استوردت الزاوية البوتشيشية بعض الآثار من الهند يقال انها للنبي صلى الله عليه وسلم، فسارع قوم إليها قصد التبرك وغيره.. وهؤلاء قوم ليسوا أهل تحقيق وإنما أهل إشهار، فالجزم بان تلك الآثار نبوية فعلا ضرب من الخيال، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك الكثير أصلا، عن عمرو بن الحارث قال: "ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا، ولا درهما، ولا عبدا، ولا أمة، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة".(البخاري.4461). فما هي هذه الآثار؟: – إن كانت خاتمه فقد قال ابن عمر: "اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق، فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع منه في بئر أريس، نقشه محمد رسول الله".(البخاري.5873.مسلم.2091). – أم هي البردة، فقد أحرقها التتار، وقد صرح القرماني أن هلاكو لما طرق بجيوشه بغداد سنة 656 أشار الخليفة مؤيد الدين العلقمي على الخليفة المستعصم بالخروج إليه ومصالحته، فخرج إليه في جمع من العلماء والأعيان، والبردة النبوية على كتفيه والقضيب بيده، فأخذهما منه هلاكو وجعلهما في طبق من نحاس واحرقهما وذر رمادهما في دجلة. (الآثار النبوية.أحمد تيمور.ص:19). – أم هما النعلان، فقد ذكر أنه في فتنة تيمورلنك في سنة 803 ه ضاع نعلان ينسبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم (فتح المتعال في مدح النعلان.ص:363). – أم أنها شعرات من رأسه صلى الله عليه وسلم، فقد قال أحمد تيمور: "فما صح من الشعرات التي تداولها الناس بعد ذلك، فإنما وصل إليهم مما قسم بين الأصحاب رضي الله عنهم، غير أن الصعوبة في معرفة صحيحها من زائفها".(ص:91). – أم سيوفه، فقد رُوي أن له تسعة أسياف، ولم يصح في ذلك عير سيف وحيد وهو ذو الفقار قد تخاطفته الأيدي فلم يعلم له طريق.(الآثار النبوية.ص:25). فلم يبق شيء من آثار النبي صلى الله عليه وسلم للتبرك يجزم بثبوتها غير اتباع سنته، فقد مرت الأمة بحروب وفتن أتت على الحجر. هذا ما كان.. راجع: (الآثار النبوية.أحمد تيمور باشا). (التبرك أنواعه وأحكامه.ناصر الجديع). (فتح المتعال في مدح النعال.أحمد بن محمد المقري التلمساني).