في ظل واقع محزن وغريب، وفي زمن تكالبت فيه الأحقاد على منطق الأخوة المتجدرة تاريخيا وجغرافيا بين شعوب المغرب الكبير، وأمام أمل يحتاج لصفاء القلوب قبل كل شيء، فحكمة العقل كانت تدفع بالمغرب دوما إلى تذكير الجارة الشرقية بضرورة الرجوع لجادة الصواب، واحترام وحدة البلاد والعباد.. نفس الأمر كان ينطبق على الجارة الشمالية إسبانيا..فالمعاملة بالمثل سهلة جدا، لكن ارتداداتها بالتأكيد ستكون مدمرة للمنطقة بكاملها. فنزعة الانفصال لدى القبائل في بلاد وقف معها المغرب في وقت صعب جدا، وكل المصادر التاريخية شاهدة على ذلك في جل المكتبات العالمية، أو إقليم الباسك في شمال إسبانيا، غير خافية على أحد.. لذا، فمن يعتقدون ان مسألة تقرير المصير أولوية لتحقيقق وهم الجزائر الكبرى، الجزائر المطلة على المحيط الأطلنتي، يعاني ربما من حقد مرضي واهم بعيد عن واقعية الواقع! فتقرير المصير يا جارتنا الشرقية، ومنطق الاستعلاء الموروث عن الاستعمار الفرنسي، قد يدفع بتكتل المغرب الكبير المشلول! إلى المزيد من البلقنة وتشتيت الجميع..فيا أهل العقل في الجزائر الشقيق، لا تتوهموا أن التيارات البحرية ثابتة. لذا، فالصبر له حدود معقولة، فهيا لكلمة سواء..وادفعوا في اتجاه تدعيم وحدة الاراضي المغربية.. ونسيان الأحقاد والعقد التاريخية المشينة، والمجانبة لصواب الدين والتاريخ والمصير المشترك.. فالمملكة المغربية، يدها ممدودة وباستمرار، يد عنوانها نسيان الأحقاد والدفع باتجاه إحياء المغرب الكبير، بعيدا عن المناورات المكشوفة، ومحاولة استنزاف بلد موحد بشهادة التاريخ وصمود قوة الجغرافيا. يا أهلنا في الجزائر، المغاربة يحبونكم، ويسعون دوما لإحياء حلم راود شهداء المقاومة المغربية الجزائرية، حلم تشهد عليه المصادر التاريخية والأحداث الجغرافية، حلم أرخ في كتب تتواجد بكل المكتبات العالمية تقريبا. فيا عقل تعقل، فالاستعلاء والأحقاد، عناوين لها مسار واحد، مسار اسمه رجوع الجميع إلى الوراء..الوراء القاحل الذي قد يعصف بالجميع..فيا وهم تقرير المصير..كفى..المملكة المغربية ستبقى شامخة موحدة مهما حيكت ضدها المؤمرات العلنية والخفية!!!!