هوية بريس – علي حنين توفي أمس الجمعة 18 شتنبر كبير علماء بنغلاديش ورئيس جامعة هاتهزاري ووفاق المدارس العربية بها، العلامة الشيخ المعمّر أحمد شفيع -رحمه الله تعالى. وقد ودّع المسلمون في بنغلاديش، اليوم السبت 19 شتنبر، في مشهد حافل ومهيب تاج رؤوسهم وفلذة أكبادهم فضيلة العلامة الداعية الكبير، القائد المربي سماحة الشيخ أحمد شفيع -رحمه الله تعالى وغفر له. وقد قدم الدكتور وصفي عاشور أبو زيد نبذة يسيرة عن الشيخ على صفحته على "فيسبوك" فقال: " هو الشيخ العالم المحدث الصالح الولي المعمر أحمد شفيع بن بركت علي، المولود فيما بين العقد الثاني والثالث من القرن المنصرم، وصدْر رئاسة أكبر الجامعة الإسلامية الأهلية في البلاد المعروفة بأم المدارس؛ دار العلوم معين الإسلام، هاتهزاري، شيتاغونغ، وشيخ الحديث بها، وأمير حركة "حفاظة الإسلام"، ورئيس وفاق المدارس العربية بنغلاديش، والهيئة العليا للجامعات القومية بها. بدأت مسيرته الدراسية من المدارس المجاورة لقريته في صغره، ثم التحق بالجامعة المذكورة وقضى فيها عشر سنوات يدرس ويتعلم، وتوجه بعده إلى أزهر الهند دار العلوم بديوبند، ونهل من أكابر علمائها وارتوى من معينها. ودرس فيها أربع سنوات، وسمع بها صحيح البخاري على شيخ الإسلام حسين أحمد المدني، وصحيح مسلم على الشيخ إبراهيم البلياوي، وسنن أبي داود والترمذي على الشيخ إعزاز علي الأمروهي، وسنن النسائي على الشيخ فخر الحسن المرادآبادي وغيرهم. وأجازه الشيخ المدني في طريق السلوك والتزكية مع إجازة الحديث، وهو لم يتخرج من الجامعة بعدُ، فكان أصغر خلفائه سنا. ثم التحق بسلك التدريس بجامعة هاتهزاري، ودرّس بها أمهات الكتب النظامية إلى أن اختير رئيسها في 1986م، وبقي عليها حتى قبيل يومٍ بوفاته. والشيخ قضى معظم حياته في الدرس والتدريس والوعظ والإرشاد والتأليف والتزكية بعيدا عن الأضواء ومستنكفا عن الظهور إلى أن قيّضه الله تعالى لردع فتنة قشرت عن أنيابها في الديار البنغالية في صورة العلمانية وشتم وسبّ الرسول عليه أفضل الصلوات والتسليم، وهدم شعائر الإسلام ورموز المسلمين. فجاءت دعواته للاعتصام متظاهرا على خبثهم بالعاصمة في 2013م بخير ثمار، وصبّت الماء البارد على لهيب الفتنة مباشرة، ووجد عوام الناس أمامهم قائدا إسلاميا يتكلم بلغتهم ويفهم مشاعرهم تجاه آل البيت وأمهات المؤمنين، فلبّوا نداءه من كل حدب وصوب، ولم تكن ذلك إلا بشق الأنفس وبتضحية الغالي والنفيس. رغم أنه كلما يُتذكر ذلك الحادث يتذكر بمجزرة شافلا في 5 مايو من عام 2013م من قبل الحكومة التي راحت ضحيتها مئات من الشهداء وآلاف من الجرحى ولكنها سقت روحا جديدة في دماء المسلمين، وجعلته قائدا وطنيا ذا أثر بالغ يُسمع ويطاع في شؤون المسلمين، وصار مظلة كبيرة يستظل بها المسلمون بمعظم أطيافها في تلك الديار. وقد فجع المسلمون أمس الجمعة غرة صفر سنة 1442هج الموافق ل 18/9/2020م بوفاة هذا الشيخ الجليل والمربي الكبير عن عمر يناهز مائة أو تزيد. رحم الله الشيخ الفقيد وتغمده بشآبيب رضوانه، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وعوض مسلمي هذه الديار عنه خيرا، وأثابهم في هذا المصاب الجلل ثواب الصابرين".