هوية بريس- ذ.عبد الله العلوي* تعرف الهند انتفاضة عارمة من طرف المسلمين الهنود الذين يتجاوز عددهم 300 مليون مسلم ومسلمة، ضد الخطاب المسيء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام من طرف الناطق الرسمي لحزب بهارات جاناتا، ورغم عزل هذا الناطق من طرف حكومة ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي الذي قاد عندما كان كبير وزراء ولاية كوجرات مسلسل العداء ضد الإسلام حيث قتلت القوات الهندية 1200 مسلم، وعلى إثر ذلك منعت الحكومة الأمريكية منحه تأشيرة الدخول إلى الولاياتالمتحدة لمعاداته للحرية الدينية، وفق الفصل 12 من قانون الحريات الأمريكي الذي يمنع أعداء الحرية الدينية من دخول الولاياتالمتحدة، لكن الدنيا والسياسة مصالح، فسرعان ما ألقت واشنطن هذا المرسوم بعد أن فاز حزب مودي بالانتخابات في 2014 و2018، بل فاز بثلثي أعضاء مجلس النواب الهندي، مما سمح له بتعديل الفصل 370 من الدستور، وإلغاء الوضع الخاص لولاية كشمير الذي كان ينص عليه الدستور الهندي الموضوع سنة 1950، وهي الولاية الوحيدة التي شكل المسلمون 80% من مواطنيها. كما قام نفس البرلمان الهندوسي بإلغاء يمين الطلاق، وبذلك تدخل في حياة الطائفة الإسلامية التي تشكل 20% إلى 25% من مواطني الهند، وأيضا قام بنفس البرلمان بإصدار قانون يمنح الجنسية لكل هندوسي من بلد آخر. وكل هذه القوانين كانت ضد المسلمين الذين يشكلون العدد الأضخم من مواطني الهند، بالإضافة إلى أقليات مسيحية وسيخية وبوذية لا تشكل نفس التأثير الذي يشكله المسلمون، ويبدو أن حزب بهارات جانات أو شعب بهارات وهو اسم يقول متطرفوا الهندوس أنه الاسم الحقيقي للهند، وهو الاسم الذي أصر عليه جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند، وزعيم حزب المؤتمر 1947 -1964، ووالد أنديرا غاندي رئيسة الوزراء 1966 – 1984 والتي قتلت اغتيالا، كما اغتيل المهاتما غاندي في 1948 في نفس الصراع بين الهندوس والمسلمين، وقتل راجيف غاندي في 1991 رئيس الوزراء الهندي 1984-1989 ونجل أنديرا غاندي في إطار الصراع في سريلانكا الممتد للهند. وبالتالي تمت تصفية حزب المؤتمر، الحزب القائد لاستقلال الهند وواضع دستور العلمانية والفدرالية والتعددية، وبعد الصراع داخل حزب المؤتمر الذي بدأ في أواخر السبعينات بدأت بوادر إنشاء حزب جاناتا الذي أسس أحزابا صغيرة طائفية في أغلب ولايات الهند، ورغم أن الشعب الهندي خاصة النخبة شككوا في نوايا جاناتا، إلا أن حزب جاناتا الذي بدأ ب 3 نواب في البرلمان عام 1982، صار له مئة عضو في انتخابات 1985، وقام بنشر ثقافة الهند للهندوس، وأن المسلمون لهم بلد آخر هو باكستان التي انفصلت عن الهند عشية الاستقلال في 1947، ومع تواجد المسلمين في كل نواحي البلاد و الحياة الاقتصادية ونضالهم ومؤسساتهم المهنية والتعليمية وقدرتهم على المواجهة، فإن حزب جاناتا جمع العصابات ، ومن خلال تنظيماته الفرعية أسس أحزابا أشبه بالمافيات، وانخرط فيه عدد هائل من الأفراد والجمعيات وعلى رأسها المجلس العالمي الهندوسي R.S.S وهو تنظيم مغلق، ويعتبر قادته المنظرين لحزب جاناتا الحاكم في الهند، فقد عرف هذا الحزب انخراطا وصل إلى 100 مليون منخرط يضم ذوي المصالح والانتهازيين والمافيات وأعداء العقائد الأخرى في جميع المجالات بما فيها السينما وهي إحدى الصناعات الهامة في الهند. وكان هذا الحزب قبل ذلك قد قام بتدمير المسجد البابوري سنة 1992 الذي شيده السلطان محمد في 1528 في مدينة أيوديا. وكانت سيارة زعيم حزب جاناتا آنئذ وزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء أدفاني في مقدمة الغوغاء الذين دمروا المسجد وأصدرت