اكتشف باحثون في أميركا كيف تصبح خلايا سرطان الثدي مقاومة للعلاج، مما قد يفتح آفاقا جديدة لعلاج المصابات بالمرض. وأجرى الدراسة باحثون من كلية بايلور للطب، ونشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences) وكتب عنها موقع يورك أليرت (EurekAlert!) في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. ودرس العلماء "سرطانات الثدي إيجابية مستقبلات هرمون الإستروجين" estrogen receptor-positive (ER+) breast cancers. وفيها تحمل الخلايا مستقبلات هرمون الإستروجين، وهذا يعني أن هذا الهرمون يغذي نمو السرطان، وهي إحدى الخصائص العديدة المهمة لسرطان الثدي والتي تساعد في تحديد أفضل خيارات العلاج. و"سرطان الثدي إيجابي مستقبلات هرمون الإستروجين" هو النوع الأكثر شيوعا من سرطان الثدي الذي يشخص اليوم. سرطانات الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الإستروجين يفقد حوالي ربع حالات "سرطانات الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الإستروجين" التي تعود بعد العلاج "المتكررة" (recurrent) مستقبلات هرمون الإستروجين، مما يجعلها مقاومة للعلاج بالهرمونات وقادرة على النمو خارج نطاق السيطرة. وخلال العلاج يستهدف مستقبلات الإستروجين بعلاجات هرمونية، وتزيد من نسب الحياة لدى المرضى وتقلل من احتمالية الإصابة مرة أخرى بسرطان الثدي الذي يحمل مستقبلات الإستروجين. ويعود المرض إلى ما يقدر بربع المرضى تقريبا، ولكن هذه المرة بدون مستقبلات الإستروجين التي استهدفت سابقا، الأمر الذي يجعل الخلايا منيعة ضد العلاجات وقادرة على النمو. يقول المؤلف المشارك بالدراسة الدكتور "وي شين لن" المتخصص بأمراض الدم والأورام وعلم الأحياء البيولوجي والجزيئي "لسنوات كان هدفنا فك اللغز المعقد لتقدم سرطان الثدي وفهم الطريقة التي تتفاعل بها العوامل التي تعطيه القدرة على النمو المستمر ومقاومة العلاج". هكذا تفقد خلايا سرطان الثدي مستقبلات الإستروجين وجد العلماء نوعين من البروتينات الخلوية التي ترتبط بتطور مناعة الخلايا السرطانية ضد العلاجات الهرمونية. هذان البروتينان هما "14-3-3 تاو" (14-3-3τ) ومستقبلات الإستروجين ألفا ذات الوزن الجزيئي 36 (ERα36). ووفق الدكتور "وي شين لن" فإن الباحثين تفاجؤوا عندما وجدوا أن الإفراط في إنتاج البروتين "14-3-3τ" جعل جميع الخلايا السرطانية تفقد مستقبلات الإستروجين في فئران المختبر. ولأن العمل على فئران المختبر يستهلك الوقت والجهد والمال مما دفع الباحثين للبحث عن نموذج آخر يحتاج لوقت وجهد أقل، قام الباحثون بتطوير نموذج ورمي ثلاثي الأبعاد لسرطان الثدي لدى الإنسان يحاكي التطور الذي يحدث للخلايا واختفاء مستقبلات الإستروجين التي كانت ظاهرة على سطحها. ووجد الباحثون باستخدام النموذج ثلاثي الأبعاد أن زيادة إنتاج البروتين "14-3-3τ" تؤدي إلى زيادة في "مستقبلات الإستروجين" من النوع "ERα36" ويتبع هذه الزيادة اختفاء مستقبلات الإستروجين. وحسب الدكتور "وي شين لن" فإن مجموعة معروفة من العوامل تلعب دورا في اختفاء مستقبلات الإستروجين بالخلايا السرطانية تتضمن هذه العوامل كلا من "14-3-3τ" و"ERα36′′ و"إيه كيه تي" (AKT) و"جي إيه تي إيه 3′′ (GATA3). ووضع الباحثون في هذا البحث خارطة الطريق التي تتفاعل فيها هذه العوامل، وقد أصبح لديهم فرصة لاختبار دور بعض الأدوية في تثبيط هذا التفاعل، وبالتالي منع إخفاء الخلايا السرطانية لمستقبلات الإستروجين. امرأة من بين كل 12 تصاب بسرطان الثدي وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن امرأة من بين كل 12 تصاب بسرطان الثدي في مرحلة ما من حياتها. ويكون السرطان في المراحل المبكرة من نشوئه ساكنا في موضعه. وتضيف المنظمة أنه -مع مرور الوقت- تتطور هذه السرطانات اللابدة (المرحلة صفر) وتغزو أنسجة الثدي المحيطة (سرطان الثدي الغزوي) ثم تنتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة (النقيلة بالقرب من الورم) أو إلى أجهزة أخرى في الجسم (النقائل البعيدة). وإذا توفيت امرأة من جراء سرطان الثدي، فيعزى ذلك إلى النقائل المنتشرة. ويمكن أن يكون علاج سرطان الثدي فعالا للغاية، خاصة عند الكشف عن المرض في وقت مبكر. وغالبا ما ينطوي علاج سرطان الثدي على مزيج من الاستئصال الجراحي والعلاج الإشعاعي والأدوية (العلاج الهرموني و/أو المعالجة الكيميائية و/أو العلاج البيولوجي الموجه) سعيا إلى علاج السرطان المجهري الذي انتشر من ورم الثدي عبر الدم. وهذا العلاج الذي يمكن من منع نمو السرطان وانتشاره، ينقذ الأرواح بالنتيجة. وقد حدث تقدم كبير في علاج مرض السرطان منذ 1980، وانخفض معدل الوفيات لدى مرضى سرطان الثدي بما نسبته 40% في بعض البلدان. أعراض سرطان الثدي والتالي الأعراض الأكثر شيوعا لسرطان الثدي: 1 – ظهور كتلة جديدة بمنطقة الثدي، ووفق مؤسسة حمد الطبية في قطر التي نقلت عن جمعية السرطان الأميركية، فإن الكشف عن وجود كتلة صلبة غير مؤلمة وغير منتظمة الأطراف يشير إلى أنها في الغالب الأعم ورم سرطاني، غير أن سرطان الثدي قد يكون مؤلما باللمس، رخوا أو مستديرا، وقد يكون مؤلما في بعض المناسبات النادرة، لذلك يصبح من المهم اللجوء لطبيب الرعاية الصحية الأولية للفحص لدى ظهور أي كتلة أو تغيرات بالثدي. 2- تورم الثدي أو جزء منه (حتى في حالة عدم الإحساس بوجود كتلة). 3- "تهيج جلد الثدي" (Skin irritation) أو "تنقير" (dimpling). 4- انحسار حلمة الثدي إلى الداخل. 5- احمرار وتقشر منطقة الثدي. 6- "زيادة سماكة حلمة أو جلد الثدي" (thickening of the nipple/ breast skin). 7- ظهور إفرازات من خلال حلمة الثدي (غير إفرازات الحليب). 8- قد ينتشر السرطان -في بعض الأحيان- إلى العقد الليمفاوية بمنطقة الإبط أو منطقة الترقوة، ويتسبب في ظهور كتلة أو تورم في تلك المناطق، حتى قبل أن يصبح الورم الأصلي بنسيج الثدي كبيرا للحد الذي يمكن تحسسه. ويجب، كذلك، إخطار الطبيب بأي تورم يحدث بالعقد الليمفاوية. المصدر: الجزيرة.