رفع الستار عن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان روح الثقافات بالصويرة    تقدم في التحقيقات: اكتشاف المخرج الرئيسي لنفق التهريب بين المغرب وسبتة    "برلمانيو الأحرار" يترافعون عن الصحراء    فوز صعب ل"الماص" على المحمدية    المنتخب النسوي يفوز وديا على غانا    "ميزانية المواطن".. مبادرة تروم تقريب وتبسيط مالية جهة طنجة للساكنة    لجنة تتفقد المناخ المدرسي ببني ملال    "طلب رشوة" يورط عميد شرطة    حادث سير يصرع شابة في الناظور    "الفوبريل" يدعم حل نزاع الصحراء    المؤتمر الوطني للعربية ينتقد "الجائحة اللغوية" ويتشبث ب"اللسانَين الأم"    حوار مع "شات جيبيتي".. هل الأندلس الحقيقية موجودة في أمريكا؟    الحصبة.. مراقبة أكثر من 9 ملايين دفتر صحي وتخوفات من ارتفاع الحالات    السلطات المغربية تحدد موقع مدخل نفق لتهريب المخدرات بين سبتة المحتلة والفنيدق    نادي القضاة يصدر بلاغاً ناريا رداً على تصريحات وزير العدل بشأن استقلالية القضاء    المدير السابق للاستخبارات الفرنسية للأمن الخارج: المغرب كان دائما في طليعة مكافحة الإرهاب    طقس السبت .. امطار مرتقبة بمنطقة الريف والواجهة المتوسطية    ارتفاع المداخيل الضريبية بنسبة 24,6 في المائة عند متم يناير 2025    أزولاي: البصمة المغربية مرجع دولي لشرعية التنوع واحترام الآخر    اختتام القمة العربية المصغرة في الرياض بشأن غزة من دون إصدار بيان رسمي    صراع مغربي مشتعل على عرش هدافي الدوري الأوروبي    من العاصمة .. الإعلام ومسؤوليته في مواجهة الإرهاب    الملتقى الوطني الاتحادي للمثقفات والمثقفين تحت شعار: «الثقافة دعامة أساسية للارتقاء بالمشروع الديمقراطي التنموي»    قرعة دور ال16 لدوري الأبطال .. ريال مدريد في معركة مع "العدو" وباريس يصطدم بليفربول … والبارصا ضد بنفيكا    استقر في المرتبة 50 عالميا.. كيف يبني المغرب "قوة ناعمة" أكثر تأثيرا؟    محكمة بالدار البيضاء تتابع الرابور "حليوة" في حالة سراح    إيفاد أئمة ووعاظ لمواكبة الجالية المغربية بالمهجر في رمضان    الملك محمد السادس يحل بمطار سانية الرمل بتطوان استعدادًا لقضاء شهر رمضان في الشمال    الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء تحدد تعريفة استخدام الشبكات الكهربائية للتوزيع ذات الجهد المتوسط    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    مليلية المحتلة تستقبل أول شاحنة محملة بالأسماك المغربية    نتنياهو يزور طولكرم ويهدد بالتصعيد    المغرب يشارك في الدورة ال58 لمجلس حقوق الإنسان    الرجاء يعلن منع تنقل جماهيره إلى مدينة القنيطرة لحضور مباراة "الكلاسيكو"    المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس.. تكريم استثنائي لرائد إقليمي في الفلاحة الذكية والمستدامة    المندوبية السامية للتخطيط تسجل ارتفاعا في كلفة المعيشة في المغرب    المقاتلات الشبحية F-35.. نقلة نوعية في القوة العسكرية المغربية    حماس: جثة بيباس تحولت إلى أشلاء    روايات نجيب محفوظ.. تشريح شرائح اجتماعيّة من قاع المدينة    الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته    إطلاق تقرير"الرقمنة 2025″ في المنتدى السعودي للإعلام    إطلاق أول رحلة جوية بين المغرب وأوروبا باستخدام وقود مستدام    تراجع احتمالات اصطدام كويكب بالأرض في 2032 إلى النصف    فضاء: المسبار الصيني "تيانون-2" سيتم اطلاقه في النصف الأول من 2025 (هيئة)    كيف ستغير تقنية 5G تكنولوجيا المستقبل في عام 2025: آفاق رئيسية    حوار مع "شات جيبيتي" .. هل تكون قرطبة الأرجنتينية هي الأصل؟    أوشلا: الزعيم مطالب بالمكر الكروي لعبور عقبة بيراميدز -فيديو-    "حماس" تنتقد ازدواجية الصليب الأحمر في التعامل مع جثامين الأسرى الإسرائيليين    طه المنصوري رئيس العصبة الوطنية للكرة المتنوعة والإسباني غوميز يطلقان من مالقا أول نسخة لكأس أبطال المغرب وإسبانيا في الكرة الشاطئية    سفيان بوفال وقع على لقاء رائع ضد اياكس امستردام    6 وفيات وأكثر من 3000 إصابة بسبب بوحمرون خلال أسبوع بالمغرب    الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    حصيلة عدوى الحصبة في المغرب    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تنبيه الأنام على فضل قيام شهر الصيام
نشر في هوية بريس يوم 29 - 04 - 2020

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فقد اعتاد كثير من المسلمين في شهر رمضان ارتياد المساجد وحضور صلاة التراويح مع الأئمة وسماع أصواتهم الشجية التي كانت تصدح بالقرآن الكريم طوال شهر رمضان المبارك، وكان ذلك مما يسهل عليهم مشقة صلاة القيام، بل يستعذبونها وبعض الناس تنشط نفوسهم إلى العبادة إذا كان الإقبال عليها جماعيا، وقد تكسل إذا انفردت بالطاعة.