المحكمة العليا قرار بناء مسجد ومعبد هندوسي على المسجد القديم، لكم لم يبنى سوى المعبد الذي يزعم جاناتا أو ولادة الإله رام كانت في مكان المسجد، ليس الأمر يتعلق فقط بمعاداة المسلمين في الهند، فهناك أحزاب إقليمية مثل شيڤ سينا وغيره يدعون للهند الهندوسية، وهي نفس الدعوة في الكيان الصهيوني لدولة يهودية، وقد أبرمت الهند بقيادة حزب جاناتا اتفاقيات عسكرية ونووية هدفها باكستان والخليج العربي، كما تم وضع قمر اصطناعي للتجسس على منطقة الخليج العربي وإيران وباكستان من طرف دلهي وتل أبيب، ومما شجع حزب جاناتا على ذلك الوهن والفرقة والخلافات المنتشرة في العالم الإسلامي والدعوة إلى الإقليمية وفساد النخب الاقتصادي وتشجيع الطابور الخامس على محاربة العقيدة، هذا الوهن الذي لم يشجع فقط هندوس حزب جاناتا، بل كل أعداء الإسلام فضلا عن العروبة. طموح الهند والهند دولة نووية منذ 1974، ومساحتها 3.287.263 كلم 2، وعدد سكانها حوالي مليار ومائتا مليون نسمة، وتتألف من 28 ولاية، وحوالي 70 % من مواطنيها هندوس والباقي مسلمين ومسيحيين وبوذيين وسيخ وزراديشت، وتتميز بنمو اقتصادي 8%، ولها نزاع وصراع وحروب عسكرية مع الصين خاصة في أعوام 1958 و1962 عندما استولت الصين على 35 ألف كلم 2 ، كما تطالي بولاية الهند "ارونال براديش" باعتبارها أرضا صينية استولى عليها الانجليز أثناء تواجدهم في المنطقة، مما أدى إلى استقبال الهند لزعيم التبت، وتعتبر الهند الصين عدوها الأكبر، ولها اتفاقات سرية لمحاصرة الصين مع واشنطن وطوكيو، وبعد التفجير النووي الصيني في 1964، أسست الهند مركزها النووي، وأسس الباكستانيون المعهد النووي برآسة الراحل عبد القدير خان، مما أدى إلى تفجير باكستان لخمس قنابل نووية بعد تفجيرات نووية هندية في 1998. وقد دخلت باكستان والهند حروبا خلال سنوات 1948 و1965 حول كشمير و1971 حول بنغلاديش، عندما تدخلت الهند في الحرب الأهلية بين باكستان الغربية والشرقية التي تحولت إلى بنغلاديش بعد التدخل العسكري الهندي الذي حضي بمساندة الغرب، بالإضافة إلى حروب صغيرة في كارجيل على جبال الهمالايا ومناوشات أقل أهمية ، وتطمح الهند إلى التحول إلى دولة كبرى أسوة بالصين وإلى مقعد دائم في مجلس الأمن وتساندها واشنطن خصوصا أن الولاياتالمتحدة أبرمت معاهدة 2008 لتأهيل البرنامج النووي الهندي المدني، مما يوضح أن واشنطن تكيل بمكيالين حتى في نشر السلاح النووي. وقد استعانت الهند –بضغط من واشنطن- باليابان التي تكلفت بتأهيل البرنامج النووي المدني الهندي، كما تنازلت طوكيو عن قاعدتها في جيبوتي على البحر الأحمر لصالح الهند، والتي حولتها دلهي إلى قاعدة عسكرية لمراقبة البحر الأحمر التي تطل عليه مصر والمملكة العربية السعودية والصومال وعلى مقربة من المحيط الهندي، علما أن بحر جيبوتي قد يتحول إلى محيط في الألفية الثالثة، كل ذلك والمسلمون يحاربون أنفسهم ويمنعون بعضهم بعضا من امتلاك أسباب القوة والحياة والمواجهة وعلى رأسها الصاروخ البالستي والقنبلة ويشجعون أعداءهم على امتلاكها كالكيان الصهيوني والهند … وغيرهما في عالم لايرحم ولايحترم إلا القوي. لقد أبرمت الهند والكيان الصهيوني عدة اتفاقيات منها الاتفاق الاستراتيجي خلال السبعينيات من القرن الماضي، كما زار ناريندرا مودي للكيان الصهيوني وهي اول زيارة لمسؤول من هذا المستوى، وتم إبرام اتفاقيات عسكرية مع شركة ثاتا الهندية الصانعة للسلاح، ومنذ بدأ العلاقة بين الهند وتل أبيب وقد وصلت عدد الاتفاقيات إلى 300 اتفاقية. وانتقل التبادل الاقتصادي من 36 مليون دولار في 29 يناير 1992 تاريخ الاعتراف الهندي بالكيان الصهيوني حيث وصل حاليا إلى 4 ملايير