبين بلوغ الصراط المستقيم، والتي على رأس كل منها شيطان يدعو إلى سبيله الغوي، ورأيه العيي، إما مباشرة أو عن طريق واسطة {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}. لقد كثر الخبث، وصارت حياة الناس فيها الكثير من الدخن، وأصبح واجبا على المؤمن أن يوطن نفسه علما وعملا وتزكية، وأن يفارق سبل الغاوين، ويتبع سبيل المؤمنين، ويلجأ إلى الله في الشدائد والمدلهمات كي يبصره بحقيقة الطريق السوي، ويهديه إلى الرشد فيما اختلفت فيه أهواء الناس، وتفرعت فيه مشاربهم. فإذا كثرت الفرق، وتعددت الفتن، وضل الناس الطريق، فاعتزل الجماعات كلها، والزم ما كان عليه الصدر الأول ففي طريقتهم السلامة، ولو كنت وحدك على الدرب تظل أنتالجماعة، وابحث عن أهل الرباط فقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بإصابتهم الحق عند اختلاف الناس، وهذا لا يعني تقديسهم، ولا حرمة الإنكار عليهم حال السلم فيما يخالفون فيه منهج الله الواضح البين. واعلم رحمني الله وإياك، أننا خلق الله وعبيده، وأن الكون ملكه، وأنه سبحانه يفعل ما شاء متى شاء كيفما شاء، وأنه أرحم بنا من أمهاتنا،فلا معقب لأمره، ولا راد لقضائه {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.