يجري حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) مناورات جوية للردع النووي تحت اسم "ستيدفاست نون" (Steadfast Noon)، أو ظهيرة الصمود، في قاعدة كلاين بروجيل الجوية ببلجيكا. وتجرى هذه التدريبات سنويا ولكنها تتزامن هذا العام مع تحديثات مهمة في القواعد النووية في جميع أنحاء أوروبا، وسط مخاوف من استخدام روسيا السلاح النووي في حربها على أوكرانيا. وفقًا لحلف الناتو، ستضم المناورات 14 دولة وما يصل إلى 60 طائرة، تتضمن الجيل الرابع من طائرات "إف-16" (F-16)، بالإضافة إلى الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة "إف-35" (F-35). كما يشارك في التدريبات عدد من الناقلات وطائرات المراقبة. وقال قائد حاملة الطائرات الأميركية "بوش" الأدميرال دينيس فيليز "لن أتوقع ما سيفعله الرئيس بوتين. لكنني سأردد ما قاله قادة حلفنا وكذلك في الولاياتالمتحدة وهو أن الناتو في نهاية المطاف تحالف دفاعي وبالتالي سندافع عن كل شبر من أراضيه، وهذا أمر جوهري قاله رئيسنا وزير دفاعنا، ونحن نعني ذلك وسندافع عن دول الناتو". تنطلق تلك الرسائل شرقا مع كل تمرين يختبر جاهزية قدرات حلف شمال الأطلسي في الردع النووي. تقام تلك المناورات الجوية السنوية في أجواء شمالي غربي أوروبا وفوق بحر الشمال. قاذفات "بي-52" ومن المتوقع أن تشارك في المناورات قاذفات "بي-52" (B-52) الأميركية. تدريبات الأطلسي التي لا تتضمن استخدام أي قنابل حية، تجرى وسط عمليات تحديث مهمة في القواعد النووية في جميع أنحاء أوروبا. واللافت في الأمر أيضا أنها قد تتزامن مع تدريبات نووية سنوية تقيمها روسيا عادة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول من كل عام. وقد وضع الروس منظومة ردعهم النووي في حالة تأهب قصوى في مطلع حربهم على أوكرانيا، ثم أقدم حلف الناتو سريعا على خطوة مماثلة قبل نحو 7 شهور. منذ ذلك الوقت، تتصاعد المخاوف من تحقق أشد السيناريوهات سوءًا، حتى إن من الساسة والقادة العسكريين من يسارع إلى مقارنة الترسانة النووية لكل من روسيا ودول الناتو. ومنهم من يسأل عمن الأقوى في حرب الردع النووي، بل والأقدر على الصمود إذا نشبت حرب نووية. وحتى الحين لا مؤشرات بعد على أن الرئيس فلاديمير بوتين سيستخدم سلاحا نوويا تكتيكيا محدود الانفجار في أوكرانيا. لكن حلف الأطلسي يؤكد بقاءه يقظا بشأن قدرات روسيا النووية. ومن جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن واشنطن ملتزمة بالدفاع عن كل شبر من أراضي حلف الناتو. وأعرب أوستن خلال استقباله نظيره الإستوني هانو بيفكور عن شكر بلاده لإستونيا على تقديمها معدات عسكرية ومساعدتها في التدريب بأوكرانيا، والتزام الحلفاء والشركاء بدعم حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، وتأثير ذلك في التقدم الذي أحرزه الأوكرانيون في هجومهم المضاد. من جهته، عبر وزير الدفاع الإستوني عن امتنانه للمساعدة الأمنية الأميركية طويلة المدى التي ساعدت في تسريع تطوير قدرات إستونيا العسكرية. كما أشاد بتعزيز الانتشار الدوري للقوات الأميركية في دول البلطيق. المصدر: الجزيرة.