دولار، خاصة في ميدان الأسلحة والصواريخ والعداء المشترك لباكستان كدولة نووية، وبالضرورة أي طموح نووي لقوة عربية أو إسلامية، وكان أول اتفاق مخابارتي بينهما في 1963 وزيارة الجنرال الهندي جيث سينغ في 1971 إلى تل أبيب وزيارة شمعون بيريز لدلهي في أبريل 1993 ، وزيارة شارون في 2003، كما تم نقل يهود الهند إلى الكيان الصهيوني حيث يعملون في ميدان الأمن والجيش ضد الشعب الفسلطيني. الإسلام في الهند قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام " عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية يستعط به من العذرة، ويلد به من ذات الجنب " . ويقصد الرسول عليه الصلاة والسلام عود الكسط أو القسط الهندي، مما يدل على أن الهند كانت معروفة، ولديها علاقة تجارية مع جزيرة العرب. وأن الرسول عليه السلام كان على معرفة جيدة بها، حتى في ميدان الأدوية. وقال الشاعر كعب بن زهير في مدحه عليه السلام إن الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول في هذا البيت قرن كعب بين نور الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والسيف أو الحديد الهندي. وقال أبو الطيب المتنبي: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند وليست كلمتا القسط والمهند فقط اللتان دخلتا اللغة العربية، بل كلمات عديدة مثل: هند، و "برمك " التي تعني " رئيس " في الهندية، " بهار " التي تعني توابل، وشطرنج وهي كلمة معروفة، وقد انتقلت من العربية إلى اللغات الأخرى، والفوطة، وكشري، وغيرها من الكلمات القديمة والحديثة. وهذا راجع إلى العلاقة العربية / الهندية التي تعود إلى مئات السنين قبل وبعد الإسلام، وإلى التجارة التي ترسخت بين شبه القارة الهندية والجزيرة العربية. أما بعد الإسلام فإن العلاقة العربية / الهندية تطورت بشكل كبير، خصوصا بعد حكم المسلمين للهند 1193-1857. وفي العصر الحديث بعد ظهور حركة عدم الانحياز، ومن خلال كتاب جواهر لال نهرو" لمحات من تاريخ العالم "، والذي أشار فيه إلى مجمل الدول العربية، تتضح المعرفة العميقة للهنود بالعالم العربي. الفتح العربي الإسلامي للهند لم يكن التواجد الإسلامي مبنيا على الفتح فقط، بل لعب التجار العرب المسلمون دورا هاما في نشر الإسلام، بالإقناع والقدوة الحسنة، مع الإشارة إلى كون الجزيرة العربية كانت تربطها علاقة تجارية واسعة بالهند، في مرحلة ما قبل الإسلام، وذلك راجع لقرب المنطقة، وكون الهند تقع في الجانب الغربي على بحر العرب. فقد تواجد المسلمون في الهند بالكجرات وفي السند، وإن كان هذا التواجد شبه رمزي يتمثل في بناء بعض المساجد. إلا أن الوجود الإسلامي كسلطة في الهند، لم يبدأ إلا بعد المرحلة التالية لسنة 38 هجرية ( 659 م ). عندما جهز الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، حملة لفتح بلاد الهند للإسلام، ومن المعروف أن الإمام علي كرم الله وجهه تزوج سيدة من مناطق السند، بعد وفاة فاطمة الزهراء رضي الله عنها كريمة الرسول عليه الصلاة والسلام ، والتي اشتهرت باسم الحنفية وأنجبت له ابنه الفقيه الجليل محمد ابن الحنفية رضي الله عنه-. وقد كانت هناك حملة قبلها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في عام 23 هجرية (644) وكلتا الحملتين لم تعرف استقرارا وتواجدا مستمرا. لكن الوجود الإسلامي الأهم بعد هذه المرحلة، كان الحملة التي قادها محمد بن القاسم الثقفي، بتكليف من والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي كان قد تولى ولاية العراق في عام 695 في خلافة عبد الملك بن مروان والوليد 711-715م والتي عرفت تركيز الوجود الإسلامي في السند على الأخص، وتم تأسيس حاضرة