باتت محارق الجثث والمقابر في الهند غارقة من كثرة العمل بعد غمرتها موجة جديدة مدمرة من إصابات كوفيد-19 التي تمزق البلد المكتظ بالسكان بسرعة مرعبة، مما يؤدي إلى استنفاد إمدادات الأكسجين المنقذ للحياة إلى مستويات حرجة، وترك المرضى يموتون أثناء الانتظار في الطابور لرؤية الأطباء. ولليوم الرابع على التوالي، سجلت الهند اليوم الأحد رقماً قياسياً عالمياً للإصابات الجديدة، مدفوعاً بطفرة خبيثة جديدة ظهرت، مما يقوض مزاعم الحكومة السابقة لأوانها بالنصر على الوباء، وفق ما نقلت "أسوشيتد برس". وأدت الحالات المؤكدة البالغ عددها 349691 حالة خلال اليوم الماضي إلى رفع إجمالي عدد حالات الإصابة في الهند إلى أكثر من 16.9 مليون حالة، لتأتي ثانية بعد الولاياتالمتحدة. وأبلغت وزارة الصحة عن 2767 حالة وفاة أخرى خلال ال 24 ساعة الماضية، مما رفع عدد وفيات كوفيد -19 في الهند إلى 192311. ويقول الخبراء إن عدد الضحايا قد يكون أكثر بكثير من العدد المذكور، حيث لم يتم تضمين الحالات المشتبه بها، كما أن العديد من الوفيات الناجمة عن العدوى تُعزى إلى أسباب أخرى. الأزمة التي تتكشف في الهند أكثر عمقًا في المقابر ومحارق الجثث، وفي الصور المفجعة لمرضى يلهثون ويموتون في طريقهم إلى المستشفيات بسبب نقص الأكسجين. وتنفد مساحات المقابر في العاصمة نيودلهي، وتضيء المحارق الجنائزية المضيئة والمتوهجة سماء الليل في مدن أخرى تضررت بشدة. وفي وسط مدينة بوبال، زادت بعض محارق الجثث من قدرتها الاستيعابية من العشرات إلى أكثر من 50 جثة. مع ذلك، يقول المسؤولون، لا تزال هناك ساعات انتظار طويلة.