وأكثر المسلمين هذا العام لم يتمكنوا من أداء صلواتهم في المساجد بسبب ظهور هذا الوباء الفتاك – نسأل الله عز وجل أن يرفعه عنا وأن يرحمنا برحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه- وهذا مما قد يجعل البعض منا قد يتكاسل عن صلاة التراويح أو صلاة القيام في بيته بمفرد أو مع أهل بيته لذا أحببنا أن نذكر أنفسنا وإخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات بفضل هذه العبادة خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بفضل القيام فيه بقوله: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».[1] ولكي لا نضيع هذه العبادة في شهر رمضان أقف بعض الوقفات الآتية:
أولا: حث القرآن على صلاة القيام
لقد ورد الحث على قيام الليل في آيات كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالى ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾[السجدة: 16] قال ابن كثير "يعني بذلك: قيام الليل، وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة."[2] وقال تعالى في وصف عباد الرحمن ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾[الفرقان: 64-65] "في الآية مدح قيام الليل والثناء على أهله، وفي قوله لِرَبِّهِمْ إشارة إلى الإخلاص في أدائها وابتغاء وجهه الكريم."[3] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ثانيا: ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التراويح
رغب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان، وبين لهذه الأمة ثمرات وفوائد من جاهد نفسه لأداء هذه العبادة فمن هذه الفوائد:
1-دخول الجنة: سأل أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَنْبِئْنِي بِعَمَلٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَالَ: «أَطِبِ الْكَلَامَ وَأَفْشِ السَّلَامَ وَصِلِ الْأَرْحَامَ، وَصَلِّ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ»[4]
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الغرف التي أعدها الله تعالى لمن داوم على قيام الليل
عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا»، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هِيَ لِمَنْ قَالَ طَيِّبَ الْكَلَامِ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ»[5]
2- مغفرة الذنوب: فمن ثمرات قيام ليالي رمضان مغفرة الذنوب قال صلى الله عليه وسلم «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
3- من داوم على صلاة التراويح في رمضان كان له أجر الصديقين والشهداء: منزلة الصديقية ومنزلة الشهداء عظيمة عند الله تعالى والموفق من وفقه الله تعالى والمحروم من حرم نفسه من هذا الخير العظيم هذه الاعمال قليل الا ان اجرها عظيم عند الله سبحانه وتعالى وقد قال ربيعة الجرسي" إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْخَيْرَ مِنْ أَحَدِكُمْ كَشِرَاكِ نَعْلِهِ، وَجَعَلَ الشَّرَّ مِنْهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَمِمَّا يُعَدُّ مِنْ مَسَانِيدِه"ِ[6] وفي ثواب قيام رمضان يخبر النبي صلى الله عليه وسلم الرَجُلَ الذي جاء يسأل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ الزَّكَاةَ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَقُمْتُهُ، فَمِمَّنْ أَنَا؟، قَالَ: «مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ»[7]
4- قيام الليل شرف المؤمن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «شرفُ المؤمنِ قيامُ الليلِ»[8]
" وسبحان الملك!، هذا سبيلٌ يتشرف به الإنسان ليكون عند الله شريفًا، وإن البحث عن هذه الصفة، والانشغال بالوصول إليها، والانتساب إلى هذا الاسم؛ لواجب حتم على كل من يبتغي الرفعة؛ فهيا إلى قافلة الشرفاء، وواظب على قيام الليل تكن من الشرفاء."[9]
5– من قام رمضان لم يكتب من الغافلين
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ من المقنطرين»[10] فهذه "رحمات الله قريبة في متناول يدك تطلب إليك قطفها، قيام الليل بعشر آيات فحسب كاف ليخلع عنك ثوب الغفلة، فإن واصلت إلى المائة ألبسك ثوب القانتين، فإن ذقت حلاوة الوصال فأتممت الألف خلع عليك خلع المقنطرين.. سبحانه ما أعظم كرمه وما أسخي جوده، ألا فتعرضوا نفحات الكرم والجود يا معشر الفقراء."[11]