إسلامية هي مدينة المنصورة، وجاءت حملة السند هذه بعد صراعات بين المسلمين والهند، وصلت إلى درجة الاقتتال، مما انعكس سلبا وأدى إلى عودة الهندوس إلى المناطق التي سبق للمسلمين العرب السيطرة عليها. وقد لافت حملة محمد بن القاسم نجاحات هامة، وتمت السيطرة على عاصمة السند الملتان، وهي من أهم مدن السند آنئذ، وتم تأسيس قلاع عسكرية، وعرف الإسلام انتشارا نسبيا بين الهندوس والبوذيين، خصوصا أن الجيش العربي الإسلامي استعان بأبناء البلد في الحكم والتسيير الإداري. وفي سنة 715 توقف الفتح في مناطق السند على مشارف البنجاب وكشمير الحاليتين، ولا تعرف أسباب هذا التوقف على وجه الدقة، فالبعض يعزوه إلى عزل محمد بن القاسم الثقفي قائد الحملة المحنك، الذي استدعى في ظروف سيئة من طرف سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي الذي خلف الوليد بن عبد الملك في نفس السنة ، وكان الخليفة الأموي سليمان يكن عداءا خاصا للحجاج وأهله، ورغم أن الفرد قد تكون له أهمية في بعض الأحيان. فإن عزل محمد بن القاسم من قيادة الجيش العربي الإسلامي في الهند ليس السبب الوحيد، فالحملة واجهت صعوبات جغرافية أمام جبال كشمير وواجهت أيضا تناقض مراكز القرار والتكاليف الباهظة والصراع واختلاف القرارات باختلاف الخلفاء في مركز السلطة في دمشق، الشئ الذي انعكس على الحملة التي اكتفت بالتواجد في بعض المدن الصغيرة، وأهمها مدينة المنصورة، والتعايش القلق مع الهندوس بطوائفهم. ومع الأسف فرغم كل هذه الظروف فإن الذي عرقل الفتح هو صراع المسلمين فيما بينهم، الذين كانوا يدينون بالولاء لبني أمية، وكان الخلفاء في دمشق يعينون أمير المنطقة، وكان الأمير منصور الكلبي آخر الأمراء الأمويين، ودخلت المنطقة في صراعات بعد تولي العباسيين السلطة، وانتقال مركزها إلى بغداد، وكانت الإمارة السندية الإسلامية تناضل في شروط صعبة، خارجية وداخلية وفي وسط عدائي، وجاءت نهاية هذه الإمارة العربية في عام 1155 إلا أن المسلمين الغزنويين وقبل 1155 والقادمين من أفغانستان الحالية وكذلك الغوريين، الذين خلفوهم في غزنة، قاموا بالمرحلة الثانية الأهم لفتح بلاد الهند للإسلام، وقد حاولوا المحافظة على علاقتهم الاسمية بالخلافة العباسية. وكان خلفاء بني العباس يبعثون بمراسيم التكليف لملوك الهند. وسوف نلاحظ أن حرص المسلمين الهنود على المحافظة على علاقتهم الاسمية بالخلافة في دمشق ثم بغداد سيمتد فيما بعد إلى المناداة بالارتباط بالخلافة في الاستانة، أي مع الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر، وأثناء الصراع ضد الاستعمار الإنجليزي والخلاف بين المسلمين الهنود حول البقاء مع الهند المستقلة عن انجلترا، بأكثريتها الهندوسية، أو تأسيس دولة جديدة والحنين إلى ماضي المسلمين في الهند، عندما كانوا في السلطة ومرتبطين ولو شكليا بالخلافة العباسية. كان تأسيس سلطنة دلهي الإسلامية أهم مرحلة من مراحل التوطين الإسلامي الدائم في الهند ومنطلقا لنشر الإسلام في باقي المناطق، رغم أن الانتشار الإسلامي، واجه صعوبات عديدة، فالسلطة الناشئة، واجهت عداءا من جيرانها أصحاب العقائد الأخرى، مع التذكير بكون الهند آنئذ، كان تحفل بدول، وإمارات قوية، تمتلك جيوشا ضخمة، و "دبابات" ذلك الزمان الفيلة، بالإضافة إلى الصراعات على السلطة بين المسلمين أنفسهم، داخل المؤسسة الحاكمة في السلطنة، وقد عاشت سلطنة دلهي الإسلامية، حوالي 3 قرون 1193 – 1526 عرفت اتساعا في النفوذ وفي أراضي السلطنة مركزيا حتى البنغال، وتقلصا أحيانا في النفوذ والأراضي بما لا يتجاوز ضواحي دلهي، حتى أنه في مرحلة سنوات محمد شاه الأخيرة، في الحكم، وهو أهم إمبراطور