تعبيراً عن أن تفكير إنسانٍ ما سخيف أو سطحي يقولون: "مثل إنسان العصر الحجري". وهو تعبير ذو معنىً باطل، ويستخدمه البعض دون أن يدركوا أبعاده. فمعناه أن الإنسان القديم كان ناقصاً ومتخلفاً من ناحية عقلية/شعورية/أخلاقية ثم تطورت عنده هذه الأمور مع مرور الزمن. وهي أوهام يقول بها أتباع خرافة التطور. ومع ذلك فكثيرون ممن يستخدمون تعبير "إنسان العصر الحجري" لا تخطر ببالهم هذه الخرافة أصلاً ولا يؤمنون بها. فلنتذكر أن الإنسان الأول هو آدم "عليه السلام"، يعني نبي من الأنبياء…مكتمل القدرات العقلية والشعورية والأخلاقية. ومع تقدم الزمان بعد آدم، كان الناس في تفكيرهم وأخلاقهم يرتفعون وينحطون بحسب إيمانهم وكفرهم. فالتقدم والتأخر الإنساني/الفكري/الأخلاقي لا علاقة له أبداً بقدم الزمان أو حداثته، ولا علاقة له أبداً بقدرة الإنسان على الصعود إلى القمر أو النزول إلى طبقات الأرض والمخترعات والمكتشفات، اللهم إلا أن نقول أن إيمان الإنسان يدفعه لعمارة الأرض ونفع الناس. نحن الآن في القرن الحادي والعشرين، في عصر الانفجار التكنولوجي الهائل، ومع ذلك فأفكار الغالبية من الناس تلوثت، ومداركهم تشوهت، ومنطقهم اعوجَّ، وأخلاقهم في دركها الأسفل وحضيضها الأحط عند كثيرين، بحيث لو رآهم من يسمونه إنسان العصر الحجري لقال: "الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من خلقه"!