يعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثاني أطول زعماء الكرملين بقاء في السلطة بعد جوزيف ستالين الذي ظل في الحكم طيلة 29 عاما. في عهد بوتين دخلت قوات روسية إلى إقليم كوسوفو عام 1999 لكنها خرجت سريعا، ثم غزت روسيا الشيشان في العام نفسه وسيطرت عليها وضمتها للاتحاد الفدرالي الروسي، واحتلت أجزاء من جورجيا عام 2008. وفي عهده أيضا، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، وهو الآن يخوض حربا أوسع في أوكرانيا لمنعها من الانضمام إلى الناتو. النشأة والعائلة 7 أكتوبر 1952: ولد فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين في لينينغراد (سانت بطرسبورغ لاحقا) التي شارك والده في الحرب العالمية الثانية دفاعا عنها. هو الابن الأصغر من بين 3 أطفال للوالد فلاديمير سبيريدونوفيتش بوتين (1911-1999) والأم ماريا إيفانوفنا بوتينا (1911-1998). سبقت ولادة بوتين وفاة شقيقين، فيكتور وألبرت، ولدا في منتصف الثلاثينيات. توفي ألبرت في طفولته وتوفي فيكتور بسبب الدفتيريا أثناء حصار القوات الألمانية النازية لينينغراد في الحرب العالمية الثانية. كانت والدة بوتين عاملة في مصنع وكان والده مجندًا في البحرية السوفياتية، وخدم في أسطول الغواصات في أوائل الثلاثينيات. في وقت مبكر من الحرب العالمية الثانية، خدم والده في كتيبة التدمير التابعة للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية نقل بعدها إلى الجيش النظامي وأصيب بجروح بليغة عام 1942. قُتلت جدة بوتين لأمه على يد المحتلين الألمان لمنطقة تفير في عام 1941، واختفى أعمامه على الجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية. كان سبيريدونوفيتش بوتين، جد فلاديمير بوتين، طباخا شخصيا لفلاديمير لينين وجوزيف ستالين. 1 سبتمبر 1960: بدأ بوتين الدراسة في المدرسة رقم 193 في باسكوف لين، بالقرب من منزله. كان واحدا من قلة من التلاميذ في الفصل الذين لم يكونوا أعضاءً بعد في منظمة الشباب الرواد (الشيوعية). عام 1973: أصبح محترفا للعبة السامبو التي تعد من فنون الدفاع عن النفس الروسية، وتحول بعدها إلى لعبة الجودو التي حصل فيها على الحزام الأسود. عام 1975: تخرج بوتين من كلية الحقوق بجامعة سانت بطرسبورغ متخصصا في العلاقات الدولية. 28 يوليوز 1983: تزوج من المدرسة لودميلا بوتينا عام 2013: أُعلن طلاق بوتين من زوجته لودميللا بعد زواج استمر نحو 30 عاما. وصفته زوجته السابقة بأنه مدمن عمل. إحدى بنات بوتين، وتدعى كاتيرينا، تشغل منصبا إداريا رفيعا في جامعة موسكو الحكومية، كما أنها راقصة تشارك في عروض الروك أند رول الأكروباتية. أما ماريا، الابنة الكبرى لبوتين، فهي أكاديمية متخصصة في طب الغدد الصماء. جاسوس للاستخبارات عام 1975: انضم بوتين إلى لجنة أمن الدولة وتدرب في لينينغراد وبعد التدريب، عمل في المديرية الثانية (مكافحة التجسس)، قبل أن يتم نقله إلى المديرية الأولى، حيث قام بمراقبة الأجانب والمسؤولين القنصليين في لينينغراد. يجيد كلا من اللغتين الألمانية والإنجليزية بجانب الروسية اللغة الأم. سبتمبر 1984: تم إرسال بوتين إلى موسكو لمزيد من التدريب في معهد يوري أندروبوف ريد بانر. عام 1985: عمل بوتين عضوا في الاستخبارات السوفياتية "كيه جي بي" (KGB) سابقا في درسدن بألمانيا الشرقية مستخدمًا هوية مترجم. العودة إلى سانت بطرسبورغ عام 1990: عاد بوتين إلى بلاده وشغل منصب مساعد رئيس جامعة سانت بطرسبورغ للشؤون الخارجية. عام 1991: ترأس بوتين لجنة