هندي في هذه المرحلة، حكم ما بين 1320 – 1351 واتسعت إمبراطوريته شرقا وجنوبا وشمالا، في مراحل حكمه الأخيرة، كان المواطنون يتندرون قائلين " خوند عالم من دلهي إلى بالم " وهم يقصدون أن سيد العالم لا تتجاوز سلطته بالم، وهي ضاحية قريبة جدا من دلهي. لقد كان أهم مشكل داخلي واجهته السلطة الأولى، التي أطلق عليها من بعض المؤرخين، المرحلة الأفغانية، العداء المستحكم بينهم وبين إمارات الهندوس، والصراع الداخلي بين السلاطين وأبنائهم، ثم أعدائهم، واغتيالهم من طرف النخبة الحاكمة نفسها. وعانت السلطة أيضا من خوف مستمر، من أعداء خارجيين خاصة المغول، الذين هددوا السلطة بحملات كانت تواجه في السند، وأحيانا كانت سلاطين دلهي ينتقلون بأنفسهم لمواجهة هذه الغارات، التي اشتدت بعد غزو تيمورلنك لدلهي في 1398. وكان القرن الخامس عشر إيذانا بنهاية سلطنة دلهي، التي عانت ضعفا عسكريا واقتصاديا، انتهى بتولي المغول بصفة نهائية السلطة في دلهي، وبالتالي الهند الإسلامية في 1526 على يد بابر، الذي فشل من قبل في توطيد سلطته على دلهي. هناك مراحل حاسمة في تاريخ سلطنة دلهي الإسلامية الأولى، فمن 1193 تاريخ سيطرت قطب الدين أيبك على دلهي وقبلها في 1186 على لاهور، واغتيال شهاب الدين أو " معز الدين " في 1206 مما أدلى عمليا إلى استقلال الهند عن مركزها الغزنوي في أفغانستان. وبعد قطب الدين أيبك الذي توفى في 1216 ، تولى عرش السلطنة الوليدة شمس الدين التوتمش، الذي أسس عائلة حاكمة إسلامية في الهند. وحاول مواجهة مشاكل السلطنة المعقدة خلال العشرين سنة، التي جلس فيها على عرش السلطنة، إلى أن وفاته في 1236 أدت إلى صراع بين أبنائه على منصب السلطنة. المرحلة الأخرى الأهم، هي مرحلة السلطان علاء الدين، الذي أسس هو الآخر سلالة عائلية، لم تنجح في الاستمرار بعد وفاته ونفس الأمر كان مصير باقي العائلات، سواء ذات المنشإ التركي أو الأفغاني أو الهندي. والأمر راجع لكون مركز القرار السياسي والعسكري كان السلطان والمؤسستين الدينية والقضائية، التي كان موقفها أحيانا، يتعارض مع رغبات السلطة، إلا أن المؤسستين لم تكن لهما استقلالية عن شخص السلطان، الذي يستمد سلطته الإسمية من الدين ومن الخلافة العباسية، باعتباره حاكما باسم الخليفة أمير المؤمنين، وكان سلاطين دلهي الإسلامية وحتى أثناء غزوات محمود الغزنوي الذي أنعم عليه الخليفة العباسي بلقب يمين الدولة يرغبون في التعيين الخليفي لهم للخليفة العباسي، لأن ذلك يكسبهم حصانة ومكانة دينية زائدة، في مواجهة خصومهم من الإسلاميين. وكانوا أحيانا يبعثون بخراج وهدايا للخليفة في بغداد. ورغم الطابع الإسمي للتكليف الذي يبعثه الخليفة، فإن ذلك كانت له أبعاد معنوية، لدى سلاطين دلهي، يعطي شرعية للمجالس على عرش السلطنة. وقد حاول الفاطميون والإسماعيليون، الدخول على الخط بعد تأسيسهم دولة في مصر، والاتصال بالسلطنة عن طريق بعث خطابات تكليف، إلا أن مذهبية سلطنة دلهي الحنفية / السنية وكراهية خلفاء بني العباس للإسماعيلين، أدت إلى فشل الإسماعليين، في كسب ود سلاطين دلهي، بل إن جيوش السلطنة كانت تحارب وبشكل لا هوادة فيه أي نشوء لدويلة إسماعيلية، وبالتالي أي مذهب غير المذهب السني. وإذا كانت علاقة سلاطين دلهي الإسلامية مع المسلمين من غير السنيين على هذا الشكل فكيف كانت علاقتهم مع رعاياهم الهندوس؟. اختلف تعامل ملوك السلطنة مع الهندوس، وإن كان الطابع العام هو أن نفس المعاملة التي يلقاها الرعايا المسلمون، يلقاها الرعايا من الهندوس، ومع كون الوظائف السياسية في الأغلب كان يتولاها المسلمون، إلا أن أداء الواجبات المالية سواء كانت خراجا أو زكاة كان ملزما للجميع