بعض أصحاب الأعمال يعطي موظفيه راتباً لا يسد الرمق، بينما هو نفسه مستعد لبناء مسجد وزخرفته بمئات آلاف الدنانير. أخي صاحب العمل، انتبه أن تكون رأسمالياً وأنت لا تشعر! في الرأسمالية يُنظر إلى البشر على أنهم "أيدٍ عاملة"، مجرد أيدي! فإذا أمكن توفير أيدٍ "أرخص" فعليك بها! بل إذا أمكن الاستعاضة عن هذه الأيدي بآلات أوفر فهذا أفضل..فالمسألة عرض وطلب، والذي لا يعجبه فمع السلامة، هناك غيره! أما عندما تفكر ك"مسلم" فإنك تعلم أن حملة #الإفقار_الممنهج تهدف إلى تركيع الشعوب وتجويعها ليسهل خلعها من دينها وأخلاقها، فتعلم أن إنقاذ بعض الأنفس من الفقر هو إنقاذ من الكفر. كفايتك لموظفيك هي شكل من أشكال نصرة الدين ومحاربة أعداء الملة المجرمين. فتتقرب إلى الله بإعفاف العوائل والحفاظ على تماسك الأُسَر وحفظ هيبة موظفيك وقوامتهم في بيوتهم. وأنت في هذا كله تستحضر أنك مستخلَف في هذا المال كما قال تعالى: (وأنفقوا مما جعلكم مستخلَفين فيه). عندما تفكر كمسلم فإنك تستحي أن تمد لموظفك آخر الشهر راتباً لا يسد رمق أسرته ولا يغنيه عن طرق أبواب الدائنين إذا كنت قادراً على زيادته وأنت تقرأ (ولا تبخسوا الناس أشياءهم)… أعلَم شخصاً عزيزاً علي جدا لا يهمه كم يعطي الآخرون -في مثل تجارته- موظفيهم، بل يهمه أن يكفيهم حاجاتهم ويُشعرهم بالتقدير..و واللهِ إن تجارته لتزداد بركة وانتعاشاً في الوقت الذي تخسر فيه كثير من التجارات. ليتَ بعض أصحاب الأعمال يعلق بأنه سيفعل بعد قراءة هذا الكلام، ويتخلص من الرأسمالية، ويتقرب إلى الله بإعفاف موظفيه. وتذكروا: في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم قال الله عز وجل: (أنفِقْ أُنفِقْ عليك).