الاتصالات الخارجية في بلدية سانت بطرسبورغ. وصف بوتين انهيار الاتحاد السوفياتي بأنه "أخطر كارثة جيوسياسية في القرن ال20". مارس 1994: عين بوتين نائبا أول لرئيس حكومة سانت بطرسبورغ. مايو 1995: قام بتنظيم فرع سانت بطرسبورغ لحزب "وطننا روسيا"، وهو حزب السلطة الليبرالي الذي أسسه رئيس الوزراء فيكتور تشيرنوميردين حيث أدار الحملة الانتخابية التشريعية للحزب. من عام 1995 حتى يونيو 1997: كان زعيمًا لفرع الحزب في سانت بطرسبورغ. عام 1996: أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997: عين نائبا لمدير ديوان الرئيس يلتسن. حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. 25 يوليوز 1998: عين يلتسن، بوتين مديرًا لجهاز الأمن الفدرالي، وهي المنظمة الأمنية والاستخباراتية الأساسية للاتحاد الروسي. عام 1999: عين بوتين أمينا لمجلس الأمن القومي في الاتحاد الروسي. 9 غشت 1999: تم تعيين بوتين كواحد من 3 نواب لرئيس الوزراء، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تم تعيينه رئيس وزراء بالإنابة من قبل الرئيس يلتسن، وفي نفس اليوم، وافق بوتين على الترشح للرئاسة. 16 غشت 1999: وافق مجلس الدوما على تعيينه كرئيس للوزراء بأغلبية 233 صوتًا مقابل رفض 84 وامتناع 17 عن التصويت، بينما كانت هناك حاجة إلى أغلبية بسيطة من 226، مما جعله خامس رئيس وزراء لروسيا في أقل من 18 شهرًا. على الرغم من عدم ارتباطه رسميا بأي حزب، فقد تعهد بوتين بدعمه لحزب الوحدة الذي تم تشكيله حديثًا، والذي فاز بثاني أكبر نسبة من الأصوات الشعبية (23.3%) في انتخابات مجلس الدوما في ديسمبر 1999، وبدوره أيد بوتين. بوتين رئيسا 31 ديسمبر 1999: تولى مهام رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة بعد تنحي الرئيس بوريس يلتسن. عام 2000: فاز بانتخابات الرئاسة في الجولة الأولى بنسبة 53% من الأصوات. شهدت فترة ولاية بوتين الأولى -التي استمرت 4 سنوات- إجراء تعديلات في النظام السياسي أحكم بفضلها سيطرته على القرار السياسي والاقتصادي في روسيا. عام 2001: أمر بانسحاب الجيش الروسي جزئيا من الشيشان -التي دخلها الجيش عام 1991 بأمر من الرئيس بوريس يلتسن- مقابل منح صلاحيات واسعة لأجهزة الاستخبارات السرية التي كلفت بتصفية المعارضين، بعد أن شكلت موسكو إدارة تابعة لها لتحكم الشيشان بقيادة ستانيسلاف إلياسوف. عام 2004: أعيد انتخابه لولاية رئاسية جديدة. عام 2008: انتخب ديمتري ميدفيديف رئيسا لروسيا لفترة واحدة، وعين بوتين رئيسا للوزراء وأجريت في عهده تعديلات دستورية تقرر بموجبها تمديد فترة الرئاسة من 4 إلى 6 سنوات. عام 2009: عرفت الحرب في الشيشان نهاية رسمية لها بتصفية جل المعارضين وتنصيب موسكو حاكما لها ذا صلاحيات واسعة على الشيشان وأنغوشيا وأوسيتيا الشمالية وداغستان. 4 مايو 2012: فاز بوتين في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 63.6% من أصوات الناخبين، وسط احتجاج من المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية التي رأت أن الانتخابات شابتها خروق. مارس 2017: أغلقت حكومة موسكو الحدود مع إقليم أبخازيا في جورجيا المجاورة، واحتلت القوات الروسية بعض الجيوب هناك بالإضافة إلى إقليم أوسيتيا الجنوبية، واعترفت بهما جمهوريتين مستقلتين. ووقع بوتين أيضا على مرسوم يسمح بتجنيد مواطني أوسيتيا الجنوبية في القوات المسلحة الروسية. ولاية رابعة 18 مارس 2018: فاز بوتين بولاية رابعة مدتها 6 سنوات إثر تعديل الدستور، حيث حصل على أكثر