الآن فقط استمعت إلى كلام ذلك الشخص في إذاعة ميد راديو الذي تحدث عن الحملة ضد رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش؛ للأسف لا أتابع التفاهات والتافهين؛ وهذا يجعلني أتأخر كثيرا في الاطلاع على الجانب المظلم من بلدنا؛ جانب التفاهة. بكل صراحة صدمت. نعم. صدمت. هذا شيء خطير جدا. كيف يصل الأمر بهذا الوقح إلى حد تهديد المغاربة والقول بأنهم معروفون واحدا واحدا وسوف تطالهم المتابعة؟؟؟ هذا إرهاب في حق المجتمع؛ ولا يكفي الاعتذار بل يجب محاكمة هذا الشخص. هذا عينة من حالة مرضية موجودة في مجتمعنا. لا أعتقد أن السيد رئيس الحكومة يريد هذا المستوى المنحط من البشر؛ ولا أعتقد أن هذا الشخص مدفوع من جهة معينة؛ فنحن نؤمن بأن هناك من يريد أن يعرض نفسه للبيع لذلك عليه أن يلبس أحسن الثياب ليكون مرغوبا؛ وأحسن الثياب سب المغاربة والوقوف ضد الحملة والحماس الأحمق. لكننا نعرف أن من يعرض نفسه للبيع يعرف جيدا أن هناك من يدفع. المطالبة برحيل رئيس الحكومة حق للمواطنين. رفع هذا الشعار ضد الكثير من الوزراء الأولين. رفع ضد عبد الرحمان اليوسفي في الصحافة والشارع وأمام البرلمان بسبب الحفل الذي أقيم للبصري؛ ورفع ضد عباس الفاسي؛ وكان ذلك قبل مواقع التواصل الاجتماعي. وحين ظهرت مواقع التواصل رفع ضد بنكيران والعثماني؛ واليوم يرفع ضد أخنوش؛ فأين المشكلة؟. نحن نعيش ردة خطيرة على الحرية والديمقراطية؛ بل الأكثر من ذلك أننا رجعنا إلى الوراء كثيرا وصار بعضنا يقبلون أن يكونوا خرافا ترعى. وما يثير الحسرة أن هؤلاء ليس لديهم أي مبرر. عندما أرى عضوا في حزب رئيس الحكومة يهاجم الحملة أتفهم الأمر؛ لأنه يدافع عن حزبه؛ ولديه مصلحة سياسية؛ ولكن هؤلاء يوجدون خارج الحزب؛ وأي مصلحة يدافعون عنها؟ والأكثر من هذا أننا لم نسمع لحد الآن مسؤولا في الأحزاب المشاركة في الحكومة يخوض في الموضوع؛ الأمر الذي يطرح تساؤلات مريبة. لقد ظهر بوضوح اليوم أن الكثيرين ممن يقفون ضد حق المواطن في الاحتجاج على رئيس الحكومة مرضى فعليا وبحاجة إلى علاج. ليس المرض أن تنادي بالعلاج؛ المرض أن تتعايش مع المرض. كنا نخاف أن يصل الإسلاميون إلى السلطة فينقلبوا على الديمقراطية؛ لكن اليوم أصبح خصومهم هم من يفعل ذلك.