◆ نقطة نظام: لم يكن الحديث عن "تلطيف الجو" بين العقائد المختلفة (أهل الحديث "السلفية" والاشعرية والماتريدية) باختلاق عقيدة هجينة، فهذا لم ندع إليه؛ ولا باعتماد قول المصوبة، وهذا كذلك لم ندعو إليه، فالصواب واحد؛ ولا بترك الدعوة إلى العقيدة التي نؤمن بها، فهذا غير مشروع، وأمر لا يستساغ ولا يطاق؛ وأيضا لم يجر على لساننا ولم يخطط قلمنا مصطلح التقريب بين هؤلاء الفرق الثلاث، لما لمصطلح التقريب من غموض وحمولة سياسية… وإنما كان الحديث عن الاعتراف بواقع لا فكاك منه، إلا أن يشاء الله أمرا كان مقضيا: مسلمون مختلفون في العقيدة موجودون منذ قرون مضت ولا يزالون (سلفي وأشعري وماتريدي)، لهم مقومات البقاء والاستمرار، الخلاف فيما بين هؤلاء الثلاثة والسجال الذي يقع بينهم اليوم ليس من اهتمامات المسلمين ولا حاجة لهم إليه، سوى تعميق الفرقة والبغضاء بينهم، وتصوير كل أحد منهم الآخر بسان المقال والحال أو بلسان الحال على أنه العدو الأكبر، ثم إدخالهم في معارك لا منتصر فيها ولا نهاية لها، ثم إشغال أنفسهم وغيرهم عن واجب الوقت، الذي يتمثل في الدعوة الناس: إلى أركان الإسلام الخمس (فكم من الملايين المملينة لا تصلي!؟، وكم وكم…)؛ وإلى أركان الإيمان الست (فكم من الملايين المملينة جاهلة بأصول الإيمان)؛ وإلى التحاكم إلى شرع الله، الركن الأعظم في الدين بعد التوحيد، لكن للأسف مغيب عند هؤلاء المشتغلين في المعارك الوهمية؛ وإلى أحقية الشرع في تأطير المجتمع الإسلامي، ولا حق يعلو على حقه؛ وإلى مقاومة الإلحاد الذي يتخطف الشباب وغيرهم بتوظيف شبه معاصرة؛ وإلى مقاومة الردة الأخلاقية!؟، فقد ظهر في المسلمين من يطالب برفع تجريم الزنا واللواط والسحاق… وظهر فيهم من يستحل عمليا التبرج والعري والخمر والدياثة؛ ◆ أقولها بكل وضوح التدين المفقود لدى المسلمين اليوم، وهموم المسلمين اليوم، وحاجات المسلمين اليوم……، لا يوجد لها أدنى حضور في معارك هؤلاء الثلاثة.. ◆ ثم أقولها بكل صراحة نعم، لدي عقيدة واضحة المعالم أومن بها، وأدعو اليها، وأعتقد فيها الصواب لا في غيرها، وقد سبق لي ان دعوت الناس إليها من خلال تدريس مقدمة الرسالة للإمام مالك الصغير*، والعقيدة الطحاوية*، والعقيدة الواسطية*، ولغيري ممن يخالفني الحق نفسه الذي لدي، لكن لا أدخل في معارك استئصالية للمخالف ما دام دخولي في تلك المعارك لن يغير في الواقع أي شيء له بال، سوى رقم يضاف الى عدد جنود لا منتصر فيهم ولا نهاية لمعاركهم. ولهذا ، فمعارك العبثية لهؤلاء الثلاثة لا تمثلني. هامش…………………. * تدريس هذه المتون كان في معاهد ودور القرآن، أما الفضاء العام أو عموم المسلمين فإن التجربة أثبتت أن القرآن الكريم والسنة النبوية فيهما الكفاية ولله الحمد والمنة.