ولأجل هذه الفضائل العظام كان سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام يوقظ أهله ويحث أصحابه ويرغب أمته على قيام الليل فعن علي بن أبي طالب أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمَا: «أَلَا تُصَلِّيَانِ؟» قَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنْ شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:144] حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ لَهُ، وَلَمْ يُرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54] "[12] "قال الطبري لولا ما علم النبي صلى الله عليه وسلم من عظم فضل الصلاة في الليل ما كان يزعج ابنته وبن عمه في وقت جعله الله لخلقه سكنا لكنه اختار لهما إحراز تلك الفضيلة على الدعة والسكون امتثالا لقوله تعالى وأمر أهلك بالصلاة"[13]
ثالثا من روائع القصص
كان الصحابة والصالحون من هذه الأمة يستعذبون قيام الليل
فقد روى أبو داود عن جابر، قال: خَرَجْنا مَعَ رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم -يعني في غَزوةٍ ذاتِ الرَّقاع- فأصابَ رجلٌ امرأةَ رجلٍ من المُشركينَ، فحَلَفَ أن لا أنتهي حتَّى أُهريقَ دماً في أصحابِ محمَّد، فخرجَ يَتبَعُ أثَرَ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم -، فنزلَ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – مَنزِلاً، فقال: "مَن رجلٌ يكلؤُنا؟ " فانتَدَبَ رجلٌ من المُهاجِرينَ ورجلٌ من الأنصارِ، فقال: "كُونا بفمِ الشِّعْب" قال: فلمَّا خَرَجَ الرجلانِ إلى فمِ الشِّعب واضطجَعَ المُهاجريُّ، وقامَ الأنصاريُّ يُصلِّي، وأتى الرجلُ، فلمَّا رأى شَخصَه عرفَ أنَّه رَبيئةٌ للقوم، فرماه بسَهمٍ فوَضَعه فيه، فنَزَعَه حتَّى رماه بثلاثةِ أسهُمٍ، ثمَّ ركعَ وسجدَ، ثمَّ أنبهَ صاحِبَه، فلمَّا عرفَ أنَّهم قد نَذِرُوا به هَرَبَ، ولمَّا رأى المُهاجريُّ ما بالأنصاريِّ من الدَماء، قال: سُبحانَ الله، ألا أنبَهتَني أوَّل ما رمى قال: كنتُ في سُورةٍ أقرؤها، فلم أُحِبَّ أن أقطَعَها[14]
نام أبو سليمان الداراني فأيقظته حوراء وقالت يا أبا سليمان تنام وأنا أربي لك في الخدور من خمسمائة عام.
واشترى بعضهم من الله تعالى حوراء بصداق ثلاثين ختمة فنام ليلة قبل أن يكمل الثلاثين فرآها في منامه تقول له:
أتخطب مثلي وعني تنام … ونوم المحبين عني حرام
لأنا خلقنا لكل امرىء … كثير الصلاة براه الصيام"[15]
"ويحكى عن مالك بن دينار تجربته قائلا: سهرت ليلة عن وردي ونمت، فإذا أنا في المنام بجارية كأحسن ما يكون، في يدها رقعة فقالت لي: اتحسن تقرأ؟، فقلت نعم، فدفعت الى رقعة فيها:
أَلْهَتْكَ اللَّذَائِذُ وَالأَمَانِي**عَنِ البِيضِ الأَوَانِسِ فِي الجِنَانِ
تَعِيشُ مُخَلَّدًا لاَ مَوْتَ فِيهَا** وَتَلْهُو فِي الجِنَانِ مَعَ الحِسَانِ
تَنَبَّهْ مِنْ مَنَامِكَ إِنَّ خَيْرًا **مِنَ النَّوْمِ التَّهَجُّدُ بِالقُرَانِ"[16]
رابعا:ما يعين على صلاة التراويح والتهجد في رمضان
1-أقلل من طعامك: "جاء رجل إلى محمد بن سيرين فقال له: علمني العبادة، فقال ابن سيرين: أخبرني عن نفسك كيف تأكل ؟ قال: آكل حتى أشبع، فقال: ذلك أكل البهائم، ثم قال: كيف تشرب؟ قال: أشرب حتى أروى، قال: ذلك شرب الأنعام، اذهب فتعلم كيف الأكل والشرب ثم جئ أعلمك العبادة."[17] "حاول أن تقلل من كمية الطعام، فقلة الطعام سحاب، وإذا قل الأكل مُطِرَ القلبُ الحكمةَ، فالواجب على الناصح لنفسه ألا يكثر الأكل، فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام"[18]
2-ترك المعاصي: مع كثرة وسائل الاتصال وسهولة الوصول إلى المعاصي وانتشار الفسق والمجون إلا من رحم الله تعالى تجد بعض المسلمين تصوم بطونهم عن الأكل، ولا تصوم جوارحهم عن المعاصي وقد يشتكى انه لم يوفق إلى قراءة القرآن في رمضان ولا إلى صلاة القيام والسبب في ذلك ما قترف من الاثام فيا أخي ويا أخيتى "لا تحتقب الأوزار بالنهار فتُفْسِد عليك صيامك، وتُقَسِّي قلبك، وتحول بينك وبين قيام الليل.
