هوية بريس – الجمعة 01 يناير 2015 أي عبادة في وقت معين كالساعة كذا يتم الدعوة إليها والتواصي بها كل عام دون أن يكون لها نص خاص من الشرع، فهي من البدع المستحدثة في الدين لأن النبي عليه الصلاة والسلام (ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به). وعليه فإن الاجتماع ليلة رأس السنة الميلادية على الصلاة وقراءة القرآن والدعوة إليه وأن يكون كل سنة في نفس الوقت أمر غير جائز في الشريعة، وهو بدعة ضلالة. وإذا قيل كيف تكون الصلاة بهذه الطريقة بدعة؟ أقول كما تكون صلاة سنّة الظهر في جماعة في المسجد بدعة وهذه صلاة وهذه صلاة! والذين دعوا إلي مثل هذا الفعل قد يكونون من أفضل الناس ولكن هذا لا ينفي أنهم يفتحون باباً للضلالة رغم فضلهم، ولا ينبغي أن نخلط بين صلاح الإنسان في نفسه ورغبته في فعل الخير وبين تسلل بدعته بين الناس حتى تصبح ديناً وهذا لا يُرضى الله ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، والقواعد المرعيّة هي الحاكمة في مثل هذه الأمور، والله أعلم. فإن قيل: نحن لم نتخذها بدعة ولم نربطها الا للتشجيع فهل ان هذا حرام ونحن في الاصل لا نريد الا رضا الله ونيتنا في نشرها هو جعل الناس تنشر الخير لا اكثر ولا أقل؟ والجواب: نشر الخير مرتبط بجوازه في الشرع فبلا شك الصلاة خير ولكن إذا اجتمع الناس على صلاة سنة الظهر في المسجد فليس هذا من الخير لأنه ابتداع في الدين واختراع طريقة في العبادة ليست من هدي الرسول الكريم ولا صحابته الكرام، وفاعلة آثم إن أصرّ ومعفي عنه إن ترك الفعل بعد بيان بدعيته والله أعلم. فإن قيل: لقد رسولنا صلي الله عليه وسلم العبادة في الهرج كهجرة إليّ، فصلاة ركعتين في هذا الوقت من السنة تكون من هذا الباب؟ والجواب: العبادة في الهرج معناها الالتزام بطاعة الله وقت أن يغفل الناس عنها وليس المراد بها تخصيص ايام معينة في السنة وساعات محددة لنعبد الله فيها ونكرر ذلك كل عام! الخلاصة: تخصيص هذا الوقت بعبادة تكون خاصة به بدعة ولو كان يفعلها وحده، ولو لم يتم الدعوة إليها مادام هذا التخصيص مقصود به التقرّب -أي ابتغاء الأجر من الله- وهو في هذه الحالة لا يكون إلا كذلك، فكيف بالدعوة إليه؟!