هوية بريس – متابعات تعتبر سلسلة الزيتون من أكثر القطاعات الفلاحية المزدهرة وذات القيمة الاقتصادية العالية بجهة بني ملالخنيفرة، بإنتاجية من نحو 250 ألف طن خلال الموسم الحالي بنمو من 25 في المائة بالمقارنة مع العام الماضي. كما تتجسد أهميتها أيضا على مستوى سوق الشغل إذ توفر ما يناهز 3 ملايين يوم عمل سنويا خاصة في مواسم الجني والتسويق والتحويل وبذلك تلعب دورا هاما في تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمنتجين. وعلى الرغم من جائحة كوفيد -19 وتأثيرات الجفاف الحاد الذي تعرفه الجهة فقد تمكنت هذه السلسلة من الحفاظ على نمو هام مساهمة بذلك في الرفع من القيمة المضافة الفلاحية بالجهة. وبحسب مصطفى خالدي أحد منتجي الزيتون بالجهة فإن قطاع الزيتون لم يتأثر سلبا بتداعيات كوفيد-19 بالنظر لخصوصيات الجهة الملائمة لهذا النوع من المزروعات وأيضا بالنظر للتطور الذي عرفه هذه السلسلة خلال السنوات الأخيرة ما عزز من استدامتها ونموها. وأشار الى أن الأسعار خلال هذه السنة لم ترتفع بل في المقابل عرفت استقرارا إن لم يكن انخفاضا وذلك بفعل وفرة الإنتاج. نفس القلق أعرب عنه صالح الزرهوني أحد منتجي الزيتون بالفقيه بنصالح والذي أشار الى ضعف التسويق على المستوى المحلي والوطني على الرغم من الجهود الكبرى المبذولة وهو ما يؤثر سلبا على المنتجين. وأعرب عن قلق المنتجين من غياب أسواق لتثمين المنتوج وتصديره، مطالبا بدعم وزارة الفلاحة في هذا المجال من خلال اعتماد إجراءات استباقية للتسويق قبل بداية كل موسم. وعرف قطاع الزيتون بجهة بني ملالخنيفرة تحولات هامة خلال السنوات الأخيرة في جميع مكوناته خاصة منذ انطلاقة مشروع مخطط المغرب الأخضر في سنة 2008. وهمت هذه التحولات أساسا توسيع المساحة المغروسة مع إدخال أصناف جديدة، وإعادة هيكلة المعاصر التقليدية وعصرنة قطاع التحويل والتصبير حتى يتمكن قطاع الزيتون بالجهة من مسايرة متطلبات السوق في إطار المنافسة والعولمة. وتعتبر أغراس الزيتون، السلسلة الفلاحية المهيمنة على المساحة المنجزة بالأغراس على صعيد الجهة وذلك باستغلال مساحة إجمالية تقدر ب 122.000 هكتار والتي تمثل 75 بالمائة من المساحة الإجمالية للأشجار المثمرة بالجهة، منها 67 بالمائة بالمنطقة المسقية. ويمثل صنف البيشولين المغربية الأكثر اعتمادا على صعيد الإستغلاليات الفلاحية بالمنطقة بنسبة 85 بالمائة من المساحة الإجمالية لأغراس الزيتون، يليه صنفان آخران هما المنارة والحوزية بنسبة 10 بالمائة من المساحة لكل منهما وصنف الأربكوين الإسباني المصدر ب 5 بالمائة. وعانى قطاع الزيتون بالجهة خلال هذا الموسم من الجفاف وتراجع الموارد المائية والتي تعد حاليا أحد أكبر التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في جهة بني ملالخنيفرة علما أن الموسم الزراعي الحالي انطلق في ظروف صعبة إذ الى غاية اليوم لم تتجاوز كمية التساقطات في المتوسط 46 مم. كما أن المخزون المائي للسدود بالمنطقة مايزال في تراجع إذ أن معدل ملء سد بن الويدان لا يتجاوز 22 في المائة، والحسن الأول 3ر17 في المائة ، وسد أحمد الحنصالي 6ر12 في المائة وذلك الى غاية 30 سبتمبر الماضي.