قال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد، إني أبيت معافى، وأحب قيام الليل، وأعد طهوري؛ فما بالي لا أقوم؟، فقال: ذنوبك قيدتك."[19]
3- الاستعانة بالقيلولة نهارا: بعض الناس يستيقظون مبكرا لعمل أو لغرض ما، وقد يستصعبون القيام بالليل، وقراءة القرآن بالأسحار فهؤلاء يستحب لهم أن يقيلوا بالنهار ليستعينوا بها على قيام الليل.
مر الحسن البصري على نفر في السوق فرأى صخبهم ولغطهم فقال: أما يقيل هؤلاء؟ قالوا لا قال: إني لأرى ليلهم ليل سوء[20]
4- خشن فراشك: يصف أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فراش النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ مَرْمُولٍ بِشَرِيطٍ تَحْتَ رَأْسِهِ وسادةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، مَا بَيْنَ جِلْدِهِ وَبَيْنَ السَّرِيرِ ثَوْبٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عمرٌ فَبَكَى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟ "قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَّا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، فَهُمَا يَعِيثَانِ فِيمَا يَعِيثَانِ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَرَى! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا تَرْضَى يَا عُمَرُ أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدنيا، ولنا الآخرة؟ "[21].وهذا مما يعين على القيام أما الفراش الوثير المريح فقد يجلب الكسل لصاحبه والله المستعان.
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يقيمون شهر رمضان إيمانا واحتسابا وأن يجعلنا من عتقائه من النار
[1] -رواه مالك في الموطأ، كتاب الصلاة في رمضان باب الترغيب، باب الترغيب في الصلاة في رمضان،(1/113) والبخاري في صحيحه، كتاب الإيمان باب: تطوع قيام رمضان من الإيمان رقم الحديث37(1/16)
[2] – تفسير القرآن العظيم، ابن كثير،ت سامي بن محمد سلامة ط دار طيبة ط/2/ 1420ه (6/363)
[3] – محاسن التأويل،محمد جمال القاسمي ت محمد باسل ط دار الكتب العلميه – بيروت ط/1 – 1418 ه(7/436)
[4] – رواه ابن حبان وأبو نعيم في الحلية كما صحيح الجامع رقم(1019)
-[5] رواه الإمام احمد والترمذي كما في صحيح الجامع رقم(2123)
[6] – حلية الأولياء وطبقات الأصفياء،أبو نعيم الأصبهاني، دار الكتب العلمية- بيروت ط 1409ه(6/106)
[7] -رواه البزار وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، واللفظ لابن حبان.كما في صحيح الترغيب رقم (1003)
[8] -رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن ينظر: صحيح الترغيب رقم 627
[9] – أسرار المحبين في رمضان،محمد حسين بن يعقوب ط مكتبة التقوى ومكتبة شوق الآخرة ط/1، 1426 ه(201)
[10] رواه أبو داوود، وابن خزيمة، كما في صحيح الجامع رقم6439
[11] – صفقات رابحة، خالد أبو شادي، ط دار البشير، ط1421ه(97)
[12] -رواه البخاري في صحيحه، كتاب التهجد، تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب، رقم 1127
[13] – فتح الباري شرح صحيح البخاري أحمد بن حجر العسقلاني ط دار المعرفة – بيروت، 1379ط(3/ 11)
[14] -سنن أبي داود كتاب الطهارة، باب الوضوء من الدم، ت: شعَيب الأرنؤوط – محَمَّد كامِل قره بللي ط: دار الرسالة العالمية ط/1، 1430 ه رقم الحديث 198 (1/141) قال الارنؤوط حديث حسن
[15] – لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، ابن رجب بن الحسن، ط: دار ابن حزم ط/1، 1424ه(47)
[16] – صفقات رابحة،(95)
[17] -السابق نفسه،(99)
[18] – أسرار المحبين(218)
[19] – السابق نفسه(219)
[20] -صفقات رابحة (99)
[21] – صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري،ت محمد ناصر الدين الألباني ط: دار الصديق للنشر والتوزيع ط/4، 1418 ه(451)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.