بها، كذلك المعاناة التي عاناها المسلمون، والمعارضون منهم خاصة كان يعانيها الهندوس أيضا. إلا أن هناك ملوكا تعاملوا مع الهندوس بشكل أكثر ودا وقربا، وأحيانا قلدوهم وظائف سامية، أما الخدمة العسكرية فكانت ملزمة لجميع الرعايا، من المسلمين والهندوس في جيش، يقوده المسلمون، وكان بعض المسلمين جنودا في جيوش الهندوس، وقد التقى ابن بطوطة ببعض المسلمين في عصابات وجيوش الهندوس، والمعارضين للسلاطين في دلهي ولاحظ وجود هندوس في جيش السلطنة، وأشار إلى أن الهندوس كانوا يستقبلون من طرف حرس السلطان، أثناء الاستقبالات الملكية بالقول " هداك الله "، وقد لاحظ أيضا أن محمد شاه عين أحيانا ولاة من الهندوس، رغم معارضة النخبة الإسلامية المكتومة6 . والمفاجأة التاريخية في سلطنة دلهي تولي سيدة منصب السلطان، وهي أول سلطانة في تاريخ الإسلام، إلا أن مصيرها كان مأساويا… لكن مصير السلاطين الذين جاءوا بعد السلطانة راضية بنت شمس الدين 1236 – 1240 لم يكن مختلفا عن مصير أول سلطانة مسلمة في التاريخ الإسلامي،فعدد كبير من السلاطين في هذه المرحلة تم اغتيالهم أو الإنقلاب عليهم. وكان عدم الاستقرار هذا وتوالي الأسر الحاكمة، واغتيال السلاطين، والانقلاب عليهم، والإفلاسات، التي عانت منها خزينة الدولة نتيجة لهذه الصراعات، واحتياج كل سلطان لأموال لشراء الأمم، وتجهيز الجيوش، وبالتالي إثقال كاهل الشعب والفلاحين على الأخص بالضرائب التي وصلت أحيانا إلى 50 % وهو الحد الأقصى المقبول شرعا في مذهب أبي حنيفة النعمان 700 – 767 م الذي أخذ به مسلمو الهند في غالبيتهم. إمبراطورية المغول الاسلامية وبنهاية سلطنة دلهي الاسلامية الأولى في 1526 توالى على الحكم بابر وهمايون، وجلال الدين أكبر، وجاهان كير، وشاه جاهان، ومحيي الدين محمد. خلال الفترة من 1526 إلى 1707 عادت الدولة الاسلامية إلى أيام مجدها رغم الصعاب، التي واجهتها، سواء من خلال الحروب، ضد الدول الإسلامية / الهندوسية التي استقلت عن دلهي، خلال المرحلة الأولى أو الخلافات داخل الأسر الحاكمة، ومما يلاحظ أن أباطرة الدولة المغولية لم يتعرضوا للاغتيال، أو الإعدام من طرف أقربائهم، أو النخبة الحاكمة، باستثناء حالة " شاه جاهان " وهي حالة ذات طبيعة تاريخية استثنائية، فقد حبس في أواخر أيام حياته إلى أن توفي. والملاحظة الأخرى أن السلالة الحاكمة، من بابر إلى محيي الدين وبعد 1707 تاريخ وفاة محيي الدين بقيت هي سلالة بابر حتى 1857 عندما نفي آخر أباطرة الهند الاسلامية ظفر شاه من طرف الإنجليز، إلى بورما حيث مات ودفن. لقد واجهت إمبراطورية الهند الإسلامية الثانية، بزعامة المغول معركتين حاسمتين: المعركة الأولى: عقائدية : ضد محمد جلال الدين أكبر الذي ابتدع ديانة جديدة وفرضها على الناس من مختلف العقائد وكانت ضد المسلمين أكثر مما هي ضد غيرهم. المعركة الثانية عسكرية وتتمثل في : الاستعمار الانجليزي من خلال شركة الهند الشرقية التي تأسست في 1600 وكانت اليد الاقتصادية التي تحولت إلى مدافع وبنادق لاحتلال الهند، وهي عبارة عن تنظيم استعماري يجند المرتزقة، ووسيلة لاستنزاف البلد. الاستعمار الإنجليزي لم يكن استعمار الهند يسيرا على انجلترا، فقد بدأ تواجد الإنجليز في موانئ البنغال، على الأخص حوالي نهاية القرن الخامس عشر، وتواجد البرتغاليون في بعض الجزر، خاصة " غوا " التي لم يطردوا منها إلا بعد استقلال الهند عن انجلترا. وكان تواجد الاستعمار الإنجليزي على أساس اقتصادي في البداية عن طريق شركة الهند الاقتصادية، التي تأسست في 1600 قبل وفاة جلال الدين أكبر بخمس سنوات، حيث كان رجال التبشير المسيحي، أو جهاز الاستخبارات الاستشراقية، هم طلائع شركة