هوية بريس-متابعة يصادف شهر شتنبر انتهاء العطلة الصيفية، وبداية العام الدراسي، واستئناف العمل، ولكنه يبصم أيضا على عودة الاختناقات المرورية التي لا نهاية لها، ولا سيما في مدينة الدارالبيضاء التي تعيش منذ الخامس من شتنبر الجاري، على وقع حفل صاخب نجمه أبواق السيارات، وضجيج يصم الآذان واكتظاظ مروري خانق يدل على دخول مدرسي محموم في العاصمة الاقتصادية. هكذا، وبعد حوالي شهرين من الهدوء، تعود المدينةالبيضاء مرة أخرى إلى ازدحامها المعتاد، بفوضى خانقة وحركة مرورية جنونية تزداد حدة خلال ساعات الذروة. ولعل الأشغال الجارية في عدة محاور رئيسية بالمدينةالبيضاء، منها على الخصوص نفق الزرقطوني/الحسن الثاني، وشارع محمد السادس وعبد المؤمن، تزيد بدورها من حدة الوضع وتتسبب في اختناقات مرورية كبيرة، رغم أن هذه الأشغال ستعود بالنفع لا محالة على الساكنة بمجرد انتهائها. وبين العودة إلى المدارس، والأشغال، والضغط ، أصبحت حركة المرور في الدارالبيضاء أكثر صعوبة وتعقيدا، حيث يجد سائقو السيارات أنفسهم غير قادرين على الحفاظ على هدوئهم وتحمل هذا الضغط الكبير. وبسرعة البرق، كل شيء يصبح جائزا (عدم احترام علامات الوقوف وإشارات المرور، السير في الاتجاه المعاكس، التجاوزات الخطيرة، وغيرها). شارع الزرقطوني القلب النابض للعاصمة الاقتصادية، يعد أحد المحاور الرئيسية التي تشهد جزءا كبيرا من حركة سير السيارات بالمدينة، لقربها من عدة مؤسسات تعليمية. ومن أجل ضمان حركة مرور سلسة وتطبيق صارم لقانون السير، تتواجد شرطة المرور في مختلف نقاط هذا المحور المركزي. وبهذا الخصوص، عبد الفتاح التجاني قائد مرور منطقة البيضاء-أنفا، شاركنا مختلف الإجراءات المتخذة لجعل حركة المرور على الطرق أكثر سلاسة وانسيابية. وفي هذا السياق، أبرز السيد التجاني أن شرطة المرور تضطلع بدور كبير وفعال في تدبير حركة السير والجولان خاصة في المحاور الرئيسية ونقط التحريف التي تعرف حركة كبيرة، من أجل ضمان حركة سلسة وانسيابية، وتوفير فضاء طرقي آمن ومشترك، حيث يحترم الجميع قانون السير. وأشار السيد التجاني في تصريح ل(M24) القناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى حركة السير الكثيفة خلال شهر شتنبر الذي يتزامن مع فترة الدخول المدرسي، خاصة خلال ساعات الذروة. من جهة أخرى، سلط الضوء على الضغط الذي تعرفه حركة المرور على مستوى وسط المدينة خلال الدخول المدرسي، مبرزا في المقابل أنه خلال الفترة الصيفية يشهد الشريط الساحلي إقبالا وضغطا مروريا أكبر. وأوضح أنه "لهذا، يتم توفير العناصر الكافية على مستوى نفق شوقي، في كل من مقدمة النفق التي تعتبر نقطة الدخول، ونقطة تقاطع شارع الزرقطوني وأكادير، لتوفير موازنة للسير والجولان"، مبرزا أن حركة المرور تتم على جانب واحد فقط من النفق بسبب الأشغال الجارية. وأبرز في هذا السياق، أن شرطة المرور بعين المكان تعمل على موازنة حركة المرور، من خلال التناوب بين اتجاه الدخول والخروج، مؤكدا أن ذلك يتم بتنسيق تام بين أفراد شرطة المرور في الجانبين ووضع الحواجز والعلامات وإشارات التشوير لتسهيل العملية على السائقين وتوضيح المسار الصحيح للسير لضمان سلامة المواطنين. وأضاف "نحن نعمل على توفير القدر الكافي من الموارد اللوجستيكية والبشرية على مستوى النقاط المحورية، بهدف ضمان تنقل سلس وآمن للمواطنين، على الرغم من التحديات المتعددة". هذه المرة، على مستوى المدار المركزي، نقطة التقاطع بين شارع الزرقطوني والروداني، والتي تعتبر واحدة من أهم مدارات الدارالبيضاء-أنفا التي تعرف حركة سير كبيرة، إذ تطل على الأحياء الرئيسة بالمدينة باتجاه الساحل؛ عين الشق، ووسط المدينة وأيضا باتجاه المطار، حيث أكد قائد السير وجود ضغط شديد على هذا المحور الطرقي، خاصة خلال ساعات الذروة. وأوضح أنه لهذا الغرض يتم تدبير السير والجولان على مستوى هذه النقطة تحت مراقبة قاعة القيادة والتنسيق، مشيرا إلى أن الكاميرات المثبتة على مستوى المدار تسمح بتحديد المناطق التي قد تتشكل فيها اختناقات مرورية. وأشار إلى أنه "يتم كل صباح عقد جلسة إحاطة مع قائد المجموعة الولائية للسير الطرقي لتحديد النقاط والمحاور التي يجب الاشتغال عليها، وضمان وجود عناصر الشرطة منذ الساعات الأولى من الصباح، مع مراعاة أوقات الدخول والخروج من الفصول الدراسية، بهدف تأمين حركة سير سلسة وانسيابية لفائدة المواطنين الذين يذهبون بأطفالهم إلى المدرسة أو الذين يتوجهون إلى مقرات عملهم". من جانبها، أشارت فاطمة الزهراء شابة من الدارالبيضاء إلى أن الازدحامات المرورية في المدينة أصبحت مألوفة، وأن الدخول المدرسي جاء ليفاقم هذه الظاهرة المرهقة، مبرزة اشتياقها إلى فترة الصيف التي كانت أكثر هدوءا. كما أعربت المواطنة الشابة عن أملها في تخفيف الازدحامات المرورية بعد انتهاء الأشغال الجارية، وبدء اشتغال خطوط الترامواي والباسواي الجديدة، داعية الساكنة البيضاوية إلى تجنب استخدام السيارات قدر الإمكان لأجل تخفيف الازدحام في المدينة. وفي السياق نفسه، وصف مصطفى وهو متقاعد من الدارالبيضاء، حركة السير في العاصمة الاقتصادية بالخانقة، خاصة خلال فترة الدخول المدرسي. وفي هذا الصدد، دعا ساكنة الدارالبيضاء إلى استعمال وسائل النقل العمومية بدل السيارات، مشيرا إلى أن هذا الأمر من شأنه تقليص الازدحام على الطرق وتوفير تكاليف الوقود وتفادي الإجهاد اليومي.