بعد أن استفحل الوباء وحصد أرواح الآلاف في هذه البلاد وجب علينا النظر في حجم مسؤوليتنا حول هذا الوضع، فعقلية الاستهتار واللامبالاة نتيجة حتمية لثقافة سلبية ألفها المجتمع لسنوات مضت آن الأوان لبدء القطيعة معها، فإما أن نكون مجتمعا واعيا قادر على المضي نحو مستقبل مطمئن أو لا نكون. وهذا الوعي لا يمكن أن نحققه في جانب واحد، إنما هو يتحقق عبر جوانب عدة تشمل حياتنا اليومية، وهي: الجانب الديني: بفسح المجال للأئمة والخطباء والوعاظ لممارسة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بيوت الله وغيرها تخليقا للحياة العامة للمواطنين بدل عزلهم عن المجتمع. الجانب الإعلامي: تطهير الإعلام من المظاهر السلبية المتمثلة أساسا في ظاهرة التفاهة التي أضحت نمطا إعلاميا متعارفا عليه، جعل عقول المشاهدين -إلا من رحم الله- متقبلة للميوعة فاقدة لحس الجدية وقت الجد. الجانب الاجتماعي: بتطهير الحياة العامة للمجتمع من المساوئ الأخلاقية، فمثلا العري في الشواطيء لا يجب اعتباره دائما حرية فردية مقدسة حتى وقت الأزمات، إن هذه التصرفات مانعة من الشعور بواجب الانضباط، فإذا تمرد المكلف على التكاليف الشرعية فتمرده على القوانين الوضعية من باب أولى. الجانب التعليمي: منظومة التربية والتعليم هي أساس إصلاح المجتمع، فالتعليم مصنع الأمة بوعيها وأخلاقها، وعليه يجب إعادة النظر في الحمولة القيمية في المناهج الدراسية بما يتوافق مع أسس ديننا الاسلامي الحنيف. هذه مجرد خواطر قابلة للاخد والرد، والكل يعلم مدى حساسية المرحلة، وبالله التوفيق.