الهند الشرقية. ورغم أن المسيحية دخلت إلى الهند عن طريق أحد الحواريين، القديس توما في 54 م، إلا أنها لم تعرف أي انتشار، إلا بعد تواجدهم في البنغال، وانتصار الإنجليز في المعركة الأخيرة على الهنود في 1857، حين استطاعت الكنائس التي تأسست في أنحاء الهند استقطاب بعض الهنود، الذين بلغوا حاليا حوالي 20 مليون نسمة. وباستثناء المسلمين الذين رفضوا بشكل قاطع الاستعمار الإنجليزي، وأدى بهم ذلك إلى الإنزواء السياسي، والثقافي في البداية، فإن طوائف الهندوس خاصة السيخ، انضموا إلى الاستعمار البريطاني، لغة، ومؤسسات، و انخرطوا في سياسة المستعمر، الشيء الذي أدى بالانجليز المعادين للمسلمين خصوصا، إلى العمل على تدهور حالتهم الاجتماعية، و الاقتصادية، وإلى تدمير مؤسساتهم الثقافية، بل شجع الانجليز ظهور عقائد غربية، وسط المسلمين، مثل القاديانية التي أعلنت الولاء للإنجليز، و رفضت الجهاد ضدهم و كان تأسيس هذه النحلة عام. حزب المؤتمر و الجماعة الإسلامية في 1885 تأسس حزب المؤتمر الهندي، الذي ضم المسلمين و الهندوس، لكن الزعامة و التأسيس كانا بيد الهندوس، و أعلن حزب المؤتمر في البداية المطالبة ببعض الحقوق الاجتماعية، و الاقتصادية للهنود في وطنهم، و فيما بعد طالبوا بحكم ذاتي في مناطق معينة، في محاولة للتحرر الاقتصادي. استغل الانجليز الاقتصاد الهندي، أيما استغلال و منذ فشل ثورة 1857 و هم يستنزفون الهنود، بدعوى التعويض عن كل إنجليزي قتل، و عن مصاريف نقل الجنود، و إطعامهم، و دفع رواتبهم، و يعد ذلك بحساب ذلك الزمان مبالغ خيالية. و كان الإنجليز يلقبون الهند بتاج المستعمرات و لم يكتفي الاستعمار الإنجليزي، باستنزاف الاقتصاد والشعب الهنديين، بل تم الاستيلاء على الجواهر، واليواقيت، و الزمرد و بعضها لازالت تزين التاج البريطاني. و نظرا لعدم اهتمام الهنود بتراثهم، فإن الزائر لمتاحف إنجلترا، سيلاحظ بكثير من الذهول مدى السرقات الأثرية، التي تمت في الهند و غيرها، من طرف الإنجليز، و التي ملأت المتاحف البريطانية حتى أن كثيرا من الصناديق لم تفتح بعد. و خلال مرحلة الاستعمار، فإن مئات الآلاف من الإنجليز هاجروا من إنجلترا إلى الهند، و استوطنوها و أصبح الهنود في وطنهم في الدرجة الثانية و الثالثة بل كان لايجوز لهم الاقتراب من أحياء الأوربيين، و الأدهى أن الإنجليز لم يشجعوا أي تغيير في عقيدة الهندوس، خاصة تحسين وضعية المنبوذين، و تركوا الأمور على حالها حتى لا يخوضوا في عقيدة الهندوس، فيزيدوا المشكل تعقيدا و استفحالا. لكن الهنود الذين درسوا في أوربا والذين كانوا في 1935 حوالي ألف طالب في بريطانيا و الذين عاينوا أن الناس سواسية، رجعوا إلى الهند، و على رأسهم تشاند كارام غاندي 1869 1948 ليقودوا معركة الاستقلال، ثم إن المسلمين كطائفة عاشوا الصراع فيما بينهم، خاصة بين المدارس التقليدية التي رفضت أي تعامل مع الإنجليز، و بين عناصر المسلمين الأخرى، الذين أدى غيابهم وانعزالهم عن الساحة السياسية، والاجتماعية، إلى تهميش وتفقير المسلمين الهنود من الفئات الاجتماعية الشعبية، مقارنة بالهندوس وطوائفه، وكان السردار أحمد خان 1817 1898 المبادر الأول لتأسيس جامعة إسلامية جامعة عليكرة على أسس جديدة، لأن التطورات داخل الهند بعد 1885 ( تاريخ تأسيس الحزب الوطني الهندي ) أدت إلى نهضة داخل الهندوس. انخرط المسلمون في الحزب الوطني الهندي حزب المؤتمر، إلا أن انخراطهم لم يكن كثيفا، فالكثير منهم تشككوا من الغالبية الهندوسية في الحزب، ومن توليهم قيادته، وخلال العشرين سنة الموالية لتأسيس حزب المؤتمر، اختلف المسلمون فيما بينهم، حول فكرتين أساسيتين، فالبعض دعا إلى إنشاء تحالف