(بوجلود) يسمى بالأمازيغية (بلماون) أو (تموكايت) يأخذ شخص جلود التيس يشقها ثم يغطي رأسه بالرأس مع القرنين وهو الذي يلعب دور (بلماون). وفق قرية (إسكتان) فقد كان هناك رجلان قرب ضريح فرأيا نساء من الأشراف يدخلنه، فلحقا بهن واغتصبا من كن فيه داخل الضريح فمسخهما الله إلى (بلماون) ثم أصبح يظهر (بلماون) مرة في السنة. بينما قرية (تمزكيدا) ترجع الأمر إلى رجلين تنكرا بلبس الجلود ودخلا على نساء من الأشراف في زاوية فمسخا من وقتها والتصقت الجلود بهما.[راجع: الضحية وأقعنتها.عبد الله حمودي.ص 129]. يخرج هدا المسخ في الطرق ويضرب كل من مر به، ولا بأس أن يعترض طريق امرأة ويكلمها كلاما جنسيا مهما كان سنها ولا أحد يصدمه الكلام! بل يصل الأمر في مناطق أخرى إلى خطف النساء من أزواجهن لأنه رجل يريد زوجة رجل آخر ! في هذا اليوم يمكنه الدخول إلى أي بيت رغب فيه لا يمكن لأحد أن يمنع.[ص:85]. دخول المسخ لا يُصد، ويمكنه التلفظ بالكلام الفاحش للنساء، طبعا فالرجال مطالبون بالابتعاد هدا اليوم سواء بالخروج من القرية أو الانزواء في مكان بعيد حتى لا يتعرض أحدهم للاستهزاء وفضح أموره الجنسية أمام الجمهور.[ص96]. ويذكر الكاتب أنهم مُنعوا من الدخول لكونهم رجال، فكلفوا امرأة من فريقهم وتعرضت هي أيضا للشتم. راجع هامش رقم 9 [ص 100] كما أنه ذكر موقفا لتهديد رجل نستحي من ذكره. المسخ يلحق بالنساء ممن صعدن إلى الأسطح ولا يتورع في الإمساك بهن ولمسهن في الكتفين والصدر. ويسمعن الكلام الفاحش من سب وقذف ونعوت يستحي المرء من ذكرها [ص:98]. تبدأ المسوخ بالرقص ويصنع الشباب دائرة تدخلها النساء للرقص غصبا، قد تنجح الفتيات في الهروب من هذه الحلقة لكن سرعان ما يتم اللحاق بهن ويرجعوهن غضبا إلى الحلقة. وقد وتوقفت في بعض المناطق عن هذه الاحتفالات لما جرت إليه من خلافات واضطرابات جراء هتك الأعراض [ص85]. هذا الاحتفال هو مسخ ومسخرة واستغلال لجهل الناس أو لضعفهم، فهنا من لا يرغب فيه ويفرض عليه فرضا ولا يمكنه الاعتراض، كما صرح غير واحد وخاصة من حفظة القرآن. كل ما ذكرناه هو ما أمكننا الحديث عنه، وإلا فتوجد أمور محرجة يستحي المرء من ذكرها، من كلام فاحش مع النساء وهتك للأعراض وإذلال للرجال، وكذا معتقدات فاسدة كالمسخ والخوف من اللعنة والأصول الفاسدة وغيرها.. وكل هذا مفضوح في كتاب : [الضحية وأقنعتها، بحث في الذبيحة والمسخرة في المغرب. عبد الله حمودي. ترجمة عبد الكبير الشرقاوي]. واليوم تروج تلك الوجوه المشوهة تعنف الناس وتعترض سبيلهم بالكلام الفاحش والتحرش بالنساء. وكل هذا تحت مسمى التراث! وقد قرأت لمن يعتذر بأنها ممارسات فردية، وهي في الحقيقة أصل من أصول الاحتفال. (https://bit.ly/3RuqQz4). هربوا من التراث الفقهي إلى التراث الخرافي. {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير}.