من 70% من الأصوات، وهي نسبة تفوق بكثير تلك التي حصل عليها في انتخابات 2012. عام 2020: أُجري استفتاء مثير للجدل على إصلاحات دستورية منحت الرئيس بوتين فرصة البقاء في منصبه بعد انتهاء فترة رئاسته الرابعة في عام 2024، ما يعني أنه قد يمكث في الكريملين حتى عام 2036. عمل بوتين داخليا على تعزيز السلطة المركزية وإحداث التوازن في العلاقات يبن أجهزة الدولة، وركز على إصلاح الاقتصاد وتحقيق نمو اقتصادي مستقر، وقد حقق نتائج إيجابية على هذا الصعيد حيث زاد إجمالي الناتج المحلى لروسيا بحوالي 30%، واستمر انخفاض التضخم والبطالة، وارتفع دخل الفردي مستفيدا من ارتفاع مداخيل البلاد من المحروقات. وصف مسؤولون كبار سابقون بوتين بأنه شخصية خجولة لديها شكوك في كل المحيطين به حتى من كبار مساعديه ممن عملوا معه لسنوات طويلة، في حين ذهب آخرون للادعاء بأن نشأة بوتين منذ مولده عام 1952 جعلته يؤمن بقوة بالاتحاد السوفياتي كفكرة وقيمة ومكانة فقدتها روسيا بعد انهياره عام 1990. العلاقات الدولية وعلى صعيد العلاقات الدولية، انتقد الرئيس بوتين سياسة الولاياتالمتحدة الأميركية في محطات عديدة، وقد كان ضد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 دون موافقة مجلس الأمن. كما أنه عبّر عن معارضته لاستقلال كوسوفو عن صربيا واعتبره غير شرعي. أعلن موقفه الرافض لقيام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالتمدد شرقا وضم دول مثل أوكرانياوجورجيا واعتبر ذلك تهديدا لروسيا. بالإضافة إلى موقفه الرافض كذلك لنظام الدرع الصاروخية الأميركية الذي اعتبره تهديدا قريبا من حدود روسيا. مع بداية هبوب رياح الربيع العربي، عارض بوتين التدخل الغربي في ليبيا، وساند بقوة نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة الثورة الشعبية ضد نظام حكمه، واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) مرات اعتراضا على صدور قرارات من مجلس الأمن الدولي تدين النظام السوري. ديسمبر 2011: قال الكاتب سايمون ديسدَيل -في مقال له بصحيفة غارديان البريطانية- إن عودة رئيس الوزراء الروسي (آنذاك) فلاديمير بوتين المحتملة إلى سدة الرئاسة تشكل تحديا للقوى الغربية التي لا تبدو أنها مهيأة في الوقت الحاضر لمواجهة تحد من هذا النوع. الكاتب أكد أن عودة بوتين للرئاسة تعني أنه سيظل في هذا المنصب حتى عام 2024 وسيكون هدفه الأساسي: إقامة الإمبراطورية الروسية الثالثة بعد روسيا القيصرية والاتحاد السوفياتي. عام 2013: بعد اندلاع الأزمة السياسية في أوكرانيا ازدادت حدة الخلافات السياسية بين بوتين وزعماء الدول الغربية، مما قاد هذه الدول لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا شملت عشرات الشخصيات الرسمية والشركات الروسية، الأمر الذي أثر سلبا على أداء اقتصاد بلاده. سبتمبر 2015: حدثت خلافات بين بوتين والزعماء الغربيين على خلفية التدخل العسكري الروسي في سوريا. بوتين والغرب يرى بوتين، وهو الابن البار لجهاز الاستخبارات السوفياتي السابق "كيه جي بي" (KGB)، أن العالم الغربي له زعيم واحد هو الولاياتالمتحدة الأميركية، ويؤمن بأن واشنطن، سواء تحت حكم الجمهوريين أو الديمقراطيين، تنظر لروسيا بوصفها خطرا وعدوا لا يمكن تجاهله. البروفيسور الشهير جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة شيكاغو يرى أن حسابات بوتين تحكمها نظرة ثلاثية الأبعاد متكاملة ومترابطة، يبدأ أولها بفكرة توسع حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) وامتداده