مع الدولة العثمانية، التي كانت ولا زالت قوية، ويمتد نفوذها من آسيا إلى أوربا،. إلا أن هذا الطرح لم يكن عمليا، ومع انحسار نفوذ الدولة العثمانية ، لم تعد تلك الفكرة تطرح، وخلال سنة 1906 أسس المسلمون الجماعة الإسلامية التي كان هدفها الأول وضع تصور لوضعية المسلمين في شبه القارة الهندية، في مواجهة الطرح الهندوسي المتمثل في حزب المؤتمر، وفي مواجهة الاستعمار الإنجليزي الذي كان يهدف إلى البقاء أطول مدة، وذلك عن طريق فرق تسد، بين الطوائف الهندية ككل، وعلى الأخص المسلمين والهندوس، وعندما بدأت معركة استقلال الهند التي قادها " غاندي " بطريقته الخاصة، التي وجدت قبولا عاما من الهنود، وهي معركة النضال السلمي، والامتناع عن استعمال المنتجات البريطانية. ورغم أن المسلمين أسسوا الجماعة الإسلامية في 1906 التي كانت الحزب الأهم والمنافس لحزب المؤتمر، إلا أن بعضهم لم ينخرطوا فيها، وبقوا أعضاء في حزب المؤتمر، وعلى رأسهم مولانا أبو الكلام 1890 1958 أول وزير للتعليم في الحكومة الهندية الأولى، برئاسة جواهر لال نهرو 1947 1964 ، وكان أبو الكلام أحد الفقهاء الكبار في الهند وله كتب هامة في الفقه والقانون، وتوفي ولما يزل وزيرا للتعليم في 1958 ( وهو من مواليد مكةالمكرمة حيث كانت عائلته منفية ). لقد أعلن حزب المؤتمر عن طريق أدبياته، وخطابات زعمائه الكبار مثل غاندي ونهرو، أن الهند دولة مختلفة الثقافات والعقائد، وأن الحل في التعايش في دولة علمانية. لكن المسلمين رفضوا في أغلبيتهم هذا الطرح، باعتبار أن العلمانية فضلا عن كونها بالنسبة للهند ستترجم بسيطرة الهندوس، نظرا لغالبيتهم العددية حوالي الثلثين ولأن الانتخابات ستؤدي إلى نفس النتيجة، فإن العلمانية ماهي إلا إعلان كفر صريح. وكان شودرت علي المتوفى حوالي 1937 المبادر الأول إلى المطالبة بتأسيس وطن مستقل للمسلمين الهنود، وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية 1939 1944، لم يعد النضال ضد الاستعمار الإنجليزي، بنفس القوة، علما أن غاندي أعلن المساندة للإنجليز في حربهم ضد دول المحور، لكن المرحلة كانت أشبه باستراحة المحارب. فما إن أعلنت مدافع الحرب العالمية الثانية نهايتها حتى اندلعت معركة التحرير بقوة وبالخلاف بين الطائفتين الهندوسية والإسلامية، وكان المسلمون في 1941 في مؤتمر " لاهور " بقيادة محمد عي جناح، قاد أعلنوا اختيارهم دولة مستقلة عن الهند، الشئ الذي رفضه حزب المؤتمر، لكن الاستعمار الإنجليزي لم يعارض أو يؤيد أيا منهم، إلا أن الخلافات بين الطائفتين اشتدت، وأدت إلى مذابح بين الطرفين، وعندما أعلن الاتفاق على تأسيس دولتين شبه القارة الهندية، وموافقة لندن على استقلال الهند في 17 يوليو 1947، توج رسميا في 14 غشت 1947 باستقلال وإنشاء باكستان، وفي 15 غشت 1947 باستقلال الهند. وواكبت عملية الاستقلال مذابح وحروب بين الطائفتين، ذلك أن الاتفاق كان على أساس جغرافي / ديموغرافي فأماكن أغلبية المسلمين تنضم إلى الدولة الجديدة: باكستان، وأماكن أغلبية الهندوس تنضم إلى الدولة القديمة: الهند، وعانى المسلمون الذين تواجدوا في أماكن الهندوس مذابح رهيبة، وتشردت عائلات بأكملها، ولكون الهندوس شكلوا الأغلبية، فإن معاناة المسلمين كانت أشد والشهداء بينهم أكثر، وتشرد ملايين الأطفال، والنساء، حتى أن المسلمين الذين ظلوا ضمن الاتحاد الهندي بعد الانفصال أنشئوا عدة مؤسسات للبحث عن المشردين، وإيوائهم وضمهم إلى عوائلهم إن وجدوا. 06/06/2022. *باحث مغربي صدر له: الاسلام والمسلمون في الهند. ابن بطوطة في سلطنة دلهي الاسلامية. ابن بطوطة في الهند والمالديف. عالم بوليوود . العالم الأسيوي. وكتب أخرى.