شرقا في اتجاه حدود بلاده، وثانيها توسع وتمدد الاتحاد الأوروبي، وآخرها التبشير بحتمية تحقيق الديمقراطية الليبرالية على النسق الغربي في كل دول القارة الأوروبية. من هنا يؤمن بوتين يقينا بأن هدف إسقاط نظام الحكم المركزي القوي في موسكو يبقى المحرك الأساسي لكل السياسات الغربية منذ انتهاء الحرب الباردة في أوائل تسعينيات القرن الماضي. بخصوص توسع حلف الناتو وتمدده شرقا، يؤمن بوتين بأن الغرب خالف تعهداته بعدم التمدد شرقا ولا لبوصة واحدة كما جاء على لسان وزير الخارجية السابق جيمس بيكر في بداية تسعينيات القرن الماضي. يؤمن بوتين بأن واشنطن استغلت ضعف بلاده وحالة الفوضى التي ضربتها في بداية القرن ال21، ووسعت حلف الناتو لدرجة ضم جمهوريات سوفياتية سابقة ودول من أوروبا الشرقية تجمعها بروسيا حدود طويلة مثل بولندا. يرى بوتين أن الغرب تجاهل منذ عام 2008، بعد تبنيه سياسة الباب المفتوح لتوسيع حلف الناتو بما يشمل أوكرانياوجورجيا، كل المخاوف الروسية من وصول الحلف لحدود روسيا القريبة سواء شرقا في أوكرانيا أو جنوبا في جورجيا. يؤمن بوتين بأن تمدد الاتحاد الأوروبي بما يشمل مظلة اقتصادية مالية جمركية واحدة تستثنى منها روسيا بمثابة خطوة عدائية أخرى من الغرب. يرى بوتين أن الدعوات الأميركية لدعم وتمويل عمليات الانتقال الديمقراطي في دول أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفياتية السابقة تمثل تهديدا كبيرا للدولة الروسية القوية والمركزية، وأن هدفها في النهاية إسقاط نظام الحكم في موسكو، واستبدال نظام صديق لواشنطن والغرب به. اعتبر بوتين أن مؤتمر الديمقراطية الذي استضافته إدارة بايدن في ديسمبر 2021 كان بمثابة إعادة تقسيم أميركي للعالم وعودة لمناخ الحرب الباردة وخطوة عدائية تضع واشنطن بها موسكو وبكين في جانب آخر. ينتقد بوتين مرارا ادعاء واشنطن والغرب احترامهما القانون الدولي، ويُذكّر بأن غزو أميركا للعراق والضربات الجوية لقوات حلف الناتو على ليبيا وصربيا، لم يصاحبهما أي التزام أو اكتراث من قبل دول الغرب بمسألة القانون الدولي واحترام سيادة وحدود الدول حين يتعلق الأمر بمصالحها. "روحانية" بوتين تأكَّد حضور الرؤية الدينية أو "الروحانية" في السياسة الروسية، وهو الوصف الذي استخدمه الرئيس بوتين في أكثر من مناسبة في السنوات ال20 الأخيرة. فبراير 2012: نشر العديد من وكالات الأنباء الروسية والعالمية خبرا بأن بوتين -وكان حينها رئيسا للوزراء- وعد خلال لقائه مع قادة الكنيسة الأرثوذكسية بالدفاع عن المسيحيين الذين يتعرَّضون للظلم في كل أنحاء العالم، وجعل هذا من مهام السياسة الخارجية الروسية. يوليوز 2013: أكَّد بوتين في لقاء آخر مع قادة الكنائس المحلية أن العلاقة بين الدولة والكنيسة بلغت مستويات متقدمة، وقال: "علينا أن نعمل كشركاء حقيقيين لمعالجة القضايا الداخلية والدولية الأكثر إلحاحا وتطوير مبادرات مشتركة لصالح وطننا وشعبنا". ديسمبر 2013: في خطابه السنوي أمام مجلس الاتحاد انتقد الرئيس بوتين النزوع نحو ما وصفه بتدمير القيم التقليدية باسم حرية الفكر والرأي، رغم أن غالبية الناس ترفض هذه الاتجاهات، وذكر أن هناك تأييدا لتوجُّه روسيا لحماية القيم التقليدية التي تُعَدُّ الأساس الروحي والأخلاقي للحضارات. قال في خطابه: "نحن نُقدِّر الأسرة التقليدية والحياة البشرية الحقيقية بما في ذلك الحياة الدينية لشخص ما وليس فقط وجوده المادي، ونُقدِّر أيضا القيم الروحية الإنسانية والتنوع في العالم". المصدر: الجزيرة + ويكيبيديا.